ذكرى السابع من أكتوبر ونظرية الرأس المقطوع ، بقلم : بديعة النعيمي
عندما نكون بلا ضمير، فالنتيجة الحتمية هي فقدان إنسانيتنا. وعندما نفقد هذه الإنسانية سيكون من السهل علينا إيلام كل من هم حولنا…
فكيف عندما يكون عدونا بلا ضمير وبالتالي بلا إنسانية؟
إنه لمن السهل علينا أن نتخيل مقدار الألم الذي سيتسبب به هذا العدو من صهاينة الشتات، سالبي الأرض لأصحاب الأرض.
تلك الألام التي لم تتوقف يوما في جسد الشعب الفلسطيني، من مجازر وتهجير إلى قمع وإذلال، إلى تمزيق جسد الأرض بالمستوطنات إلى انتهاكات لمقدساتنا وخاصة المسجد الأقصى الذي بات يصرخ ألما مما يحيق به من تهديد بالهدم ومن اقتحامات نجسة وطقوس تلمودية وصلوات ورقص على موطئ براق سيد الإسراء والمعراج.
ولأن الألم ليس واحدا، بل لقد توالد عبر ٧٦ عاما حتى تعدى وفاض عن حده، فقد لزم بتر المسبب لتتعافى الأرض وأصحابها ومقدساتها.
وهنا جاءت عملية البتر بتاريخ السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ في طوفانها المبارك كالسيف الحاد الذي نزل على رأس الأفعى الخبيث الذي استشرى سمه في فلسطين وتجاوزها ليصل إلى الأمة جمعاء.
حيث نفذت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عملية عسكرية باغتت العدو في مستوطنات غلاف غزة، عملية هزت أركان دولة هذا العدو، ولا زالت الأركان تهتز إلى اليوم وقد أكمل طوفاننا المبارك عامه الأول.
فكل عام وطوفاننا الحبيب بألف خير وسلام على أرواح شهدائنا التي ما فتئت تسيل وتبارك الطوفان.
هذا الطوفان الذي قطعت خلاله القسام رأس الأفعى لتوقف الألم.
ولكن دعوني أخبركم ماذا يحصل لرأس الأفعى الحقيقية حينما ينفصل عن الجسد.
من المعروف أن رأس الأفعى حين يُقطع، يمكنه أن يبقى حيا لعدة دقائق أو ساعات، لكنه يصبح أخطر مما كان عليه قبل القطع، ويستطيع خلال هذا الوقت المتبقي له من الحياة أن يلدغ وينقض على كل من يقترب منه حتى لو كان جسده. وأثناء ذلك يصاب الجسد جنون الحركة أي بعد انفصال رأسه عنه، فيبدأ بعملية ارتطام عشوائية حتى يصل إلى الرأس، ويظل كذلك حتى يتمكن منه الرأس الذي أصبح عدوا له ،بأنيابه ويفرغ سمه فيه، ثم يبدأ بابتلاعه..والنهاية الحتمية هي موت الرأس والجسد معا.
ودولة الاحتلال اليوم هي الأفعى التي قطع طوفان الأقصى المبارك رأسها. فما كان منها إلا أن استغلت ولا زالت الوقت المتبقي لها في الحياة فارتكبت المجازر والتدمير وزادت من إيلام أهل غزة لأنها تدرك أن نهايتها اقتربت، ومن غزة إلى لبنان والعودة إلى غزة في حركات قتل وتدمير مجنونة.
وانقسم جسدها على نفسه وانهارت من الداخل، فهرعت الولايات المتحدة وحلفائها إلى حقنها بالترياق، علها تنقذها، فهي القاعدة التي لو انهارت لن يبقى للأولى وجود في بلادنا.
غير أن الترياق مؤقت والتعافي فاشل. فالرأس الذي قطع ومات مخه لا يمكن إعادته إلى جسده الذي مات قلبه أيضا. فما فائدة رأس بلا مخ وجسد بلا قلب؟
نعم،،هذا ما فعله الطوفان، فصل الرأس عن الجسد ومهما فعل هذا الرأس الذي أصبح في الحقيقة برسم الميت من قتل وإيلام، ومهما حاول من يريد له البقاء إنقاذه، وحتى لو وضعوه في غرفة الإنعاش، فإن ما تبقى له هو قليل جدا، وأثناء هذا القليل لا بد بأن ينقض على جسده المجنون وعلى أصفيائه الذين يحاولون إنقاذه من الولايات المتحدة والدول الغربية والأنظمة الصهيوعربية ويلدغها ويبتلعها جميعا، ثم يقتل نفسه معها..
وعلى نفسها جنت براقش. فكل عام لمن فصل الرأس وقصر العمر بإذن الله وهو بألف ألف خير.