7:55 مساءً / 19 سبتمبر، 2024
آخر الاخبار

الموت وأحاجي الزمن ، قراءة في رواية أحجية الموت . للكاتب لوران ليلي ، بقلم : جوان سلو

الموت وأحاجي الزمن ، قراءة في رواية أحجية الموت . للكاتب لوران ليلي ، بقلم : جوان سلو

الموت وأحاجي الزمن ، قراءة في رواية أحجية الموت . للكاتب لوران ليلي ، بقلم : جوان سلو

عيد ميلاد الموت


صدرت عن دار شلير للنشر والتوزيع والترجمة في سوريا. القامشلي ، رواية أحجية الموت للكاتب لوران ليلي وجاءت في ١٥٨ صفحة من القطع المتوسط.

حيث يطرح العمل سلسلة زمنية مرتبطة بين مدينتين، تقتل الناس في يوم ميلادهم وتعيد أحياؤهم بعد عشر سنوات في المدينة المعاكسة لموتهم بنفس الهيئة السابقة، وتعيد قتلهم مرّة أخرى في ذات العمر الذي عاشه الشخص في حياته السابقة ولنفس الأسباب، وفي نفس اليوم والدقيقة، وتتكرر سلسلة القتل والإحياء إلى ما لا نهاية؛ تلك السلسلة تعمل من خلال كتاب قديم، تتحكم فيها أربع عشر قاعدة صارمة ولا تتوقف إلا بحل أحجية معقدة بشدة.


ثنائية الموت والحياة.. مصادفات لا تنتهي


يستغرب بطل العمل (إمران) من التشابه الدقيق بين موت جاره الفرّان وجدة صديقه المقرب (عمر)، وخاصة عندما يظهر العجوز (فيهار) في حياته فجأة من دون سابق إنذار بين الحين والآخر، ليتبين أنه على علم بما يجري في المدينة ويتركه في حيرة من أمره، من دون أن يربط له الأحداث ببعضها. يحب (إمران) في خضم الأحداث فتاة غنية اسمها (ايلا) طيلة ستة أشهر بدون أن يصارحها بسبب وضعه المادي وخجله، يقرر (عمر) حل تلك المشكلة ويعمل على موعد بينهم، ليكتشف أن الفتاة بكماء بسبب حادثة حصلت معها منذ سنوات؛ على الرغم من ذلك قرر إمران البوح لها بحبه في ذلك الموعد، إلا أنها كانت مريضة بشدة وعلى إثرها أسعفها (إمران) إلى المشفى وأوصى بصديقه الطبيب المقيم (رائد) أن يعتني بها، ليتبين أن (رائد) هو نفسه الشخص الذي حاول اغتصابها من قبل، بعدما أكتشف رائد من تكون بدأ بتعذيبها بقسوة شديدة وقتلها، ليجري هو الآخر إلى منزله ويشنق نفسه.

بعدما اختفى (إمران) عن الأنظار لأيام، ظهر (فيهار) أمامه مجدداً وفي هذه المرة أخبره بكل ما يجري في المدينة، فيكتشف أمر الكتاب الذي يتحكم بالسلسلة الزمنية، التي تحمل أحجية معقدة وقواعد مشددة، تقتل الناس في يوم ميلادهم وتعيد أحياؤهم إلى الحياة بعد عشر سنوات في المدينة أخرى، وتكرر طريقة الموت وتاريخ الموت في المستقبل، والعمر الذي عاشه الشخص قبل موته، ليكتشف (إمران) أن جد جدهِ (لوكار) هو من وضع الكتاب ليعيد أحيائه كل مرة بعد موته.

يقرر بعدها إيقاف عمليات القتل التي سببها الكتاب وخصوصا بعدما تبين أن جميع سكان المدينة هم ضمن السلسلة الزمنية التي ستعيد أحيائهم وقتلهم مجدداً إلى ما لا نهاية، ليقوم بقتل نفسه في يوم ميلاده أيضاً والاعتماد على (عمر) وقواعد الكتاب، لإنقاذ حياته بعد ثلاثين عاما وهو بدوره سينقذ (ايلا) وجميع سكان المدينتين بإيقاف السلسلة الزمنية، ومنعها من الاستمرار في القتل، ولفعل ذلك عليه قتل (لوكار) في المستقبل وإيجاده من بين كل سكان المدينتين، فحل الأحجية هو الطريق الوحيد لإيجاد لوكار.

