خطرات نثرية حداثية من كتاب (إطلالات) اصدار يربت على كتف المواجع، بقلم : وفاء داري

خطرات نثرية حداثية من كتاب (إطلالات) اصدار يربت على كتف المواجع ، بقلم : وفاء داري

اعتدنا الكتابة عن الوطن والمواطن والهم العروبي، وتغنينا بيوم الأم حتى أصبح للابوة احتفالية. جميل ومهم ومع مجريات الساعة ؛ولكن هل التفتنا يومًا لمسن، ليتيم، لذوي احتياجات خاصة، لعاقر، للعنوسة أو لعاق وغيرهم من الحالات …

تلك القضايا المجتمعية من شرائح مختلفة في كل الأقطار العربية وحتى الغربية..

نعم تستحق أن نربتَ على أكتافها هي ايضا ؛ ونقول لستم وحدكم أقلامنا ومشاعرنا معكم تشعر بكم، نخط بأنامل وجعكم نبثُ شكواكم، أنتم داخل النص وداخل قلوبنا..

كتاب (إطلالات)

قناعات..
هِي عاقِرٌ.. نعم ليست تهمةً مشِينةً
عاقِرٌ.. وإن يكن نصِيبٌ، وليس بِقلبِها ضغِينة
أمٌّ وإن ليست بِأمّ، على كلِّ من عرفها حنونةٌ
لأفكارِ الغِلِّ والحسدِ بِفضلِ ربّها ليست سجِينةً
لِكلّ منعٍ حِكمةٌ لا تنظر لنفسِها نظرة المسكِينةِ
لها أدوارٌ أخرى لم تُخلق عبثًا وبِقلبِها سكِينةٌ

قبل الولادة…
حُلمٌ انتظرتّه سنين..
أجهض قبل الولادة
لم تزرع في أحشائها بويضةً
بل زرعت الأمل يا سادة
لم يكتمل..
ولم تكتمل فرحتها بقدومه..
هكذا معها جرت العادة
سريرٌ كلّ يومٍ تتفقّده..
أملًا أن تجمعهما وسادة
أطلقت عليه اسمًا من ذهبٍ
ولبسته في عنقها قلادة
أبو فلان.. توسّم أبوه لقبه
ولم يحقّق مراده
تجادلا بالحبّ على اسمه..
وانتهت برحيله المشادّة.

مميز..
مميزٌ ذاك الوجه الطفولي ذو الاحتياجات الخاصّة
ليسَ معاقًا، بل من ظنّ ذلك معاق التّفكير والإحساس
مميّزٌ ذوي الاحتياجات الخاصّة كن به مرفوع الرأس
بابٌ من أبواب الجنّة ذخرًا بالصّبر فلا تكن عليه قاسٍ
أسعده الله سعادة الدّارين وأذهب عنه الحزن والباس
قلبه طاهرٌ نقيٌّ صفحته بيضاء هو دون كلّ الناس

ثيب…
هي ليست عانسا.. عذرًا يا سادة
عانس! يكرّرها المجتمع ويلوّح بها كالعلم
والله قد أعطى لمن شاء من عباده وقسّم..
فلا تزدروا بنات حوّاء بما قضى اللهً وحكم..
فهنّ لسن ناقصاتٍ ليكملهنّ رجلٌ…
نكرةٌ كان أم علم.
إن جاء منهم من يريد إسعادها فمرحى..
وإلّا فقد قضي الأمر ورفع القلم.

• – وفاء داري كاتبة وباحثة