شفا – أطلق مركز إبداع المعلم بالشراكة مع الحملة العربية للتعليم للجميع والائتلاف التربوي الفلسطيني والشركاء فعاليات المؤتمر الدولي الثالث بعنوان “ثنائية الأمل والطموح: ضغوط وصدمات نفسية واجتماعية يجب تجاوزها للمضي قدماً نحو تحقيق رفاهية المعلم وتجويد العملية التعليمية”، وذلك بالتعاون مع عددا من الجامعات والمراكز البحثية في المنطقة العربية، وبرعاية العديد من وزارات التربية والتعليم ، وسط حضور تربوي عربي كبير، وبمشاركة رسمية من قبل عدد من وزارت التربية والتعليم العربية، ورؤساء الجامعات، والمراكز البحثية، بالإضافة إلى ممثلي الائتلافات التربوية العربية ومنظمات المجتمع المدني العربية التربوية.
وبدأت أعمال المؤتمر بكلمة ترحيبية قدمها الدكتور أحمد عمار عميد كلية الآداب والعلوم التربوية في جامعة فلسطين التقنية – خضوري، مستشار الحملة العربية للتعليم، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أكد فيها على أن هذا المؤتمر ينظم على مدار يوميّ الأحد الإثنين الموافق (29 و30) سبتمبر 2024م، حيث يعقد اليوم الأول بشكل حضوري في قاعة الهلال الأحمر في مدينة البيرة بفلسطين، واليوم الثاني عبر تقنية ((Z00M.
وقد كان الهدف الرئيس للمؤتمر مُتمثلاً في ” التركيز على الآثار المباشرة وغير المباشرة للنزاعات والحروب على المعلمين وجودة مخرجات العملية التعليمية التعلمية، من خلال تناول ثلاثة محاور رئيسية: المحور الأول: الضغوط النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها المعلمون نتيجة الحروب في المنطقة العربية. والمحور الثاني: تأثير الضغوط النفسية والاجتماعية على استمرار العملية التعليمية وجودة مخرجاتها، واستراتيجيات المواجهة والحلول للحد من تلك التأثيرات. والمحور الثالث: المبادرات المجتمعية والتجارب الناجحة للمنظمات في الحد من تلك التأثيرات وكيفية الاستفادة منها
بعد ذلك تحدث الأستاذ رفعت الصباح – رئيس المؤتمر – رئيس الحملة العالمية للتعليم، ورئيس البيت العربي لتعليم الكبار والتنمية (AHEAD)؛ والمنسق الإقليمي للحملة العربية للتعليم للجميع، حيث أكد في كلمته بأن العديد من الأنظمة التعليمية العربية تعاني من مشكلات وتحديات كبيرة، منها ما يرتبط بالأوضاع السياسية والصراعات الداخلية، ومنها ما هو نتاج الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، حيث تبرز الأزمات المالية في قلب هذه التحديات. مما دفع بالمعلمين لتحمّل ثمن تداعيات هذه الأزمات، والمعاناة منها، والأمر لا يتوقف على التأثر النفسي كما يظن الكثيرون، فهذا جانب يمكن معالجته فورا في حال أي تحسن طارئ، لكن الأثر السابر والعميق يتمثل في الجانبين النفسي والصحي، والأمر هنا ليس مجرّد حكم اعتباطي بل هو تعبير عن واقع ووقائع، أكدتها نتائج دراسات تناولت حجم الضغوط النفسية والصحية والعاطفية والاقتصادية التي يعاني منها المعلم وانعكاساتها عليه، فالمشكلات تخلق حالة توتر تنعكس بدورها على القدرات والأداء والتركيز.
كما أكد على أهمية المؤتمر بما يوفره من فرصة لتسليط الضوء على مدى تأثير الظروف التي تواجه المعلمين على القيام بدورهم بشكل سليم، حيث تبيّن الأبحاث التي ستعرض في هذا المؤتمر عديد الجوانب التي أثرّت على حياة المعلمين في الجوانب التربوية والإنسانية، ولعل السياق الفلسطيني حافل بتحديات إضافية لا تتطلب معرفتها جهدا كبيرا، إذ يكفي أن تتابع سير يوم دراسي واحد لتقف على مدى معاناة المعلمين في الصول إلى مدارسهم، أو حين يُحاصرون فيها مع طلبتهم.
