غرفة المصادر المدرسية الواقع والمبرر ، بقلم : محمود حسين
تقدم التربية الخاصة تعليماً مخصصاً لتلبية الاحتياجات الفريدة للطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة. يمكن أن يتم هذا النوع من التعليم في عدة بيئات، مثل الفصول الدراسية أو المنازل أو المستشفيات. تبدأ خدمات التربية الخاصة بتوجيهات تُعطى لمعلمين يتعاملون مع هؤلاء الطلاب في فصول التعليم العام، ثم تنتقل إلى توفير تعليم خاص داخل غرفة المصادر أو ما يُعرف بصف المصادر، والذي يشمل برنامج غرفة المصادر خلال أوقات محددة بينما يبقى الطالب في الصف العادي. وفي النهاية، تشمل العملية صفوف التربية الخاصة المخصصة للطلاب الذين يعانون من إعاقات شديدة ومتعددة والتي تُقدم طوال اليوم الدراسي.
تعرف غرفة المصادر على أنها غرفة صفيه بالمدرسة العادية ، ولكنها تُعدل بصورة تتناسب مع أداء عدة وظائف تخدم بها كأحد البدائل التربوية الخاصة فى المدرسة العادية ، و تتـــميز بمواصفات خاصة ويتم تجهيزها بجميع الوسائل والأدوات التعليمية المساعدة ويقضي فيها الطالب المحتاج المساعدة الأكاديمية جزءاً من وقته لا يزيد عـن 50% من اليوم الدراسي.
وأنبه هنا إلى أن هناك مصطلح آخر قد يشبه مصطلح غرفة المصادر ولكنة يختلف بمضمونه وأهدافه وهو مصطلح مركز مصادر التعلم The learning Resource Center (LRC) وتعرف ب : أنها مراكز تهيئ التسهيلات المناسبة للإرتقاء بعملية التعلم في مجالات العلوم المختلفة، والاهتمامات الشخصية.
ومتابعة آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا بعامة وتكنولوجيا التعليم بخاصة، وإيصالها إلى مستخدمي هذه المراكز.
والهدف العام من إنشاء مركز مصادر التعلم هو : توفير بيئة تعليمية مناسبة تتيح للمتعلم الاستفادة من أنواع متعددة ومختلفة من مصادر التعلم وتهيئ له فرص التعليم الذاتي وتعزز لديه مهارات البحث والاستكشاف وتمكن المعلم من إتباع أساليب حديثة لتصميم مادة الدرس وتطويرها وتنفيذها وتقويمها.
مبررات استخدام غرف المصادر:
يمكن إجمال مبررات استخدام غرف المصادر بالمدارس العادية بمجموعة الأمور الآتية :
- إن إتاحة فرصة الاندماج لذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم العام لا تنجح بالطريقة المثلى إلا بتوفر غرف المصادر، والتي من خلالها نستطيع توفير الخدمات التربوية المساندة لذوي الاحتياجات الخاصة .
- غرف المصادر أفضل السبل لإكساب الطالب ذي الحاجة الخاصة المهارات اللازمة للتواصل الاجتماعي ، وإعداده لحياة الكبار .
- تساعد غرف المصادر في زيادة تحسن أداء الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ، والاستفادة من المناهج والبرامج العادية بخاصة عند استخدام استراتيجيات التربية العلاجية في غرف المصادر على أيدي أفراد مهنيين مختصين بتربية وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة .
- عن طريق غرف المصادر يمكن تقديم الخدمات التربوية والتعليمية لأكبر عدد ممكن من الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في بيئات أقرب ما تكون إلى البيئات العادية وبتكاليف أقل من تكاليف المراكز المختصة ، والمعروفة بتكلفتها العالية من ناحية وعدم انسجامها مع المفاهيم التربوية الحديثة من ناحية أخرى .
- يمكن للمعلم المختص في مجال التعليم في غرف المصادر التعاون مع معلم الصفوف العادية ، من أجل تدعيم عمل المعلم ومساعدته في التواصل مع الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة داخل صفه وتخليصه من بعض التحيزات السلبية ضدهم خاصة ما يتعلق ببعض المفاهيم الخاطئة حول قدراتهم وسلوكياتهم .
- غرف المصادر من البدائل التربوية ذات المرونة ، بحيث يساعد أصحاب القرار التربوي بتحويل الحالات إلى غرف المصادر حسب الاحتياجات التعليمية الخاصة بكل حالة من الحالات ، وفي أي وقت من الأوقات ، كما يمكن أن تتيح للطالب العودة إلى الصف العادي بأي وقت بعد انتهائه من البرنامج العلاجي .
- تخفف غرف المصادر من العزل والوصم والنظرة السلبية نحو الطلبة ، لأن كل طالب من طلبة المدرسة بما فيهم المبدعين يمكنهم الاستفادة من غرف المصادر حسب احتياجاتهم ، كما أن بعض الطلبة يمكنهم المشاركة وإفادة أقرانهم وذلك بوساطة تعليم الأقران .
- غرف المصادر تقلل من حساسية أولياء أمور الطلبة ، الذين يرفضون إلحاق أبنائهم بالمراكز الخاصة أو بالصفوف الخاصة تجنبا للخجل والانعزال الاجتماعي.
- – استاذ مساعد دكتور محمود حسين – فلسطين