شفا- أصدرت جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية بياناً بمناسبة اليوم الدولي للشباب.
وتنشر “شبكة فلسطين للأنباء شفا” البيان :
ليس فقط منذ السابع من أكتوبر بل لسنوات، والشباب الفلسطيني يعاني بشكل متزايد من آثار الاحتلال وممارساته الوحشية التي تؤثر بشكل مباشر على صحتهم الجسدية والنفسية وسلامتهم في مختلف جوانب حياتهم. ولكن هذا العام، تفاقمت التحديات والصعوبات جراء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الغاشم على قطاع غزة، وما تلاها من دمار واسع للبنية التحتية والمنشآت الصحية. حيث أفاد الجهاز المركزي للإحصاء بأن 24% من شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هم من الشباب (26% ذكور، و22% إناث). أما في الضفة الغربية، فيواجه الشباب الفلسطيني تحديات كبيرة أبرزها الاعتداء على حقهم في التنقل والحرية، والاعتقالات المتكررة، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب وارتفاع معدلات البطالة التي تجاوزت 56% للإناث و36% للذكور في الضفة الغربية، ووصلت إلى 95% في قطاع غزة. هذه العوامل تشكل عائقًا مباشرًا أمام وصولهم إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية.
وفي دراسة أجرتها جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية حول وصول الفتيات والشابات لمستلزمات الرعاية خلال فترة الحيض في غزة، تبين أن 36% فقط منهن تمكن من الحصول على الفوط الصحية، بينما يعتمد الباقي على استخدام قطع القماش والملابس القديمة إذا توفرت. كما تعاني الفتيات من نقص شديد في توفر المياه.
أما على الصعيد النفسي، فلاحظت الجمعية ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة المشاكل النفسية بين الشباب، بما في ذلك الاكتئاب وأعراض ما بعد الصدمة المستمرة، والضغط والتوتر.
منذ بدء الحرب، وإيمانًا بدور الشباب الفاعل وضرورة تلبية احتياجاتهم الصحية والاجتماعية الأساسية كحق لا يتجزأ من حقوق الإنسان، تسعى جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية لتوفير الاحتياجات الأساسية وتقديم الرعاية الصحية الأولية.
في غزة وخصوصا في ظل العدوان الحالي تعمل الجمعية جاهدة على تلبية احتياجات الشباب الصحية والنفسية والجسدية من خلال تقديم خدمات الطوارئ التي يحتاجها الشباب من خلال النقاط الطبية والعيادات المتنقلة. بالاضافة الى ذلك، فان الجمعية مستمرة في بناء الوعي المجتمعي وتوعية الشباب حول مواضيع مختلفة تتعلق بصحتهم الجسدية والنفسية. علاوة على ذلك، تقوم الجمعية بشكل مستمر بتوزيع حقائب الكرامة الصحية للشباب وذلك استجابة للازمة الانسانية وحركة النزوح الكبيرة التي ادت الى افتقار الشباب الى أدني مقومات الحياة.
أما في الضفة الغربية، فقد لعب الشباب دورًا كبيرًا من خلال التدخلات المختلفة لتعزيز الصمود وضمان وصول الشباب، خاصة في المناطق المهمشة، للخدمات والمعلومات الصحية. سواء من خلال تدريب الإسعاف الأولي الذي استفاد منه أكثر من 10 آلاف شاب وشابة منذ بداية الحرب، أو من خلال دمج الشباب مع طواقم العيادات المتنقلة لتقديم التثقيف والمعلومات الصحية لأقرانهم. كما تشمل المبادرات الصحية بالمراكز الصديقة للشباب في الجامعات مثل جامعة القدس وجامعة فلسطين الأهلية وجامعة بيرزيت. وفي إطار تمكين الشباب في المجتمعات المحلية، وخاصة الأكثر هشاشة، هذا وأسست الجمعية فرق الإسعاف المحلية وفرق الطوارئ الشبابية والمجالس الشبابية في القرى والمدن المختلفة لضمان تمثيل صوت الشباب في خطط وتدخلات الطوارئ.
كما تسعى الجمعية لتعزيز استخدام التكنولوجيا، وهو الهدف العام لليوم الدولي للشباب لهذا العام كما أقرته الأمم المتحدة، من خلال توفير خدمات الخط الآمن المجاني “شباك الشباب” الذي يقدم الدعم الصحي والنفسي للشباب في كافة أنحاء فلسطين، وتطبيق “مستشاري” الذي يتيح للشباب الوصول إلى خدمات الاستشارة المجانية من مختصين عبر التطبيق الإلكتروني، مما يشكل أدوات مستدامة لتعزيز وصول الشباب إلى الخدمات والمعلومات الصحية.
في يوم الدولي للشباب والذي حددته الأمم المتحدة لتسليط الضوء على واقع الشباب، يشهد الشباب في العالم وبالأخص في الدول العربية العديد من التحديات والصعوبات ومن هنا تأتي أهمية تضافر الجهود لتلبية احتياجاتهم وإيجاد مساحة امنة لهم لقيادة واقعهم الصحي نحو مستقبل أفضل.