كما اوصى صباح بان لا تظل توصيات المؤتمر مجرد حبر على ورق، بل أنْ تأخذ حظها من الاهتمام. وانه من الواجب توفير الدعم الكافي المعلمين بما في ذلك الدعم النفسي والاجتماعي، فالأمر لا يتطلب خبيرا ليقول أن أداء المعلم ينخفض عندما تجتمع مستويات ضغط وأزمات، ما يؤدي إلى الإحباط. وفي نهاية كلمته شكر كل الشركاء واللجان المنظمة للمؤتمر.
وفي كلمة قدمها وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني الدكتور امجد برهم استهلها بالشكر والترحيب بالأخوة الوزراء العرب ،والمشاركين بالجلسة الافتتاحية من اليمن والسودان والصومال ولبنان، كما اشار الى ان عنوان المؤتمر يلامس الواقع الفلسطيني بكل تداعياته، بل هي بالأحرى: ثلاثية الألم والأمل والطموح، أو رباعيّة العطاء والأمل والطموح رغم الألم، ففي فلسطين نستلهم الأمل ونواصل الطموح رغم الواقع الصعب، ورغم التحديات الصعبة، يسطّر معلمو فلسطين أنبل محطات العطاء، وهم الركيزة الأساس في أي خطة لإنجاح مساعينا لإنقاذ المسيرة التعليمية في غزة، واستمرارها في الضفة الغربية، وحماية منهاجنا في القدس.
وقال إن الحروب والأزمات تؤثر على المجتمعات بأسرها. وفي فلسطين؛ ومع استهداف الاحتلال للتعليم، يشكّل المعلمون الفلسطينيون جزءًا لا يتجزأ من منظومة بثّ الأمل، إلا أن التعليم مستمر وسيبقى رغم التحديات التي تسببها الإجراءات والممارسات اليومية للاحتلال الإسرائيلي الفاشي تجاه العملية التعليمية، ما أثر على قدرة المعلمين على أداء دورهم التعليمي والتربوي. وفي نهاية كلمته شكر مركز ابداع المعلم والحملة العربية للتعليم والشركاء واللجان المنظمة للمؤتمر.
كما قدم الدكتور أحمد خليفة – وزير التربية والتعليم / السودان، كلمة باسم الوزارة عبر فيها، عن الوقع الحقيقي للتعليم في السودان والاثار التي لحقت بقطاع التعليم نتيجة الحرب الدائرة في السودان منذ عام 2021م.
وقدم الدكتورة ماريا زكريا احمد مدير ضمان الجودة الصومالية كلمة عن وزارة التربية والتعليم في الصومال، تضمنت الاوضاع التعليمية التي تعيشها الصومال حيث القتل والتشريد والهدم الذي ادى حرمان مئات الالاف من الطلبة من حقهم بالتعليم وبنفس الإطار اشارت ماريا الى الجهود المبذولة من قبل الحكومة من اجل اسناد التعليم وسد الفجوة في الفاقد التعليمي الناجم عن الصراعات الدائرة هناك.
من جهة أخرى، قدم أ.د/ خليل الوجيه – رئيس جامعة الرازي / اليمن، كلمة أكد فيها على الدور الريادي والقيادي التي تقوم به الجامعات نحو تعليم الطلبة الذين تضرروا من الحروب والصراعات واستعرض دور جامعته في اسناد التعليم لطلبة اليمن المتضررين جراء الصراعات والحرب الدائرة في اليمن واختتم بشكره للقائمين على المؤتمر.
وبدوره قدم الدكتور حسين شنك رئيس جامعة فلسطين التقنية – خضوري، كلمة أكد فيها ان الحالة الساخنة والصراعات التي تعيشها الساحة العربية وفي مقدمتها فلسطين تجعل من الحياة امرا صعبا ان لم يكن مستحيلا، وان هذه الصراعات تلقي بآثارها السلبية على كل مناحي الحياة صحية واقتصادية، وتؤثر على نفسية المعلم ونفسية الطالب والاسرة وكل اركان العملية التعليمية.
