11:11 مساءً / 4 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الوحدة غير ممكنة مع الإسلام السياسي ، بقلم : عدنان ضميري

الوحدة غير ممكنة مع الإسلام السياسي ، بقلم : عدنان ضميري

الوحدة غير ممكنة مع الإسلام السياسي ، بقلم : عدنان ضميري

كنت مختلف منذ 2007 مع معظم الأصدقاء الذين احبهم واحترمهم حول مستقبل غزة والمصالحة بعد الانقلاب العنيف والدموي الذي قامت به حماس في غزة .


وكان موقفي الذي لم يتغير ان الابدولوجيا لا تصالح احد ولا تتوافق او تتوحد مع احد خصوصا الحركات الاسلامية ..التي لم تسجل في تاريخ المسلمين حالة واحدة تم فيها ائتلاف او اتحاد بين حركتين او اكثر اختلفوا واقتتلوا ومن ثم تصالحوا واتحدوا .. !!!


وكان موقفي يعتمد ان الايدولوجيا للحركات الدينية تقوم على (قاعدة الايمان والكفر كعقيدة ).. وليس على اختلاف سياسي او اجتماعي او اقتصادي .


الايمان والكفر لا لقاء بينهما ..وكذلك الخيانة والوطنية .. ولان الايدولوجيا الاسلاموية لا تعترف بالوطنية والوطن فان عمق خلافها لا يسمح بوحدة .. حتى هذه الحركات الاسلاموية لم تستطع ان تجد او توجد ارضية ائتلاف مع غيرها من الحركات الاسلامية عبر التاريخ ..ولأننا خضنا معها محاولات وتجارب للائتلاف او البرنامج الواحد في حده الأدنى في الانتفاضة الأولى قبل اوسلو ..

ولم ننجح رغم كل التنازلات التي قدمتها القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة منذ ١٩٨٧ وحتى اليوم ورعاها الرمز الشهيد ياسر عرفات وكل القيادات الفلسطينية بانتماءاتها .. لم تنجح.


فقد ذهبت هذه الحركات للقتال في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي قبل ان تعلن الجهاد والكفاح في فلسطين ..
اختلفنا وكنت من الأقلية الذين يقولون باستحالة وعدم إمكانية التوافق او الوحدة او حتى المصالحة مع هذه الحركات وفي مقدمتها حماس كذراع عسكري للإخوان المسلمين ..كان أصدقائي في منظمة التحرير ومستقلين يلومونني ويعتبرون موقفي متطرف ضد الحركات الإسلامية السياسية ..


ولكن بعد سبعة عشر عام من الحوارات والمحاولات الفلسطينية والعربية والإسلامية والروسية والصينية بعد الانقلاب 2007 .. لم تتقدم هذه الحوارات مترا واحد ولا حتى سم ..في اتجاه التوافق او المصالحة او الوحدة .. اصبحوا يعذرون موقفي ولا زالت بواقي امنيات ورغبات يقيمون عليها مواقفهم السياسية .

تصطدم هذه الامنيات بالواقع الأيديولوجي والعقائدي ان حركات الإسلام السياسي لا تثق الا بذاتها فقط .. ولكن ممكن ان تمارس التقية أحيانا في مراحل الضعف ..


ان الفكر الذي يقوم على قاعدة انا مؤمن وما دوني كافر عقائديا وسلوكا واستسهال التخوين للغير .لا يتفق ولا يتصالح الا مع نفسه .. ولا باس ان يأتيني احد القراء بنموذج مصالحة او وحدة او ائتلاف في التاريخ الإسلامي بين فرقتين او اكثر .. كي اضعّف موقفي واعدله او استغني عنه وابدله …


ما يجري اليوم لن يغير من أفكارهم حتى لو ابيد الشعب الفلسطيني كله وليس في غزة فقط …؟!


أصدقائي الأعزاء بدأوا يقتنعون ويقتربون من الحقيقة الصادمة .. ان الفكر الذي يقوم على تكفير وتخوين المختلف لا يقبل المختلف الا اذا انساق الى قانونهم في السمع والطاعة ..


أتمنى من كل قلبي ان أكون مخطأ ويحققون وحدة ومصالحة .. ويحاكمونني بعدها على فهمي (القاصر ) لحركات الإسلام السياسي .


الوحدة معهم غير ممكنة .. ممكن ان تكون مصالحتهم تقيه ..ولكنها لن تقود الى ائتلاف عنوانه الوطن .ولا وحدة عنوانها فلسطين .. ولا اتحاد عنوانه فلسطين .

منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني

  • – عدنان ضميري – لواء فلسطيني متقاعد ومحلل وخبير سياسي وأمني

شاهد أيضاً

تضرر مركبة في هجوم للمستوطنين شرق سلفيت

شفا – هاجم مستوطنون مساء اليوم الإثنين، مركبات المواطنين على طريق مدخل ياسوف شرق سلفيت. …