إزدواجية التعامل ، بقلم : نزار موسى أبو دهيم
نتذكر من التاريخ حضور الصحافة العالمية عند إنقاذ فريق كرة القدم التايلندي المكون من 12 لاعبا، والذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عاما،قد اختفوا بعد حصة تدريبية مع مدربهم حيث ذهبوا لاستكشاف مجمع كهوف «ثام لوانغ» شمال تايلند، وشارك نحو ألف شخص في عملية الإنقاذ، بما في ذلك فرق إنقاذ من الصين وميانمار ولاوس وأستراليا والولايات المتحدة.وكذلك نتذكر حضور الصحافة العالمية بكثافة بكل قنواتها المباشرة لتغطية إخراج العمال التشيليين في حادثة انهيار منجم كوبيابو أثناء عمليات التنقيب عن الذهب والنحاس ففي عام ٢٠١٠ اجتمع في منطقة“سان خوسيه” في شمال دولة تشيلي أكثر من ١٧٠٠ صحفي مع معداتهم وكاميراتهم الصحفية لتغطية خبر انقاذ العمال المحتجزين.أما عند دفن الأطفال والنساء الآمنين والمدنيين أحياء في بيوتهم وعلى أرضهم تكون هذه الصحافة المنافقة غائبة عن هذه الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة ولبنان.وبنفس الوتيرة وكالعادة تختفي اصوات المنظمات العالمية عن هذه الجرائم.. وأسأل بصفتي مواطن عربي تهمهه قضايا أمته العربية والإسلامية أين منظمة حقوق الإنسان ….أين هو القانون الدولي الإنساني.أين العدد الكبير من الصحفيين لنقل ما يجري في شمال غزة ؟أين هنري لابويس ،صاحبة المقولة المشهورة في منظمة اليونيسيف ” تطهر مساعدة المنظمة على قيد الحياة في الميدان ” أين اختفت المنظمات العالمية لحقوق المجتمع المدني لماذا لا نعد نسمع صوت منظمة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) !! اين العبارات المنمقة لمنظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة المكلفة بحماية حقوق كل طفل، في كل مكان.أين هذه المنظمة التى قالت لجنة نوبل عند منح الجائزة لها ، أن “فهم لغة اليونيسيف لا يستعصي على أحد، ولا يسع حتى أشد الناس تحفظا إلا الاعتراف بأن العمل الذي تقوم به اليونيسيف قد برهن على أن الرحمة لا يمكن أن توصد في وجهها أي حدود وطنية” وقالت أيضا لجنة نوبل: “أدركت اليونيسف أن الأطفال هم مفتاح المستقبل”.
إلى هذه المنظمة اليوم اقول قبل عدة شهور كان هناك صوت خارج من تحت أنقاض البيوت المهدّمة لطفلة اسمها ألمى تصيح وتقول لأحد النازحين المارين بقرب منزلها المدمر الذي تحاصره الجدران الاسمنتية بصوتها الطفوليّ البريء
أنا ألمى ..أنا ألمى …أنا ألمى مش قادرة.انا واخواتي وامي وابويا وستي..
فيسألها الرجل طيب عايشين يا ألمى اللي معك.
فتجيب ألمى آه عايشين هينا..ساعد أمي وأبويا واخواتي وستي وكل حاجة..ساعدوني آخر وحدة..ولا أقُلك طلعني علشان أساعدكم
الرجل:كم عمرك ؟
تجيب ألمى ١٢ سنة.في أخويا البوم طرزان( اسم الدلع لأخيها الصغير البالغ سنة ونصف)..وتضيف اخويا هذا اهم شي في العالم لانه رضيع!!!!!
والآن نريد من المنظمات الدولية اجابتنا متى ستتحرك لإنقاذ الأطفال الأحياء المحاصرين تحت الأنقاض والذين اوشكوا على الموت ؟؟ ,ماذا فعل هؤلاء الأطفال للعالم؟؟؟ما هي الجرائم التي ارتكبها في طفولتهم …ألمى وطرزان الرضيع وغيرهم من أطفال العرب الذي تهدّم البيوت على رؤوسهم بأعتى أنواع القنابل والصواريخ ؟؟
لنرى مدى مصداقية الصحافة العالمية والمنظمات الدولية وخصوصا اليونيسيف بسرعةِ إخراج الأطفال والنساء من تحت ركام المباني المدمرة أمام كاميرات التلفزة العالمية أسوة بما ما ذكرناه مسبقاً من تكاتف العالم لإنقاذ الأرواح البشرية وخصوصاً ونحن على أبواب الشتاء القارس والجوع والعطش والتهجير القسري والجراح التي يزداد نزيفها من الأطفال والنساء في شمال غزة ولبنان..
وهذا صوت ألمى لعله يحرك ساكناً.