فرض الرسوم الجمركية الإضافية على الصين يؤدي إلى عرقلة التحول الأخضر للاتحاد الأوروبي والعالم ، بقلم : تشو شيوان
بغض النظر عن معارضة الأطراف المختلفة من الصين وبعض الدول الأوروبية، أعلنت المفوضية الأوروبية في نهاية الشهر الماضي أنها قررت فرض رسوم جمركية إضافية لمدة خمس سنوات على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين ابتداء من 31 أكتوبر، بينما أعربت الصين عن أنها لا توافق على هذه النتيجة ولا تقبلها، وقد رفعت دعوى قضائية بموجب آلية تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية.
كما أثارت هذه النتيجة معارضة قوية في الأوساط الاجتماعية الأوروبية أيضا، وقالت إن هذه الخطوة تنتهك مبادئ اقتصاد السوق وقواعد التجارة الدولية، وتتعارض مع التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين، وستعيق عملية التحول الأخضر للاتحاد الأوروبي. وكجزء مهم من تعزيز التنمية الخضراء العالمية، يوفر الابتكار التكنولوجي والقدرة الإنتاجية في الصين للمركبات الكهربائية حلولا فعالة للتحول المنخفض الكربون لمختلف البلدان. ولن يساعد فرض الرسوم الجمركية على حماية القدرة التنافسية الصناعية للاتحاد الأوروبي فحسب، بل سيزيد الأعباء الواقعة على المستهلكين بشكل كبير في الاتحاد الأوروبي، ويخفض انتشار السيارات الكهربائية، ويؤثر على السلسلة الصناعية الخضراء، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع تحولها الأخضر وإضعاف الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
وفي مواجهة التحديات المتمثلة في تراجع القدرة التنافسية لصناعة تصنيع السيارات المحلية، حاول الاتحاد الأوروبي تحسين قدرته التنافسية من خلال تدابير الحماية. ولكن الحقائق أثبتت أن تدابير الحماية غير قادرة على حماية القدرة التنافسية، بل إن الافتقار إلى المنافسة وعدم كفاية التعاون لن يؤدي إلا إلى تفاقم صناعة السيارات الأوروبية في الظروف الخضراء المنخفضة التي تواجهها في التحول نحو النمو الأخضر ومنخفض الكربون. ويؤدي فرض رسوم جمركية إضافية على السيارات الكهربائية الصينية بشكل مباشر إلى زيادة أسعار السيارات الكهربائية في السوق الأوروبية، وإضعاف رغبة المستهلكين في شراء السيارات الكهربائية، وتقليل انتشار المنتجات الخضراء في السوق.
ترجع مزايا صناعة السيارات الكهربائية الصينية في السوق العالمية من قدرتها التنافسية الشاملة في الابتكار التكنولوجي، وكفاءة الإنتاج، وإدارة سلسلة التوريد وغيرها من المجالات الأخرى. ووفقاً لمصادر مطلعة على الصناعة الأوروبية، فإن هذه المزايا هي بالضبط ما يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى التعلم منها.
تتمتع الصين وأوروبا بمزايا متكاملة في مجال السيارات الكهربائية، ومن الممكن الجمع بين التقدم التكنولوجي الذي حققته صناعة الطاقة الجديدة في الصين والخبرة الأوروبية الغنية في تصنيع السيارات. وخلال السنوات الأخيرة، تم تعميق التعاون بين شركات السيارات الأوروبية وشركات تصنيع سيارات الطاقة الجديدة الصينية في مجالات البحث والتطوير التكنولوجي والتسويق والمجالات الأخرى بشكل مستمر، الأمر الذي لم يساهم في تحقيق التقدم التكنولوجي والتنمية الاقتصادية لكلا الطرفين فحسب، بل ضخ زخمًا جديدًا في التحول الأخضر العالمي أيضًا. ولا يقتصر التعاون الأخضر بين الصين والاتحاد الأوروبي على مجال السيارات الكهربائية فقط، بل يتمتع أيضًا بإمكانات كبيرة في تكنولوجيات الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية. ومن خلال التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي، سيحقق العالم هدف الحياد الكربوني في الاستجابة لتغير المناخ بسرعة وكفاءة أكبر.
وفي مواجهة تحديات المناخ العالمي الملحة بشكل متزايد، فإن التعاون المفتوح هو السبيل الوحيد لإيجاد حلول مناسبة. وإن التدابير والإجراءات المناهضة للعولمة مثل فرض الرسوم الجمركية لن تؤدي إلى إضعاف إمكانات التعاون بين البلدان في المجال الأخضر فحسب، بل ستهدد أيضًا الجهود العالمية للتعامل مع تغير المناخ. وقال إريك سولهايم، نائب الأمين العام السابق للأمم المتحدة والمدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بصراحة، إن فرض الاتحاد الأوروبي رسوما جمركية على السيارات الكهربائية الصينية يعد “خطوة خاطئة” وسيؤدي إلى تدعيات سلبية على عملية التحول الأخضر للاتحاد الأوروبي والعالم.
يظهر القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي بفرض مثل هذه الرسوم الجمركية المرتفعة على السيارات الكهربائية الصينية أن المفوضية الأوروبية مهتمة بحماية الوظائف والأرباح في صناعة السيارات أكثر من اهتمامها بمكافحة تغير المناخ، ولكن على المدى البعيد، يضطر الاتحاد الأوروبي إلى مواجهة تغير المناخ ودفع عملية التحول الأخضر. وفي هذا الصدد، يتعين على الاتحاد الأوروبي إعادة النظر في سياسته التعريفية في التعامل مع الصين لتجنب السلوك القصير النظر الذي يعيق عملية التحول الأخضر العالمية.