4:12 مساءً / 22 أكتوبر، 2024
آخر الاخبار

دروس بين الماضي والحاضر ، بقلم : نزار موسى أبو دهيم

دروس بين الماضي والحاضر ، بقلم : نزار موسى أبو دهيم

دروس بين الماضي والحاضر ، بقلم : نزار موسى أبو دهيم


قال الشاعر :


كنَاطِحٍ صَخْرَةً يومًا لِيَفْلِقَها*فلمْ يَضِرْها وَأَوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ
القائل:الشاعر الجاهلي ميمون بن قيس بن جندل الملقب بالأعشى
البيت:من المعلقة الشعرية المُذَهَّبة السُّمُوط(ودِّع هريرة إن الركب مُرتحل)
السبب:هجاء الشاعر لمحاولات عدوه حال القتال.
معنى المفردات:نطح الثور: أو الكبش غيره إذا ضربه بقرنه.
ليفلقها: ليكسرها وليشققها،
لم يضرها: لم يؤّثر فيها.
أوهى: أضعف وكسر.
الوعل: بفتح الواو وكسر العين التيس الجبلي، والأنثى تسمي أروية، ويقال: أيضًا وعلة، ويجمع الوعل على أوعال ووعول ووعل بضم فسكون في الأخير.


الزمان والمكان: الجاهلية . بلاد الجزيرة العربية.
الأعشى شاعرٌ عربي جاهلي فحلٌّ من فُحول الشعراء.سار إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسمع منه.ولكن المشركين من قريش ردّوه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمائة من الإبل خوفا منهم أن يقوم الأعشى بمدح النبيَّ صلى الله عليه وسلم ويطير صيته بين القبائل الأخرى وتنتشر دعوة الإسلام.فرجع الأعشى وأخذ الإبل.وعلى ذلك لم يكن للأعشى نصيب من الإسلام.ومات على جاهليته.
ما أشبه اليوم بالماضي … إذا نظرنا بعين فاحصة للتاريخ سنجد أنفسنا نعيش في ذاك الزمان القريب البعيد.ففي أثناء قيامي بمراجعة الحفظ لهذه المعلقات العشر.توقفت عند هذا البيت من المعلقة وكأنني أعيشه اليوم في ظل هذه الأحداث الصعبة على الأمة جمعاء.حيث لم تعُد في مخيلاتنا سوى مناظر الدماء والأشلاء المُقطعة من أجساد ألأطفال والنساء والشيوخ..من الجثث المحروقة.

من البيوت المهدومة من المربعات السكنية التي ضُربت بأحدث الأحزمة النارية التي صنعت في امريكا وتايوان وفيتنام التي أوجعوا رؤوسنا ببطولاتها ومقاومتها للأمريكان وها هي اليوم تقوم فيتنام بإرسال شحنات الأسلحة عبر المحيطات والبحار للعدو الصهيوني ليقوم بإختبار مدى فاعليتها وتجربتها بأجساد شعبنا العظيم.لن ننسى كذلك ذكر تايوان التي أمدت العدو الصهيوني بأكبر شحنات الأسلحة العسكرية يوم ٨ اكتوبر ٢٠٢٣ تحت مسمى (الإرسالية المستعجلة) للكيان الإسرائيلي لقتل الفلسطينين المدافعين عن أرضهم ودفاعهم المشروع لطرد هذا الكيان السرطاني بين العرب والمسلمين عدا عن أجهزة البيجر والأجهزة اللاسلكية التي مزقت أجساد اللبنانين وأطفالهم في بيوتهم وأسواقهم.

في الوقت التي تهُب فيه وتُسرع الحكومة الصينية لتقديم المساعدات بالملايين لجنوب لبنان وتوزيعها على المواطنين المتضررين في الهجوم الإسرائيلي الغادر على جنوب لبنان.تحت كل هذا القصف في فلسطين نسمع صيحات المتألمين الصامدين في أرضهم وبيوتهم الذين عرض عليهم العدو إجلائهم الى أرقى الدول واعلنوا للعدو بصبرهم ودماءهم وبقائهم تحت القصف والقنابل والمجازر أنهم باقون في أرضهم ما بقي الليل والنهار إلى أن يرث اللهُ تعالى الأرض وما عليها.

