شفا – قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” يلوح بتنفيذ حملة للتطهير العرقي في شمال قطاع غزة بعد فشله في القضاء على المقاومة الفلسطينية على مدار نحو عام من حرب الإبادة الجماعية.
وأشارت الصحيفة إلى تعمد أوساط نتنياهو التسريب بأنه يدرس خطة لإجبار المدنيين الفلسطينيين على الخروج من شمال غزة ووضع من تبقي من مقاومين في المنطقة تحت الحصار.
وتدعو الخطة، التي نشرها قادة عسكريون متقاعدون وطرحها بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي هذا الشهر، إلى إعلان المنطقة “منطقة عسكرية مغلقة” بعد مطالبة المدنيين بالمغادرة.
تهجير قسري لتكريس الاحتلال
وقال النائب عن حزب الليكود أفيخاي بورون إن الخطة “قيد التقييم حاليا من قبل الحكومة”.
وأضاف “وفقا للخطة، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يقوم بإجلاء جميع المدنيين المتواجدين في شمال غزة”.
ونقلت هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة “كان” عن رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله إن الخطة “منطقية” وإنها “واحدة من الخطط قيد الدراسة”.
وأكد مسؤول إسرائيلي نقلت عنه شبكة “سي إن إن” صحة هذا الاقتباس لكنه قال: “إن النظر إليها بشكل إيجابي لا يعني تبنيها”.
وبحسب الأمم المتحدة، يعيش ما بين 300 ألف و500 ألف فلسطيني، معظمهم من النازحين، في الجزء الشمالي من غزة.
سلاح المجاعة
وقد شرح اللواء المتقاعد في جيش الدفاع الإسرائيلي جيورا إيلاند، وهو استراتيجي سابق في الجيش الإسرائيلي ورئيس سابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، الخطوات الرئيسية للخطة في مقطع فيديو نُشر قبل أسبوعين.
وقال في الفيديو “الشيء الصحيح الذي يجب القيام به هو إبلاغ ما يقرب من 300 ألف من السكان الذين بقوا في شمال قطاع غزة، المواطنين المقيمين، بما يلي: ليس أننا نقترح عليكم مغادرة شمال قطاع غزة؛ نحن نأمركم بالمغادرة”.
وتابع “في غضون أسبوع، ستصبح منطقة شمال قطاع غزة بأكملها منطقة عسكرية. وهذه المنطقة العسكرية، من وجهة نظرنا، لن تدخلها أي إمدادات. ولهذا السبب فإن 5000 مسلح في هذا الوضع، عليهم إما الاستسلام أو الموت جوعاً”.
وبعد أيام قليلة من بدء حرب الإبادة الإسرائيلية، أجبر جيش الاحتلال معظم سكان غزة على النزوح القسري.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو مليون شخص ـ أي نصف عدد السكان في قطاع غزة، يعيشون في منطقة إنسانية مخصصة لا تشكل سوى أقل من 15% من مساحة القطاع، وهي تفتقر إلى البنية الأساسية والخدمات الأساسية. كما أشارت إلى أن الوصول الإنساني إلى شمال غزة صعب بشكل خاص.
ويشار إلى أن الخطة الإسرائيلية للتطهير العرقي لا تتطرق إلى مسألة ما سيحدث للمدنيين الفلسطينيين غير القادرين أو غير الراغبين في المغادرة، أو كيف ستساعد في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وقال البروفيسور إيال زيسر، نائب رئيس جامعة تل أبيب والخبير في شؤون لبنان والعلاقات العربية الإسرائيلية، إن نتنياهو امتنع حتى الآن عن تفصيل رؤيته أو خطته لـ”اليوم التالي” في غزة أو متى ستنتهي الحرب.
وأضاف أنه “بما أن نتنياهو لا يرى وجود فرصة في المستقبل القريب للتوصل إلى اتفاق أو وقف لإطلاق النار، فهذا يعني أن الوضع الحالي سيستمر كما هو، عمليات عسكرية إسرائيلية محدودة في قطاع غزة، ولكن ليس احتلالا كاملا”.
وذكر أن منبع القلق الإسرائيلي هو أن يسمح مثل هذا الأمر لحماس باستعادة قدراتها العسكرية وقدرتها على السيطرة على السكان، حيث تم خلق فراغ تستغله الحركة. وهذا هو السبب وراء الفكرة التي كانت لدى بعض الجنرالات الإسرائيليين بضرورة السيطرة عمليًا على قطاع غزة وإقامة نوعًا من الحكم العسكري فيه”.
وكان عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” باسم نعيم، أكد أن المقاومة في قطاع غزة ما زالت تخوض معركة “طوفان الأقصى” بمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال نعيم، إنه بعد ما يقارب العام على معركة “طوفان الأقصى” ما زالت المقاومة قوية وتخوض المعركة “بكل جرأة واقتدار”.
وأضاف “المقاومة في غزة بألف خير، وهذا ما يصلنا من رسائل من الداخل، والاحتلال لا يستطيع الاستقرار بأي مكان داخل القطاع، بفعل ضربات المقاومة المستمرة”.
وأوضح القيادي في حماس أن الاحتلال يخسر على المستوى الاستراتيجي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، رغم تحقيقه بعض الإنجازات التكتيكية.