كما إن المتبصر للواقع الحالي الذي تعيشه الساحة العربية من ازمات واضطراب يدرك يقينا ان هناك هدرا للتعليم العام والعالي، وفاقدا للتعليم بكل مخرجاته، وبات ملحوظا تحديدا عند طلبه المدارس. واكد على ان حق الطالب في التعليم النوعي هو حق اساسي كفلته جميع الاديان والاعراف والقوانين الدولية، وهذا الحق أصبح منتهكا بشكل صارخ على مرأى ومسمع كل العالم دونما تحريك لأي ساكن ازاء ذلك. واشار -الامر الاخر ان جامعه فلسطين التقنية خضوري بادرت ومنذ بداية حرب اكتوبر وفتحت ابوابها لجميع التخصصات الموجودة فيها لتقدم تعليما جامعيا نوعيا متيسرا لطلبة غزه لكي تسد ثغرة ضياع فرصة تعلمهم في جامعات غزة، فهناك العديد من الطلبة الذين التحقوا بجامعة فلسطين التقنية – خضوري وفي تخصصات مختلفة وفي مساقات مختلفة.. وفي ختام كلمته قدم الشكر الى كل القائمين على تنظيم هذا المؤتمر: رئاسة، ولجانا، وشركاء. كما أكد على دعوته لاستضافة المؤتمر القادم في حرم جامعة خضوري.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قدمت الأستاذة/ رائدة الشعيبي – رئيس مجلس الإدارة بمركز إبداع المعلم كلمة اكدت فيها ان هذا المؤتمر انعقد في ظل الأحداث الصعبة التي يمر بها عالمنا العربي بشكلٍ عام و (فلسطين ,لبنان , السودان , اليمن ) بشكل خاص مما جعل الصدمات النفسية تترك أثراً سلبياً في المعلم والمتعلم ، وعلى العملية التعليمية التعلمية بأكملها ، لذلك جاء هذا المؤتمر الإقليمي تحت عنوان ثنائية الأمل والطموح لتبادل الأفكار حول تأثير الحروب على الحالة النفسية والاجتماعية وجودة مخرجاتها لتشخيص الواقع التربوي و تقديم التدخلات الضرورية للحد من الصدمات والضغوط التي تتعرض لها مكونات العملية التربوية بأكملها .
وفق نهاية كلمتها أشارت إلى أهمية انعقاد هذا المؤتمر في ظل استمرارية العدوان الهمجي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة واستمرار الصراعات والحروب في معظم الدول العربية وتأثيرات ذلك على المكونات الرئيسية للعملية التعليمية وفي مقدمتها المعلمين.
وبعد انتهاء الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بدأت وقائع الجلسات الثانية العلمية لاستعراض الأوراق البحثية، وقد كانت الجلسة الأولى بعنوان: الضغوط النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها المعلمون نتيجة الحروب في المنطقة العربية، وقد ترأّسها الدكتور محمد شاهين من فلسطين، وتم فيها استعراض ومناقشة أربع مشاركات، الأولى بعنوان: حرائق بلا نيران: الاحتراق الوظيفي لدى المعلمين والمعلمات في محافظة طولكرم، قدمتها الباحثة/عائشة مشهور حسن صنوبر، فلسطين. والثانية: الصعوبات التي تواجه المعلمين في التعليم المدمج من وجهة نظر معلمي المرحلة الاساسية الدنيا في المدارس الحكومية في محافظة طولكرم خلال حرب طوفان الأقصى، قدمها (د.حسام توفيق محمد حرزالله، فلسطين)، والثالثة: الضغوط النفسية لدى معلمي التعليم المهني في فلسطين في ضوء بعض المتغيرات، قدمتها الباحثة/جنى رفعت إبراهيم نور، فلسطين)، والرابعة: “التحديات المهنية والضغوط النفسية والاجتماعية التي يواجهها المعلمون الفلسطينيون: دراسة حالة في نابلس” قدمتها (د.شيرين عدنان إسماعيل حشايكة، فلسطين.
