فايز عبد الرحيم جابر .. قائد الجبهة الشعبية وشهيد عنتيبي ، بقلم : م. غسان جابر
ولد فايز عبد الرحيم جابر عام 1936 في مدينة الخليل بفلسطين.
وتلقى تعليمه المدرسي في مدارس الخليل، قبل أن ينتقل إلى الكويت للعمل هناك. لكن جابر لم ينسَ قضية وطنه، فكان له دور بارز في الحركة الفلسطينية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي.
أسس جابر تنظيم “شباب الثأر” ضمن حركة القوميين العرب، وكان له دور محوري في تأسيس تنظيم “أبطال العودة” عام 1964 بالتعاون مع رفيق دربه صبحي التميمي. هذان التنظيمان اللذان أسسهما جابر شاركا في إنشاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967.
دور قيادي في الجبهة الشعبية
التحق فايز عبد الرحيم جابر بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتفرغ للعمل العسكري الخارجي مع رفيق دربه وديع حداد. لعب جابر دورًا قياديًا في الجبهة، حيث ساهم بشكل فعال في تعزيز العمل الفدائي وتطوير التنظيمات العسكرية.
تميزت مسيرة جابر النضالية بالعديد من العمليات الفدائية البارزة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
فقد قاد هجمات على قوات الاحتلال في الخليل، بما في ذلك الهجوم على دوريات عسكرية وتفكيك سكة الحديد بين عسقلان وبئر السبع. كما شارك في عمليات ضد المستوطنين في الضفة الغربية، مما جعله من أبرز المطلوبين للاحتلال.
عملية عنتيبي وشهادة البطل
في 27 حزيران/ يونيو 1976، تم اختطاف طائرة “إسرائيلية” من قبل “خلية حيفا” التابعة للجبهة الشعبية، بأوامر من الدكتور وديع حداد، مسؤول العمليات الخارجية في الجبهة. وكانت هذه العملية هدفها تحرير أسرى فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.
في ليلة 4 تموز/ يوليو 1976، نفذت قوات الكوماندوز الإسرائيلية عملية عسكرية لاقتحام الطائرة المختطفة في مطار عنتيبي بأوغندا. وخلال هذه العملية، استشهد فايز عبد الرحيم جابر إلى جانب أربعة من رفاقه، بينما تم تحرير 103 من الرهائن.
استشهاد فايز عبد الرحيم جابر في عملية عنتيبي رسخ مكانته كرمز للمقاومة الفلسطينية وجعله شهيدًا للكفاح ضد الاحتلال. فقد لعب دورًا محوريًا في تأسيس الجبهة الشعبية وتطوير العمل الفدائي، مما جعله هدفًا رئيسيًا للاحتلال الإسرائيلي.
تحديات العمل الفدائي
واجه فايز عبد الرحيم جابر العديد من التحديات خلال مسيرته النضالية. فقد تعرض لاعتقالات متكررة من قبل قوات الاحتلال بسبب نشاطه الفدائي، كما تعرض لضغوط نفسية وجسدية شديدة خلال التحقيقات والتعذيب.
كما شهدت الحركة الفلسطينية انشقاقات وصراعات داخلية في تلك الفترة، مما أثر على فعالية العمل الفدائي وخلق تحديات في التنسيق بين الفصائل. بالإضافة إلى ذلك، كانت عائلة جابر وأقاربه عرضة للاعتقالات والتنكيل بسبب نشاطاته.
رغم هذه التحديات، ظل فايز عبد الرحيم جابر ثابتًا على مبادئه وملتزمًا بالكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقد ساهمت عملياته الفدائية في تعزيز روح المقاومة والوحدة الوطنية الفلسطينية.
فايز عبد الرحيم جابر.. نموذج للتضحية والثبات
رحل فايز عبد الرحيم جابر شهيدًا في عملية عنتيبي البطولية، لكن اسمه ومسيرته ظلا راسخين في ذاكرة الشعب الفلسطيني. فقد كان قامة وطنية بارزة في النضال ضد الاحتلال، ساهم بشكل كبير في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتطوير العمل الفدائي.
إن استشهاد فايز عبد الرحيم جابر في عملية عنتيبي جعله رمزًا للتضحية والثبات في وجه الاحتلال. فقد ضحى بحياته من أجل تحرير فلسطين واسترداد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. وسيظل اسمه وتضحياته محفورة في ذاكرة الأجيال القادمة كنموذج للبطولة والكفاح المستمر ضد الاحتلال.