وعلى ذلك يجب علينا أن نعاهد الأمة بعهد صلب كالفولاذ أننا لن نبكي ولن نحزن ولا ننسى ما فعلوه هؤلاء القتلة المتسلسلين واعتدائهم على هذه الأمة وأبناءها .

ولنعد إلى تلك الاستراتيجية التي مارسها كفار قريش بالتعتيم الإعلامي على إخفاء حقيقة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته حتى لا تصل إلى القبائل الأخرى والمناطق المجاورة لمكة والجزيرة العربية.تشابه كبير لنفس الاستراتيجية التي يستخدمها العدو الصهيوني منذ أول يوم قدِمت فيه عصابات الهاجاناه إلى يومنا هذا لإخفاء حقيقة الصراع بينا وبينه.بتزوير التاريخ والحفريات وتشتيت الأمُة وتخويفها من مقاومتها.

ووعدها لهم بالسلام والأمان وبخارطةِ طريقٍ جديدة للتعايش في آتي الأيام.فمراكز الأبحاث الاستراتيجية الإسرائيلية تعمل على قدم وساق وتواصل الليل والنهار لكسر إرادة هذه الأمة وضربها في لغتها ودينها وثقافتها ومقاومتها وتمزيقها إلى فرقٍ وأحزاب وجماعات.لكن الذين اخفوه عن العالم اكبر من الذين اخفوه عن جنودهم المرتزقة الذين احضروهم لأرضنا وجلبوهم لبناء الدولة التوراتية الموعودة..لم يخبروهم أن لأرض العرب وفلسطين أصحاب وأحفاد وأجداد.

وأن الأحفاد على طريق الأجداد على العهد والوعد بعدم التفريط في ذرة أو شبر واحد من الأرض.لم يسمع هؤلاء الجنود الصهاينة المرتزقة عن باب خيبر وكيف اقتلعه علي بن ابي طالب وقتل مرحباً اليهودي لم يخبروهم عن عمر بن الخطاب حينما فتح بيت المقدس ووقف على جبال المكبّر وكبّر .لم يخبروهم أن لأصحاب الأرض جدٌ له يدُ ضاربة من حديد في معارك التاريخ اسمه القائد موسى بن نصير الذي ولد في جبال الجليل الأعلى.لم يخبروهم عن أجداد أصحاب الأرض مثل القعقاع والمقداد والضٌحاك.

لم يخبروهم عن قتيبة بن مسلم الباهليّ ولا عن محمد ابن القاسم ولا عمن صال وجال في أقاصي الأرض من مشارقها لمغاربها…وهذا هو واقع وحال العدو الصهيوني وهو في بداية موته السريري الآن متمثلاً برئيسه كيانه نتنياهو المتخبط ذي القرون التى يحاول أن ينطح بها بلادنا العصيّة عليه وعلى أوهامه وخيالاته ومخططاته.

نراه بائساً يائساً جريحاً من ضربات المقاومة الصلبة العنيدة عليه وعلى كيانه.

هائجا كالتيس البري ليفتت أراضي العروبة والإسلام ورأيناه وبيده خريطة جديدة للعالم يعرضها للعالم موهماً نفسه كأنه قائد العالم الأوحد ولم يعلم أنها ليست صخورا فقط إنما هي جبالٌ شامخات راسيات بشموخ جبال الجليل والبحر الميت في فلسطين وبشموخ جبال الشراة في الاردن وبشموخ جبال الأرز في لبنان وبشموخ جبال حضرموت في اليمن وكل جبال العرب والمسلمين.

شاهد أيضاً

مستوطنون يهاجمون قاطفي الزيتون في سهل رامين شرق طولكرم

شفا – هاجم مستعمرون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، قاطفي الزيتون في منطقة سهل …