7:55 صباحًا / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

أنسنة التعليم في عصر الرأسمالية ، بقلم : نسيم قبها

أنسنة التعليم في عصر الرأسمالية ، بقلم : نسيم قبها

أنسنة التعليم في عصر الرأسمالية ، بقلم : نسيم قبها

سؤالاً مركزياً يطارحنا كل عام عن السبب الذي يجعلـنا كمجتمع في حالة من الارتباك التربوي لدى الاطلاع على النظم التربوية لدول الشمال ، فيبدو المجتمع مهووساً بالصيغ الغربية لتعليم إنساني في نظم غير آدمية على صعيد التعاطي مع السياسة وحقوق بشر العالم الثالث .


إن التذكير بالمراحل العتيقة من التعليم العربي مثلا ، يربكنا في الإعتراف بتعليم اليوم ، والذي يفتقد للروح الإنسانية التي يجب أن يكون نتاجها في العدل السياسي العالمي والمفقود بفعل الشركة التي سطت على الحكم بشهوة المنفعة .
أن تعليم لا تتقدمه الإنسانية هو تعليم بلا طائل منفعي للبشرية ، فهو تعليم لاقتناء المعرفة التي تستخدم للبطش اللا آدمي كتفجيرات الأجهزة اللاسلكية في لبنان مؤخرا ، والتي تعني أن هذا الفعل هو نتاج مباشر للتعليم غير المؤنسن ، بل إن هذا التعليم يحوي أشياء من النفاق والإنكار والتمييز والبيوقراطيات التي طمست كل الديموقراطيات ، فلا بد من تجاوز هذا التعليم الرأسمالي تماماً، من خلال تقديم منظور إنساني آخر للتعليم المحجوب عن خيريته.

ربما تعمل ذات العالم الجنوبي عملا انقلابيا حين تجدد الشرارة ، تأخذ الاختلاف والتجربة الذاتية لسكّانها بعين الاعتبار، وتفكك مركزية المنظور الغربي للتعليم الساطي عليهم بفعل الدعم والتمويل المشروط ، والذي لا ينخر في عمق الإنسان ، في إنسانية التعليم كحاجة بيولوجية نفسية سويّة.


المنظور الجديد للتعليم باختصار: كل الإنتاجات التربوية في العالم الثالث (وتعبير «كل» لي أنا) تشترك بكونها مجازية بالضرورة، ومجازها استعماري ، فهي حتى لو كانت معنية بالرغبات الصادقة، ومنشغلة بالمصير الناتج ، فهي تعكس بعداً سياسياً تم تصنيعه بعيدا عن خبرة التربويين الصادقين، وهذا تعبير عن الموقف المُحاصر لمجتمعات وثقافة العالم الشمالي ، بسبب الهيمنة الصعبة مع السياسات الاستعمارية المصنوعة باحتراف.


إن مجالات الفردانية والجنسانية واللاوعي والأخلاق مجازا، التي ينتمي إليه التعليم الوافد من الشمال يعبّرعن نوع آخر من التعليم الاجتماعي الإنساني ، وتجربته التاريخية، حيث يندمج فيه المال بالمعرفة ، حيث الأولى تفسد الثانية ، ولذلك فإنهم عندما يكتبون عن خصوصياتهم التعليمية، فهم يشيرون إلى السادة وتجربتها ، بل حتى عندما يهذون تربويا ، فهذيانهم يتمحور حول المكاسب ولو على حساب الإنسان بشكل تجميلي ، لا يرى الغربيون في ذلك إلا «آخر» يستطيعون فهمه ويخشون صحوته ، يثير حضوره التربوي وصوته الإنساني فيهم الارتباك.

شاهد أيضاً

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

شفا – رحب (نداء فلسطين) بإصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرتي اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال …