شفا – اختتم وفد رسمي وشعبي بلجيكي يمثل مقاطعة فيرنوفال البلجيكية زيارة عمل لمحافظة قلقيلية استمرت ثلاثة أيام التقى فيها الوفد فعاليات ومؤسسات محافظة قلقيلية، إضافة إلى توقيع اتفاقية توأمة ما بين بلدة فيرنوفال وجمعية منتدى المثقفين في قلقيلية في المجال الثقافي والتعليمي.
وقد مثّل الوفد البلجيكي السيد جين مارك ديليز نائب وزير التعاون الدولي في الحكومة البلجيكية، وبرونو بوشيت رئيس بلدية فيرنوفال، والوفد المرافق من ناشطين مجتمعيين وصحافيين من التلفزيون الرسمي البلجيكي والصحافة المحلية، حيث كان في استقبال الوفد كل من مؤيد عفانة منسق مشروع التوأمة الفلسطيني البلجيكي، وخالد جبر رئيس جمعية منتدى المثقفين الخيرية وأعضاء الهيئة الإدارية لجمعية منتدى المثقفين .
وقد استهل الوفد البلجيكي زيارته للمحافظة بلقاء مع العميد ربيح خندقجي محافظ محافظة قلقيلية، حيث رحب العميد الخندقجي بالوفد الضيف، مشددا على عمق العلاقة بين الشعب الفلسطيني والشعوب الأوروبية الصديقة، مؤكدا على أهمية التواصل الثقافي والفني مع شعوب العالم اجمع من اجل نقل واقع الشعب الفلسطيني ومعاناته المستمرة بسبب الاحتلال وإفرازاته من مستوطنات ومصادرة للأراضي وجدار فصل عنصري التهم ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، خاصة في محافظة قلقيلية، وأكد الخندقجي أهمية التواصل الثقافي بين الشعب الفلسطيني والشعب البلجيكي في نقل رسالة سياسية هامة تؤكد حق الشعب الفلسطيني بالعيش بكرامة في أرضه، كشعب حي معتز بقيمه وثقافته وتراثه الإنساني الكبير .
كما التقى الوفد معروف زهران وكيل وزارة الشؤون المدنية، حيث تم نقاش واقع محافظة قلقيلية وإمكانيات التعاون المشترك مستقبلا للنهوض بواقع المحافظة، كما شرح زهران للوفد الضيف ضرورة تكاتف أصدقاء الشعب الفلسطيني في العالم وخصوصا في أوروبا من اجل خلق توجه عالمي تجاه إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والعيش بحرية على أرضه وفق قرارات الشرعية الدولية.
بدوره رحب رئيس بلدية قلقيلية عثمان داود بالوفد الضيف خلال زيارته للبلدية شاكرا له زيارته للمدينة واهتمامه بقطاع الشباب ودعمه لنضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه .وقدم داود للوفد الضيف نبذة عن واقع المدينة ومعاناتها من السياسات الإسرائيلية على مر التاريخ منتهيا بمأساة الجدار والتي فرضت على المدينة واقعا من الفقر والبطالة بمعدلات مرتفعة . وأشاد داود ببلجيكيا حكومة وشعبا على دعمهم المستمر للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه.
وأكد داود أن زيارة الوفد البلجيكي للمدينة وابداء استعداده لعمل اتفاقية التوأمة مع جمعية منتدى المثقفين بعد 8 سنوات من التعاون المستمر بين الجهتين لنقل الواقع الفلسطيني إلى أوروبا من خلال تنفيذ النشاطات المشتركة يعد انجازا نعتز به وندعمه لما له من انعكاسات على ارض الواقع وجعله جسرا لنقل الحقائق عن معاناة شعبنا آملا أن تتكلل الجهود بالنجاح وعمل اتفاقية توأمة بين بلدية قلقيلية وبلدية فيرنوفال في المستقبل القريب.
وقدم إبراهيم نزال رئيس الغرفة التجارية في محافظة قلقيلية للوفد الضيف إحصائيات وأرقام عن واقع محافظة قلقيلية خاصة في المجال التجاري والصناعي والزراعي، وما تعرضت له المحافظة من انتكاسات اقتصادية بسبب الإجراءات الإسرائيلية وعلى رأسها بناء جدار الفصل العنصري .
كما استعرض يوسف عودة مدير التربية والتعليم مع الوفد الضيف الواقع التعليمي في محافظة قلقيلية، والصعوبات والمعيقات التي تواجه العملية التعليمية بسبب إجراءات الاحتلال، وخاصة عزل التجمعات الفلسطينية في قرى جنوب قلقيلية والتي عانى منها الطلبة والمعلمون على حد سواء.
