5:15 مساءً / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الأثرياء من دماء المظلومين ، كيف تربح شركات السلاح والمحتكرون من معاناة غزة ولبنان ، بقلم : م. غسان جابر

غسان جابر

الأثرياء من دماء المظلومين ، كيف تربح شركات السلاح والمحتكرون من معاناة غزة ولبنان ، بقلم : م. غسان جابر

لا يخفى على أحد أن الحروب والنزاعات المسلحة في المنطقة العربية تولد ثروات هائلة لفئة معينة من الأفراد والشركات. فبينما يعاني الفلسطينيون واللبنانيون من الدمار والقتل والنزوح، تزدهر شركات السلاح العملاقة وصناع الأزمات الذين لا يملكون أي ضمير أخلاقي ولا يهمهم سوى المكاسب المادية على حساب معاناة الآخرين.

ففي الوقت الذي ينزف فيه الأبرياء في غزة ولبنان، تحقق شركات الصناعات الدفاعية مثل لوكهيد مارتن وبوينج وراثيون أرباحًا قياسية من تزويد إسرائيل بأحدث الأسلحة والتقنيات العسكرية. ويستفيد أيضًا تجار الحرب والمحتكرون من استغلال حالات الطوارئ الإنسانية لرفع أسعار السلع الأساسية وتهريب الأسلحة للجماعات المتطرفة.

هذه الفئة من “أثرياء الحروب” لا تمتلك أي ضمير أخلاقي ولا تتورع عن تحقيق مكاسبها الخاصة على حساب معاناة الشعوب البريئة. إنهم حقيقة البلاء الذي أصاب المنطقة والذي يجب محاسبته بشدة.

تجارة السلاح والنهب المنظم


شركات الصناعات الدفاعية العملاقة هي أبرز المستفيدين من الصراعات المسلحة في المنطقة. ففي عام 2022 وحده، استحوذت شركة لوكهيد مارتن على عقود بقيمة 65 مليار دولار من الحكومة الأمريكية لتزويد إسرائيل بطائرات مقاتلة متطورة من طراز “إف-16″ و”إف-35”.

وتتمتع هذه الشركات بنفوذ سياسي هائل، حيث تنفق ملايين الدولارات سنويًا على لوبيات الضغط في واشنطن وتل أبيب لضمان استمرار تدفق الأسلحة إلى إسرائيل بغض النظر عن حجم الدمار الناجم عنها.

ولكن ليس شركات السلاح وحدها من يستفيد من هذه الصراعات. فهناك أيضًا شبكة معقدة من التجار والمحتكرين الذين يسخرون الأزمات لتحقيق مكاسب شخصية على حساب معاناة الناس.

ففي أوقات الحروب والنزاعات، يقوم بعض التجار بتخزين السلع الأساسية مثل الغذاء والدواء بكميات كبيرة ثم بيعها بأسعار مضاعفة عندما تنفد المخزونات في الأسواق. كما ينشط تجار السوق السوداء في توفير الأسلحة والذخائر للجماعات المتطرفة مقابل عوائد خيالية.

حقول تجارب الأسلحة الجديدة


لم يكن حجم الدمار والخراب الذي خلفته الحرب الأخيرة على غزة ممكنًا لولا التطور المذهل في أسلحة الدمار الشامل التي تزود بها إسرائيل. فقد ازدادت تكلفة العتاد العسكري للجندي الأمريكي من 170 دولارًا في الحرب العالمية الثانية إلى نحو 60 ألف دولار في السنوات الأخيرة.

وبالتوازي مع ذلك، شهدت أرباح شركات السلاح ارتفاعًا هائلاً. ففي عام 2022، سجلت شركة لوكهيد مارتن أرباحًا بلغت 67 مليار دولار، بينما بلغت أرباح شركة بوينج 58 مليار دولار. وتوقع الخبراء أن تواصل هذه الأرباح الارتفاع في السنوات المقبلة مع استمرار الصراعات والحروب في المنطقة.

الخطر على السلم والأمن الدوليين


إن هذا التحالف الوثيق بين شركات السلاح والنخب السياسية في واشنطن وتل أبيب، بالإضافة إلى شبكة المحتكرين والمهربين، يشكل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين. فهؤلاء الأثرياء لا يملكون أي ضمير أو وازع أخلاقي، ويضعون مصالحهم الخاصة فوق كل اعتبار.

ولذا، لا بد من إجراءات حاسمة على المستوى الدولي لمحاسبة هؤلاء المتاجرين بالموت وفرض عقوبات رادعة عليهم. كما يجب تفعيل دور المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية للكشف عن هذه الممارسات المشبوهة والضغط من أجل وقفها. فلا يمكن أن نسمح لأثرياء الحروب بالاستفادة من معاناة الشعوب البريئة وتحقيق مكاسب على حساب دمائهم.

إن مسؤولية إدانة هذه الممارسات المشينة والضغط من أجل وقفها هي على عاتق جميع الأحرار في العالم. فلا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي ونترك الميدان لأولئك الذين يتربحون من دماء الأبرياء. إنها مسؤولية أخلاقية وإنسانية علينا جميعًا تحملها من أجل إحلال السلام والعدالة في هذه المنطقة المنكوبة.

شاهد أيضاً

الاحتلال يستولي على جرافة وشاحنة ومعدات أخرى في اليامون غرب جنين

شفا – استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، على عدة آليات وشاحنة في بلدة اليامون …