قريباً عن دار الدراويش ” نزوة ” ( خسوف) مجموعة قصصية للقاصة السورية فاطمة حسين

شفا – يصدر قريباً عن دار الدراويش ” نزوة ” ( خسوف) مجموعة قصصية للقاصة السورية فاطمة حسين

الغلاف : بدر السويطي

-والحب؟ هل كنت كاذبة؟

_لا لم أكذب… كنت أحبك فعلاً لكن بطريقتك أنت وعلى مقاس شوقك .. فأنا أحب طريقة عشقك لي أحب خوفك وانشغالك واهتمامك ..

كان هذا يرضي غرور الأنثى الطفلة في داخلي ..لكن بعد مرور الوقت تأكدت أنني تسرعت كثيراً ..وأن هذا ليس حباً إنه شعور غير متكافئ .. لم أكن جادة تماماً ..قد أكون عشت نزوة ما…

وقبل أن تكمل كلامها وضع يده على فمها وأمسك بها بقوة ..سأقتلك إن تكلمتي هكذا ثانية ..اذهبي قبل أن يخرج المارد الشرير من قمقمه ..خرجت مسرعة والدموع تنهمر على خديها بسخاء …

يطبق عينيه يوجعه صوت أمه وهي تتكلم بصوت مهزوز تبلل بدموع الخيبة ..
-إبراهيم أنت أكبر إخوتك وفي تحصيلك العملي غلبت الجميع ..وحين اخترت زوجتك اخترت الأجمل والأطيب ماذا دهاك ؟؟
كيف تستطيع أن تهد كل ما بنيته من أجل نزوة ..غداً تصحو منها على خراب كبير ..
لا تفعل بنفسك هكذا ..أنت لست مراهقاَ أنت رجل ناضج وأب ..لا تفعل ذلك بعائلتك لن تعود علاقتك بزوجتك كما كانت .. ولا أولادك ..فكر بغيرك ..

نظر إلى أمه..شفتاها تتحرك وعيناها سراب بعيد ..وهو يدور في فراغ القهر ..يعيش حالة نزع مؤلمة ..وكأنهم ينزعون روحه عن جسده بآلة عاطلة .. غطى رأسه ليخبر والدته أن الزيارة انتهت وهمس سراً في عمق روحه أن زواجه المبكر الذي أسفر عن الأولاد هو النزوة الحقيقية… ذهبت الأم وتركت الكرسي بجانب السرير .. لكنه لم يفرغ أبداً .. وفود من الأقارب والأصدقاء والزملاء يزورونه كل يوم ظننا منهم أنه يمر بوعكة صحية ..

لم يلحظ أحد وعكة العشق المميتة التي اجتاحت روحه وضربت جميع مراكز القوة في كيانه ..الحب طفح روحي وإعياء نفسي عنيد .. لو أن أحداً منهم علم أن هذه وعكية عشقية لأصبحت معدية ..ولحسد عليها ..

لأنها نادرة في زمن اللاحب وزمن الأنا العملاقة .. لا زال وجهه مغطى تحت الغطاء لا يريد أن يراه أحد فحين يغطي وجهه بالكامل يظن الآخرون أنه نائم .