منذ أن اختطف المتأسلمون ثورة 25 يناير ـ بعودة القرضاوي كبيرهم الذي علمهم السحر من قطرـ وهم يسعون للوصول إلى الحكم والانفراد به بأي ثمن.وكما هو معروف فإن السياسة هي فن الممكن،وتعتمد على البراجماتية والواقعية،وهو ما يتناقض قلباً وقالباً مع الدين الذي يتطلب التسليم الخالص بما هو علاقة شخصية شفافة بين المخلوق وخالقه،فعقدوا التحالفات والصفقات السرية سواء مع المجلس العسكري أو مع القوى السياسية الأخرى، وهم يضمرون دائماً نقضها في أول فرصة تسمح بذلك،وتعهدوا،بين عشرات التعهدات الاخرى التي نقضوها جميعا،بعدم ترشيح اخواني لمنصب الرئاسة.وطوال 82 سنة هي تاريخ الدعوة وهم يحاولون إيهام وتضليل الدهماء الجاهلة والمجهلة بأنهم “دعاه لا قضاة”كما زعم مرشدهم الهضيبي،ولكن النخبة المثقفة كانت تعلم علم اليقين أن مطلبهم الأول والأخير هو “الحكومة الدينية” التي تقطع اليدي والأرجل وتقطع الرؤوس وترجم المحبين،وكلما ندد بذلك أحد المثقفين رغوا وأزبدوا قائلين: أنهم مظلومين وأن في هذا الحكم ظلم فادح عليهم.
في مصر مثل يقول:”أسمع كلامك أصدقك،أشوف أفعالك أستعجب”،فبين أقوال وتصريحات الإخوان ومرشدهم وأفعالهم تناقض صارخ،مما يدل على ازدواجية خطابهم وتخبطهم وانكشاف أمرهم ،لذلك بدأ كثير من أتباعهم ينفضون من حولهم.فلقد أصيبت الجماعة بشرخ أعتقد أنها لن تبرأ منه،فالنخبة كانت تعرف حقيقة مسعاهم و هو ” السلطة”،أما الدهماء وأنصاف المتعلمين فكانوا مخدوعين فيهم وفي شعاراتهم الشعائرية البراقة والكاذبة.وبدأت ورقة التوت بالسقوط شيئاً فشيئاً وبدأت عورتهم تنكشف للجميع،مما أدي لكثير من الاستقالات الفردية والجماعية من مكتب الارشاد،ناهيك عن أعضائها العاملين.
الإخوان لم يحلموا أن يمثلوا أغلبية في مجلس الشعب،وبعد أن تحقق لهم هذا الحلم ـ لأول مرة في تاريخهم ـ أصيبوا بالسعار، فأرادوا كتابة الدستور،والسيطرة على مجلس الشورى،وكانت قاصمة الظهور هي ترشيحهم لخيرت الشاطر مرشحاً للرئاسة،حتى يسيطروا على كل مراكز صنع القرار في مصر،وكأنه لا وجود لقوى سياسية أخرى غيرهم على الساحة المصرية.وحتى الجيش الذي هو العمود الفقري لمصر ودولتها المدنية يريدون إزاحته من موقع صنع القرار ليذبحوا مصر وشعبها من الوريد إلى الوريد…
لقد أصاب الفنان المثقف محمد صبحي عندما شبه حالتهم بعداء شارك في مسابقة،ولم يكن يخطر بباله الفوز بها فإذا به يسبق الجميع وبمجرد وصوله،من شدة فرحه أراد شرب كل الماء الموجود أمامه مرة واحدة فسقط مغشياً عليه معرضاً حياته للخطر.
هناك كتاب مهم جداً بل ضروري اليوم لجميع نخب الأمة العربية التي وعت خطر المتأسلمين لا على بناء دولها فقط بل وعلي بقاء بلدانها أيضاً ـ فالمتأسلمون إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون، كما يقول القرآن الكريم ـ أنصح قرائي الأعزاء بقراءة كتاب “هؤلاء هم الإخوان”لطه حسين،ومحمد التابعي،وعلي أمين،وكامل الشناوي،وجلال الدين الحمامصي،وناصر الدين النشاشبي،وهو موجود على الانترنت.
فهذا الكتاب سيكون سلاحكم الفكري والسلمي لتقويض امبراطورية الشر التي يريد المتأسلمون في جميع البلدان العربية والإسلامية بنائها.
فهل بعد ما رأينا ونرى من تصرفات الجماعة ومرشدها المتناقضة نثق فيهم ونقتنع بكلامهم وهم كاذبون كما هو واضح من تاريخهم الطويل،أوليسوا” قضاة لا دعاة “عكساً لما زعمه مرشدهم سابقاً…!
الأيام القادمة ستكشف الإخوان وتفضحهم أكثر وأكثر للرأي العام المصري والعربي والإسلامي و العالمي، فهم مغرورون، و مقتنعون بأنهم “الإخوان المسلمون”بألف ولام التعريف،وأنهم وحدهم من يملكون “الحقيقة المطلقة ” حيث الخروج عليهم خروج على الإسلام نفسه.
وأبشركم يا شعب مصر العزيز بأن المتأسلمون وضعوا رؤوسهم في مشنقة التاريخ ،كما تنبأت بذلك سابقاً عندما رددت على شيخهم حسن الترابي ،عندما نصح محمد بديع وراشد الغنوشي بعدم اخذ السلطة لان الفقه الاسلامي ليس فيه لا مالية ولا اقتصاد …إلخ .(انظر مقالي بعنوان”وشهد شاهد من أهلها”. وأول الغيث قطر ثم ينهمر.