“الانتخابات الأمريكية 2024: أي مستقبل لأمريكا مع هاريس أو ترامب وتأثير ذلك على السياسة العالمية؟” ، بقلم : م. غسان جابر
تعتبر الانتخابات الرئاسية الأمريكية حدثًا محوريًا لا يؤثر فقط على أمريكا ذاتها، بل يمتد تأثيره إلى العالم بأسره. حاليًا، يشهد العالم ترقبًا كبيرًا للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر 2024، حيث يتنافس المرشحان البارزان: كامالا هاريس، نائب الرئيس الحالي، ودونالد ترامب، الرئيس السابق. يراود العديد من التساؤلات حول كيفية تأثير كل منهما على السياسة الخارجية الأمريكية، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وعلاقات الولايات المتحدة مع الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي.
سياسات كامالا هاريس:
إذا فازت كامالا هاريس، يُتوقع أن تتبنى نهجًا يُشبه إلى حد كبير نهج الرئيس جو بايدن، ولكن مع لهجة أكثر صرامة تجاه إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالصراع في غزة. هاريس تتعهد بتأسيس مجلس استشاري يضم جمهوريين مستهدفًا تعزيز التعاون بين الحزبين. على الصعيد الاقتصادي، تسعى هاريس لزيادة الضرائب على الأثرياء والشركات وتمويل برامج تساهم في تحسين قدرة الفئات الضعيفة على الشراء.
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، من المتوقع أن تُظهر إدارة هاريس مزيدًا من التعاطف مع الحقوق الفلسطينية، مع التركيز على الوضع الإنساني في غزة. هاريس قد تدعو إلى تنفيذ وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية، على الرغم من استمرار الدعم العسكري لإسرائيل. هذا التوازن في السياسة الخارجية يمكن أن يجذب ناخبين عرب ومسلمين، لكنه قد يصعب أيضًا عملية الحفاظ على علاقات قوية مع الحكومة الإسرائيلية.
سياسات دونالد ترامب:
من ناحية أخرى، إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، فمن المتوقع أن تتخذ الإدارة مسارًا صارمًا تجاه الهجرة، مع تكثيف عمليات الترحيل وتضييق الخناق على المهاجرين. على الصعيد الاقتصادي، من المحتمل أن يستمر التركيز على دعم العمال الأمريكيين والحد من الاعتماد على العمالة الأجنبية.
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، يُشير التحليل إلى أن ترامب قد يستمر في تقديم الدعم القوي لإسرائيل، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الفلسطينية. التوجه نحو “السلام الاقتصادي” بدلًا من الحلول السياسية التقليدية قد يهدر فرص السلام ويدخل الفلسطينيين في أزمة اقتصادية واجتماعية أكبر.
العلاقات مع الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي:
سيكون لا شك أن توجه كل من ترامب وهاريس تجاه الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي سيلعب دورًا كبيرًا في تحديد نمط العلاقات الدولية.
- ترامب: يُتوقع أن يتبنى سياسة تصادمية تجاه الصين، مع استمرار الحرب التجارية وفرض عقوبات. بالنسبة لروسيا، قد يُفضل ترامب نهجًا غير صارم، مما قد يؤثر سلبًا على موقف الولايات المتحدة من انتهاكات روسيا لحقوق الإنسان. على صعيد العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، من الممكن أن يُحدث ترامب تغييرات تؤدي إلى زيادة التوترات.
- هاريس: من المتوقع أن تفضل نهجًا متعدد الأطراف مع التركيز على التعاون مع الحلفاء لمواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك الصين. ستُؤكد على تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، مع التركيز على أهداف مثل تغير المناخ والأمن.
التوقعات حول الفائز:
يتساءل الكثيرون عن من هو الأكثر حظًا في الفوز. وفقًا للمؤرخ آلان ليكتمان، فإن العوامل المحيطة بسياسات الحزبين ورغبة الناخبين في عدم العودة للأساليب القديمة ستكون حاسمة. رغم أن ترامب يمتلك مفاتيح ناجحة في السياسة، فإن هاريس قد تكون لها مزايا أخرى، مثل التأييد المتزايد من الفئات المهمشة ودعمها من قبل النساء والأقليات.
تشكل الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة لحظة محورية تؤثر على مستقبل البلاد والعالم. سواء فازت هاريس أو ترامب، فإنهما سيتبعان سياسات ستؤثر بعمق على القضية الفلسطينية والعلاقات مع القوى الدولية الكبرى. بالنظر إلى السياقات المحلية والعالمية، يبقى الأمر مرهونًا بتوجهات الناخبين واستجابة المرشحين لتحديات العصر الحديث. إن نتائج الانتخابات لن تحدد فقط مسار أمريكا، بل ستعيد تشكيل العلاقات الدولية وما يقارب من كافة السياسات العالمية.
وختاما اعتقد شخصيا ان حظوظ كامالا هاريس أفضل من ترامب في الفوز في الانتخابات الأمريكية.