العصف الأســـود ، بقلم : صبحة بغورة
وكاد أن يقع ماكان يأمله الكثيرون من أصحاب الحق المسلوب ، ويخشاه في نفس الوقت آخرون اعتقدوا أن حصونهم تحميهم ، كاد العصف الغاضب أن يحوّل نهارا الغاصبين سوادا ويشفي صدور قوم مؤمنين..
نسيم جبال لبنان ليس دائما عطرا هادئا، إنه حين يحصحص الحق يزهق الباطل بعصف هادر لا يدري الظالم من أين يأتيه.. لقد أسقط لبنان الكثير من الحسابات، وفنّد عمليا الكثير من الاعتقادات حين فكر وتدبّر، ثم رأى وقدّر ، ثم عزم وأمر، أن يكون عصفه اليوم أسودا ، أراد أن يحقق “عن بعد “نصره ، فأطلق سهامه تخترق الفضاء لعشرات الكيلومترات وأوصلها إلى هدفها على التوالي دون أن تنتبه لها صقور الأعادي أو أن تنطلق لمجيئها مزاميره ، ليصيب أحدها هدفه مباشرة بعدما تم ـ وعن بعد ـ أيضا تحديد احداثيات جحر كبيرهم بدقة، وكان صدى انفجار الغضب مدويا ، فاجأ القريب قبل البعيد وأدهش الصديق قبل الغريب، وطمأن الحليف وقهر غرور العدو، كانت مفاجأة كبيرة صدحت بالحق أن لا مكان هنا للغاصبين ، فأيادي الحق ستنالهم ولو كانوا في بروج مشيدة .لقد هشّ الحدث ساكني هذه البروج ونكش عشهم فبدا لهم أهون من بيت العنكبوت ، ولعله قد ثبُت لهم الآن في هذا اليوم الأسود أن ليس هذا مكانهم، ولا أمان لهم فيه ، لقد أثبت الحادث أيضا فشل المنظومة الأمنية وزيف الادعاء بقدرتها على حماية الغاصبين من ضربات حجارة من سجيل ،فالعصف الأسود سيجعلهم كعصف مأكول . إنه صراع وجود طويل ومرير، وإلى نصر آخر قريب.