Justice is a game ، بقلم : ميسون كحيل
الحياة مسرح كبير جداً نتعلم فيها الكثير من الأمور، وأهم ما تعلمناه بشكل قاطع أن العدالة تشبه الملعب و الفريق الأقوى سينال النتائج التي يريدها بإسم العدالة بعيدًا عن أي معايير تحكم هذه العدالة أو قوانين. و هذا لا ينطبق على القضية الفلسطينية فقط بل حتى في حياتنا العادية واليومية؛ فقد يكون إنسان يعيش في مكان على شكل دولة مثلاً ويحكم هذه الدولة مجموعة من العصابة بثوب وطني ولسان سليط ومناصب قوية يمارسون ما يسمى النضال كتمويه وعروض تضحك فيها على مواطنين جزءاً كبيراً منهم مغفلون وجزء أخر من المستفيدين.
هكذا أنظمتنا العربية في معظمها؛ فويل للمواطن الذي يشتم الرئيس أو يعبر عن رأي يخالف فيه النظام. و الحقيقة أن الفلسطينيين كانوا في السابق مختلفون ويختلفون عن غيرهم قبل أن يدخلوا في دائرة العدالة الكاذبة! وفي نظرة سريعة إلى شكل العالم الذي نعيش فيه سنجد أن العدالة بيد من لا يستحقها، ولا يطبقها إلا وفق مصالحه وأهدافه البعيدة حتى المجتمع الدولي غير قادر على ترسيخ العدالة رغم انه يعلم جيدًا اتجاهاتها الصحيحة لأنه أيضا فريق ضعيف في ملعب يواجه فيه فريق أقوى منه!
جميع دول العالم تدرك الحق الفلسطيني، و يعلم حجم الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون لكنهم لا يمتلكون الوسائل التي تمكنهم من فرض هذا الحق، وكحد أقصى لا يستطيعون أكثر من التصويت لصالح هذا الحق، لكن الفريق الأقوى قادر على اعتبار هذا التصويت شوط في لعبة سرعان ما سيمر دون أي تأثير على اللعبة بكاملها. حتى دولنا العربية والإسلامية فقد وضعت نفسها وباختيارها خارج اللعبة، تجلس على المدرجات من أجل المشاهدة فقط لكنهم أيضا مشاهدون مختلفون عن بعضهم، فهناك المشاهد المشارك في اللعبة مع الفريق الأقوى!! وهناك المشاهد الذي لا يشارك ولا يستطيع الخروج عن توجه الفريق الأقوى! وهناك المشاهد الذي يحاول أن يكون منصفًا لكنه يرى نفسه وحيداً بين أعاصير الأشقاء وتهديدات الفريق الأقوى.
على المستوى الداخلي أيضا للعدالة أذرع، ومن يمتلك الذراع الأطول هو القادر على فرض رغباته وتوجهاته، و أهدافه التي تكمن جميعها في استمرار نفوذه، وبقاءه ضمن حياة الرخاء والترف الشخصي والعائلي، مستخدمًا الثوب الوطني للتمويه عن حجم المستوى المادي الذي وصل إليه داخليًا و خارجيًا إذ أن هناك من يمتلك أرصدة وڤلل في أكثر من دولة شقيقة وصديقة!
وقد يسأل سائل ما الحل؟ كيف يمكن أن نفرض العدالة كما هي بمبادئها و قوانينها؟ كيف يمكن أن نجعل العالم يتحد ويقف في وجه الفريق الأقوى؟ كيف يمكن أن نواجه بقوة الصهيونية والاحتلال؟ والاجابة على هذه الاستفسارات قد تكون محبطة لأننا نعيش في قانون شريعة الغاب والفريق الأقوى حتماً سينتصر خاصة وأن الفلسطينيين في حالة من الفرقة والتشتت وتعدد الزعماء و فقدان البوصلة. وأمتنا العربية لم تعد عربية إلا باللغة، فقد غابت القيادات التي يمكن أن توحدها وتجمع كلمتها و تنظم مواقفها وجاء من تربي وكبر في أحضان الفريق الأقوى وأصبح جزءاً منه مع حفظ الشعارات للتمويه والقرارات التي لا تؤثر على مسار الفريق الأقوى مثل التنديد والشجب والإستنكار.
هل نفقد الأمل؟ بالطبع لا، فعندما يكون الفلسطينيون على قلب رجل واحد وتتحد كل الأطراف على أساس فلسطينيتها أولاً، وتجمعهم الكلمة والموقف ويظهر الرجل المناسب في المكان المناسب، و تغيب الطبقات التي فرضت نفسها في المجتمع الفلسطيني. طبقة أولى من المناضلين الأثرياء ومن لف لفهم بالوراثة النضالية، ومناصب الأبناء والأحفاد، وطبقة ثانية من الفقراء الذين يقاتلون من أجل لقمة العيش. عند ذلك وما أصعب تحقيق ذلك سيكون هناك انطلاقة نحو البعد العربي الذي وصل إلى حالة ميئوس منها! وبالتأكيد فإن ذلك يدخل في خانة المستحيلات، ويحتاج إلى وقت طويل وذلك لأننا كفلسطينيين وعرب لم نحافظ على فترة من زمن النضال العربي والفلسطيني حققنا فيها مكاسب، وتخلى معظمنا عن الشجاعة بأن نقف في وجه المتسولون ليصبحوا أغنياء في ظل شعارات الكذب الوطني على طريقة الشيطان الكبير و Justice is a game
كاتم الصوت: من يستطيع أن يقول للأعور أنت أعور في عينه؟ من يستطيع أن يقول لمسؤول أصبح الآن من الأثرياء من أين لك هذا؟
كلام في سرك: مش شاطرين إلا على الناس البسطاء! الغريب أن كبار اللصوص هم الذين يعاقبون شخص سرق رغيف خبز لإطعام ابناءه. عدالة!!
رسالة : حتى لو وضعتم عشرات الدونمات بأسماء زوجاتكم وأبناءكم! و حتى لو كانت الڤلل التي في الخارج بأسماء اخوة أو أقرباء لكم. الشمس ما بتتغطى بغربال. أحتفظ بالأسماء