كما التقى الوفد مع رؤساء بلديات جيوس وحبلة في محافظة قلقيلية، واستمعوا من محمد طاهر جبر رئيس بلدية جيوس عن معاناة المزارعين في بلدة جيوس بسبب الجدار، فيما شرح محمد سليم رئيس بلدية حبلة واقع البلدة واثر الاحتلال والجدار على الحياة الاقتصادية فيها.
وتحدث انو ريان مدير مكتب وزارة الثقافة في محافظة قلقيلية مع الوفد الضيف خلال زيارة مقر وزارة الثقافة في قلقيلية عن الحياة الثقافية في المحافظة، والصعوبات التي تعيق المشهد الثقافي بسبب افتقار المحافظة للمرافق الثقافية والبنية التحتية، موضحا دور وزارة الثقافة الفلسطينية في دعم المشهد الثقافي وتعزيزه من خلال افتتاح مدرسة الفنون في المحافظة هذا العام.
كما اجتمع الوفد البلجيكي مع ناشطات نسويات من محافظة قلقيلية وناقش معهنّ واقع المرأة الفلسطينية في محافظة قلقيلية، والصعوبات التي تعيق الأنشطة النسوية . كما التقى الوفد برئيس وأعضاء الهيئة الإدارية في جمعية منتدى المثقفين الخيرية في محافظة قلقيلية، وأعضاء الدائرة الشبابية في الجمعية. كما تم تنظيم زيارات ميدانية للوفد الضيف لمقاطع من جدار الفصل العنصري، والبوابات العنصرية المقامة في الجدار، إضافة إلى جولات تفقدية لواقع الاستيطان في المحافظة.
وأوضح مؤيد عفانة منسق مشروع التوأمة الفلسطيني البلجيكي أن اتفاقية التوأمة تأتي تتويجا لجهد متواصل منذ ثماني سنوات بين جمعية منتدى المثقفين في قلقيلية ومؤسسة فنانين ضد الجدار البلجيكية والتي سيتم من خلالها افتتاح مركز حاسوب تعليمي في محافظة قلقيلية لخدمة طلاب وطالبات المحافظة وإتاحة الفرصة لهم للاستفادة من المركز وبشكل مجاني، إضافة إلى إعداد كوادر بشرية فلسطينية متخصصة في مجال الفنون والثقافة، تحقيقا لرسالة ورؤية الجمعية بتطوير الحياة الثقافية في محافظة قلقيلية، ومواجهة محاولات الاحتلال الإسرائيلي والتي ترمي إلى حصار الحلم الفلسطيني، وذلك من خلال زرع الأمل وتحقيق أحلام الأطفال الفلسطينيين بوطن حر من خلال الثقافة والفنون كوسيلة من وسائل المقاومة.
وشكر خالد جبر رئيس جمعية منتدى المثقفين رئيس وأعضاء الوفد البلجيكي وبلدة فيرنوفال على زيارتهم لمحافظة قلقيلية ودعمهم للمشهد الثقافي والتعليمي من خلال اتفاقية التوأمة، كما شكر جبر كافة فعاليات ومؤسسات محافظة قلقيلية التي شاركت في استقبال الوفد البلجيكي وعلى رأسها عطوفة محافظ قلقيلية العميد ربيح خندقجي، ورؤساء المجالس البلدية ومديري المؤسسات الرسمية والأهلية والفعاليات الشعبية على التكامل والنهج التشاركي في تطوير واقع محافظة قلقيلية.
بدوره شكر رئيس الوفد البلجيكي السيد جين مارك ديليز كافة فعاليات ومؤسسات محافظة قلقيلية على حفاوة الاستقبال، موضحا بأن اتفاقية التوأمة هذه ستكون مقدمة لمشاريع قادمة لمحافظة قلقيلية نظرا لخصوصية قلقيلية ومعاناة أهلها من جدار الفصل وإجراءات الاحتلال، وأكد ديليز أن الشعوب الأوروبية ستبقى مناصرة للقضية الفلسطينية وصولا إلى تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة، وتحقيق حلم الشعب الفلسطيني بالعيش بحرية وكرامة كباقي الأمم، وأوضح ديليز بأن ما شاهده الوفد البلجيكي ممن حب الشعب الفلسطيني للحياة رغم كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي القمعية سيكون حافز ومحرك للوفد للعمل من اجل حشد مزيد من الدعم والمناصرة للشعب الفلسطيني .