شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
نصر فلسطيني دبلوماسي.. وخذلان أمريكي للحقوق الفلسطينية ، بقلم : م. غسان جابر
قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية كان انتصارًا كبيرًا للموقف الفلسطيني والدبلوماسية الفلسطينية. فقد صوتت أغلبية ساحقة من 124 دولة لصالح هذا القرار، بما في ذلك دول كبرى مثل الصين وروسيا وفرنسا. هذا الإجماع الدولي الواسع على إنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي يمثل تأكيدًا قويًا على الحق الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة.
لكن هناك استثناء لافت للغاية في هذا الإجماع الدولي: الولايات المتحدة الأمريكية. فقد صوتت واشنطن ضد هذا القرار، مؤكدةً موقفها المُنحاز لإسرائيل والمتجاهل تمامًا للحقوق الفلسطينية المشروعة.
هذا الموقف الأمريكي المعارض للقرار الأممي جعل الموقف الأمريكي عاريًا أمام المجتمع الدولي. فالدبلوماسية الفلسطينية نجحت في حشد تأييد غالبية ساحقة للقرار الذي ينص على إنهاء الاحتلال، بينما وقفت الولايات المتحدة بمفردها ضد هذا التوجه الدولي. وهذا يُظهر أن واشنطن لا تتبنى فعليًا حل الدولتين، وأنها تختار الوقوف إلى جانب إسرائيل وحمايتها من المساءلة الدولية.
ويمثل هذا القرار الأممي نصرًا كبيرًا للدبلوماسية الفلسطينية، فهو يشرّع موقفهم القانوني ويعزز من مكانتهم السياسية دوليًا. وهو يُشكل أيضًا ضغطًا كبيرًا على إسرائيل والولايات المتحدة لتنفيذ القرارات الدولية ووقف الاستيطان والاحتلال.
لكن في المقابل، قد يُشكل هذا النصر الدبلوماسي تحديًا خطيرًا للسلطة الفلسطينية. فإذا لم تستطع الاستفادة منه بشكل فعال وتحويله إلى إجراءات عملية على الأرض، فقد يؤدي إلى مزيد من الإحباط والاحتقان الشعبي.
كما أن موقف الولايات المتحدة المعارض يُشكل تهديدًا لاستمرارية السلطة الفلسطينية وقدرتها على البقاء.
وفي المحصلة، فإن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يُمثل نصرًا كبيرًا للموقف والدبلوماسية الفلسطينية، لكنه في الوقت ذاته يُشكل تحديًا خطيرًا للقيادة الفلسطينية لترجمة هذا النصر إلى واقع ملموس على الأرض، وذلك في ظل معارضة الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل.
