شرق اوسط جديد ، بقلم : شاديه خضر الغول
ما تفعله إسرائيل في الأيام الأخيرة يعنى أنها عازمه على تغير كل موازين القوى وإعادة تشكيل شرق أوسط جديد تقوده هي ، لا يمكن لهذا الشرق الأوسط أن يتشكل إلا بعد تحيد كل ما يسمى بقوى الممانعة ، بدأت إسرائيل بضرب حماس في غزة ، ثم استدارت إلى حزب الله وتمكنت في عشرة أيام من 17إلى 27سبتمبر من إغتيال كل قيادات الصف الأول والثاني للحزب ، بعد أن مهدت لذلك بإختراق ضخم وغير مسبوق في صفوف حزب الله ، وربما في بعض الأجهزة الإيرانية في ظروف غامضه سوف تتكشف الأحداث لاحقاً ، وعلى الأرجح سوف تتكشف معها دور لأمريكا ودور دول عربيه أكبر بكثير مما يبدو على السطح ، وأبسط مؤشراته إمداد الولايات المتحدة الأمريكي بكل ما تحتاجه لتصفيه الحزب ، قبلها حماس، استخدمت إسرائيل مثلاً طائرات إف 15،35 ، وصواريخ خارقه للحصون ، مباركه عمليات الإغتيال ، بادين مثلاً اعتبر إغتيال حسن نصر الله ليس تصعيد قد ينذر بانفجار الشرق الأوسط ، واعتباره إجراءً عادلاً لضحايا الشيخ حسن الكتر .
شكل الشرق الأوسط التي تسعى إليه إسرائيل وبدعم كامل من إمريكا مع اختلاف بالتفاصيل أو في التكتيكات والتوقيتات ، لكن مع اتفاق بالغيات ، شكل هذا الشرق الجديد ليس سراً خلاصته تجاوز القضية الفلسطينية أو تصفيتها بشكل ما ودمج إسرائيل مع الدول العربية الحليفة لأمريكا ، وتحديداً دول الخليج ، مصر ، الارن بالإضافة إلى دول عربيه وغير عربيه على أن تشكل هذه الدول محوراً سنياً لأمريكا يواجه ليس فقط إيران إنما الصين وروسيا .
وحتى تتحقق هذه الرؤية لابد من السير على عدة محاور :
أولها : اعتراف سعودي بإسرائيل يتلوه اعتراف رسمي من دول أخرى مثل ، سلطنه عمان ، الكويت ، ودول أخرى خارج العالم العربي تباعاً مثل أندونيسا ، باكستان ،،، الخ
وحتى تتحقق الخطوة الأول لابد من تسويه مقبولة للقضية الفلسطينية خلصتها بدأ التفاوض على قيام دوله بما تيسر من أراضي فلسطينية “سلسله كنترونات معزولة عن بعضها البعض ” تشكل ما يشبه بالدولة وأقل من دوله ، وأكثر قليلاً من حكم ذاتي ، يقود هذه الدولة أو شبه الدولة منزوعة السلاح قيادات فلسطينية جديده مستعدة لتنازل عن معظم الثوابت التي عرقلت المفاوضات منذ عام 1967 حتى الأن ، وخاصه القدس واللاجئين .
ولتحقيق ذلك لابد من استئصال كل قوى الممانعة وعلى رأسها إيران ، واستئصال إيران غير وراد دون حرب كبرى بالغه التكاليف ، ولكن يمكن البدء في إضعافها باستئصال أذرعها بالمنطقة “حماس ، حزب الله ” على الأقل لتسهيل احتواء إيران وتنفيذ الخطوتين الأولى والثانية ،هذا التصور الذى أعلن عنه تكراراً ومراراً ، والذى ان تم يعتبر انجاز كبير لبايدن بعد خروجه من البيت الأبيض ، وهو إنجاز محل ترحيب من ترامب وهريس وكل القوى الإسرائيله على تنوعها ودول عربيه في المنطقة ، تحقيق أهداف نتنياهو الأصغر ، أضاله امد الحرب ، وبقائه بالسلطة وبعده عن المحكمة القانونية ، وغسل عار فشله في 7 إكتوبر
ملحوظه : الهدف المعلن لإسرائيل على حزب الله مؤخراً بعد فشل المفاوضات الفرنسية والأمريكية لإيقاف قصف حزب الله شمال إسرائيل ما يمنع من إعادة سكان الشمال الى بيوتهم ، لكن هذا الهدف لا يعنى أو يشرح شيئاً لأنه لوكان هذا الهدف من الحرب على حزب الله لكان يمكن تحقيقه بالاستجابة الى مطالب الجميع بما فيهم أمريكا بوقف إطلاق النار في غزة ، ما يترتب عليه وقف إطلاق النار من حزب الله والحوثيين والعراق ،لأنه جميع هذه الأطراف أعلنت التزامها بوقف إطلاق النار بوقف الحرب على غزة ، ولكن مشكله هذا الحل البسيط أنه لا يحقق أهداف نتنياهو الصغيرة ، أو أمنياته الكبيرة ، وهى “القضاء ” على أي فرصه لقيام دوله فلسطينية ، والقضاء على أي فرصه لتقارب بين إيران والغرب هذه الضربة للحزب تحقق عده أهداف ،كما يبدو من تحركاته وتصريحاته وهى إعادة سكان الشمال ، إرضاء اليمين المتطرف ، إبقاء الائتلاف الحاكم حتى انتهاء ولايته 2026 ، قطع الطريق على إيران بالتفاوض مجدداً مع الولايات المتحدة ، فتح الطريق لتطبيع بين إسرائيل والدول العربية التي كانت تريد التطبيع وحالت حماس والحزب دون ذلك مثل السعودية
السؤال هنا لما لم تسعى إسرائيل الى ذلك منِ قبل؟؟؟
في السنوات السابقة أي بعد عام 2006 كان الخوف من الخسائر التي قد تتكبدها إسرائيل ضد الحزب وخوفاً من اتساع المواجهة لتصبح حرب اقليمه، الفيتو الأمريكي.
بعد 7 إكتوبر وتمكن إسرائيل من اختراق الحزب كانت منشغله في حرب حماس في غزة ولكن بعد عام من تدمير القطاع لم تعد حماس تمثل خطراً يتطلب اهتماماً خطيراً لجيش الاحتلال، وبالتالي بدأ مؤخراً توجيهه الاهتمام العسكري الى جبهه الشمال، الوقت يداهم نتنياهو لأنه يريد أن يحتفل في ذكرى 7 إكتوبر بالإعلان سلسله انتصارات تمحو هزيمه 7 إكتوبر، النجاح الذى حققته إسرائيل بإختراق حزب الله ” المعروف بتفجيرات البيجر ” ، وما ترتب عليها من فقدان الحزب الاتزان مع يقين إسرائيل أن إيران لا ترغب في حرب مع إسرائيل