إيجاد الاتجاه الصحيح لتنمية العلاقات الصينية الأمريكية يحتاج إلى الجهود المشتركة بقلم : تشو شيوان
خلال الأيام الماضية، كثير من أصدقائي العرب يسألوني نفس السؤال: كيف تتطلع إلى العلاقات الصينية الأمريكية بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الجديدة؟ وهذا يعكس أن مستقبل العلاقات الصينية الأمريكية دائما يجذب أنظار وسائل الإعلام، إذ أن العالم كله يدرك أنه يحتاج إلى العلاقات المستقرة الصينية الأمريكية بشكل عام.
تعتبر الصين والولايات المتحدة من الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والولايات المتحدة هي أكبر دولة متقدمة وأكبر اقتصاد في العالم، أما الصين فهي أكبر دولة نامية وثاني أكبر اقتصاد في العالم، فأعتقد أن العلاقات الصينية الأمريكية لا تتعلق فقط برفاهية الشعبين، ولكنها تؤثر أيضًا بشكل مباشر على ازدهار الاقتصاد والثقافة والمجتمع وغيرها من المستويات في العالم. وعلى هذا الأساس، يتعين على الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما دولتين كبيرتين، تحمل مسؤوليات لحفظ السلام العالمي، وخلق فرص لتنمية جميع البلدان، وتوفير المنافع العامة للعالم، ولعب دور إيجابي في الوحدة العالمية، وذلك لتصبح مصدرًا مستقرا للسلام العالمي ودافعا للتنمية المشتركة. ويعتقد المجتمع الدولي عموماً أن العلاقات الصينية الأميركية تشكل أهمية بالغة بالنسبة للعالم، ولن يتمكن أي من الجانبين من مواجهة التحديات العالمية بمفرده.
نعترف بأن الصين والولايات المتحدة لديهما تاريخ وثقافات وأنظمة اجتماعية ومسارات تنمية مختلفة، وهذه هي حقيقة موضوعية. ومع ذلك، طالما أن الجانبين ملتزمان بالاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، فيمكنهما تجاوز الخلافات وإيجاد طريقة للتوافق بشكل صحيح.
وعلى وجه التحديد، إن الاحترام المتبادل هو الشرط الأساسي، لأن الأنظمة الاجتماعية والسياسية بين البلدين مختلفة، ولا يمكن للتبادلات بين البلدين أن تكون مستدامة إلا من خلال احترام الاختلافات والاعتراف بها؛ إن التعايش السلمي هو الخط الأدنى، إذ أن العواقب المترتبة على الصراع والمواجهة بين دولتين كبيرتين مثل الصين والولايات المتحدة سوف تكون كارثية؛ إن التعاون المربح للجانبين هو الهدف الرئيسي، إذ أن اقتصاد الصين والولايات المتحدة أكثر تكاملا من التنافس، ونعرف أن جوهر التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة هو المنفعة المتبادلة والفوز المشترك تحقيق العديد من الأحداث الكبرى التي تعود بالنفع على البلدين والعالم.
لا تنخرط الصين في ما يسمى “منافسة القوى الكبرى” ونواياها الإستراتيجية مفتوحة وعلنية، وهي تعزيز النهضة العظيمة للأمة الصينية بشكل شامل من خلال التحديث الصيني النمط، وتنفيذ الإصلاح والانفتاح وبناء اقتصاد عالمي مفتوح. تحافظ الصين على درجة عالية من الاستمرارية والاستقرار في سياستها تجاه الولايات المتحدة، وكانت تدرس وتخطط دائمًا للعلاقات الصينية الأمريكية على خلفية التغيرات المتسارعة في العالم خلال القرن الماضي. وتهدف العلاقات الأمريكية إلى تعزيز رفاهية الشعبين وتوفير بيئة أفضل لشعبي البلدين وتعزيز بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية وإظهار مسؤولية دولة كبرى.
إن الخلافات والصراعات أمر لا مفر منه، ولكن طالما تم تعزيز الحوار والتواصل، وإدارة الخلافات بشكل صحيح، وتوسيع التعاون المربح للجانبين، ستنخفض العوامل السلبية وتتراكم العوامل الإيجابية، ويفتح مساحة جديدة للتفاعل الإيجابي في الصين والولايات المتحدة.
لم تكن تنمية العلاقات الصينية الأمريكية سلسة على الإطلاق، ولا تزال هناك العديد من المخاطر والتحديات التي تحتاج إلى معالجة مشتركة. وفي مواجهة المستقبل، نأمل أن تعمل إدارة ترامب الجديدة مع الصين على الالتقاء ببعضهما البعض في منتصف الطريق، والنظر إلى التنمية الصينية بطريقة إيجابية وعقلانية، إذ أني أثق بأن الطريقة الصحيحة للتعايش بين الصين والولايات المتحدة سوف تعود بالنفع على البلدين والعالم كله، فالآن الكرة في يد الولايات المتحدة.