بينما كانت الجلسة الثانية بعنوان: تأثير الضغوط النفسية والاجتماعية على استمرار العملية التعليمية وجودة مخرجاتها، واستراتيجيات المواجهة والحلول للحد من تلك التأثيرات، ترأّسها الدكتور هشـام شـناعة، من فلسطين، وتم استعراض ومناقشة (7) أوراق عمل بحثية، كانت الورقة الأولى بعنوان: تأثير العدوان الاسرائيلي على رفاهية المعلمين من وجهة نظر معلمي ومعلمات مديرية التربية والتعليم / جنين قدمها (أ. منتصر أحمد أبو الهيجاء – فلسطين). والورقة الثانية بعنوان: تأثيرات الضغوط النفسية والاجتماعية على المعلمين بسبب الحرب على استمرار العملية التعليمية وجودة مخرجاتها، قدمها (أ. رناد عمر علي عطوان – فلسطين). والورقة الثالثة: تأثير الضغوط النفسية والاجتماعية على المعلمين نتيجة للحرب على استمرارية العملية التعليمية وجودة نتائجها في فلسطين، قدمها (د. ابراهيم فخري ابراهيم أقطم – فلسطين، ود. مصطفى محمد احمد شولي – فلسطين). والورقة الثالثة: السياقات النفسية الاجتماعية في المدارس الفلسطينية وعلاقتها بالتحصيل في الرياضيات تحليل معمق لبيانات دراسة بيزا 2022، قدمها (د. محمد عثمان مطر – فلسطين). والخامسة: المناعة النفسية وعلاقتها بالضغوط النفسية لدى المعلمين في المدارس الحكومية في ظل الظروف الراهنة في المحافظات الشمالية، قدمتها الباحثة/منال عبد الله عبد الرحمن سعادة – فلسطين، والباحثة/آلاء محمد محمود سجدية – فلسطين. والسادسة: الضغوطات النفسية التي يتعرض لها المعلم الفلسطيني أثناء حالات الطوارئ وانعكاساتها على العملية التعليمية، قدمتها الباحثة/ كفاية هاشم محمود عرباس – فلسطين، والسابعة: الأثر النفسي والاجتماعي للضغوط على معلمي اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية في المناطق المتضررة من الحرب: تحديات الاستمرارية التعليمية وجودة المخرجات في مديرية تربية جنين، قدمتها الباحثة/حنان إسماعيل نايف حج صالح – فلسطين.
وفي الجلسة الثالثة التي كانت بعنوان: المبادرات المجتمعية والتجارب الناجحة للمنظمات في الحد من تلك التأثيرات وكيفية الاستفادة منها. فقد قام برآسة الجلسة الدكتور عفيـف زيـدان، من فلسطين وتم فيها أستعراض خمس مبادرات تربوية وتعليمية، كانت المبادرة الأولى بعنوان:
التعليم المجتمعي في ظل الصراعات والحروب، مبادرة المكتبة المجتمعية فضاء حٌّر للتعلم والتفكير والإبداع، قدمتها ( أ. آمنة حسين زيد الكيالني – فلسطين)، والمبادرة الثانية :
انتاج المعرفة بأيدي الموشن ديزاينر الفلسطيني، قدمتها الباحثتين (أ. هبة اسماعيل حالحلة – فلسطين، وأ. الاء بهجت العملة – فلسطين)،
والثالثة: مبادرة تربوية بعنوان” مختبر موهبة“، مقدمة من (أ. فلسطين عزات طه – فلسطين، أ. محمد سالمة – فلسطين)،
والرابعة بعنوان: مبادرة تربوية” غزة في الصورة“مقدمة من (د.سهى سويدان- فلسطين، أ.محمد خريشة- فلسطين، أ. عمر عبد الغني- فلسطين).
والمبادرة الخامسة بعنوان ” ثنائية الطموح والارادة ما بين دفتي الواقع والمأمول“مقدمة من (أ. مؤيد فقهاء – فلسطين، أ. عائشة صنوبر – فلسطين).
وتم في نهاية كل جلسة من جلسات اليوم الأول الاستماع إلى العديد من المداخلات والإجابة على العديد من الأسئلة المطروحة والملاحظات من قبل المشاركين وجاهيا في المؤتمر، والمتابعين لوقائع جلسات المؤتمر عبر منصة الزوم من باحثين وأكاديميين ومختصين في المجال التربوي والتعليمي.