لغز حلقات الزمن وفصول الألم

بينما يمضي بطل العمل إلى جامعته كأي يوم أخذته عيناه إلى مجموعة من الأشخاص واقفين أمام باب جاره الفران المتوفى في ذلك اليوم، ليحملوا الجنازة إلى مقبرة المدينة؛ يركز على عجوز في الخمسينات من العمر جالسا على الأرض بين الأعشاب وكان متوتراً للغاية ويهلوس بكلمات غريبة ” لم يكن عجوزاً، كان أقوى مني، انتصب كالشباب ونظر لساعته ومات فجأة! ” ليعيد البطل شكل الفران في مخيلته عجوز كبير في العمر لا يقوى على الحركة كثيراً لديه حدبة كبيرة في ظهره.


تبدأ الحلقة مع إمران الشاب الجامعي المتميز في دراسته، الذي يعيش مع أبيه ليبراف وأمه غيثار في منزل صغير، وبينما كان في طريقه إلى جامعة العلوم، أخبره ليبراف بوفاة جارهم الفرّان وصديقه أرمس ونظراً لبرودة مشاعره، أكمل طريقه دون أن يكترث، حتى صادف تجمع كبير أمام باب الفرّان، ليثير فضوله رجل خائف يهلوس بكلمات غريبة، وعندما أقترب منه، أخبره أن الفرّان أرمس قد مات بطريقة غريبة، فقد كان يقف منتصب القامة وكأنه في العشرين من العمر، وكان يحمل ساعة في يده وينظر إليها ثم وقع أرضا ومات، والغريب أن أرمس كان لديه حدبة كبيرة في ظهره إي لا يستطيع أن يقف منتصب القامة، مضى إمران إلى الجامعة، ليلتقي بصديق طفولته عمر الذي كان يعيش مع جدته، ليتحدث إمران عن تلك الفتاة المجهولة التي أحبها طيلة ستة أشهر ولم يتجرأ أن يبوح لها نظراً لوضعه المادي ولثراء الفتاة ولخجله الشديد، ليقرر عمر أخبار الفتاة دون علمه؛ بعدما التقى بها، أكتشف أن اسمها ايلا تعيش وحيدة مع عمها وإنها صارت بكماء منذ سنوات بسبب حادثة وقعت لها، ليقرر عمر إخفاء الأمر عن إمران؛ بعد عملهما في المقهى، أتجه الأثنان إلى منزل عمر، ليتعرف إمران على جدته، وعندما تعرفت جدة عمر عليه وعلى عائلته، صارت تترجف من الخوف، خرج إمران مسرعا إلى منزله دون أن يفهم ما حدث، ليأتي عمر في اليوم الثاني ويخبره بأن جدته قد ماتت بطريقة غريبة.


سرد عمر تفاصيل موت جدته وأخبره بإنها كانت تجلس على الأرض وتحمل بيدها اليمنى كأس ماء وبيدها الأخرى شمعة غير مضاءة، ثم نهضت وانتصبت بدون أي مساعدة أو العكازات التي كانت تتكئ عليها وماتت.

بدأ إمران بالشك في طريقة موت جدة عمر وجاره، وخصوصا عندما علم أنهم قد ماتوا في يوم ميلادهم وبطريقة متشابهة، بعد مضي أيام على الحادثة، وبينما كانا يعملان في المقهى كالعادة ظهر عجوز غامض فجأة بدون سابق إنذار، وبدا عليه انه يعرف إمران أشد المعرفة ويعرف تاريخ عائلته، فهو نفسه لم يكن يعرف تاريخ عائلته، أثار كلامه مخاوف إمران عندما قال “أنت الحجر الوحيد الذي سيسد جريان الدماء” ليقع في حيرة.

أباح عمر لإمران قصة ايلا وما حدث معها، وأخبره أنهما سيلتقيان مجدداً في حديقة الجامعة بعد عشرين يوما. تم طردهما من العمل في المقهى، راح الأثنان يبحثان عن عمل جديد، إلا أن أقترح عمر عليه أن يبيع منزلهم الصغير وتحويل منزل جدته الكبير إلى مطعم بمساعدة والده، وبالفعل، عمل الجميع على هذه الفكرة حتى نجحت وحقق المطعم لهم أرباح جيدة ليتغير وضعه المادي إلى الأفضل.


بعد مضي فترة على افتتاح المقهى وقبل يوم من موعده مع آيلا، ظهر ذلك العجوز مجدداً وعرف عن نفسه لإمران بأنه فيهار وأخبره بأنه صديق جداه الأثنان روهان وأسفر لم يصدق إمران في البداية، لأنه لم يكن يعلم أسماء جداه الاثنان ولا حتى من يكون فيهار، حتى سأله فيهار إذا ما كان شك بموت أحد في يوم ميلاده، أستغرب إمران وبدأ السؤال عن موت جدة صديقه وجاره، إلا أن فيهار لم يخبره بما يعرفه ومضى صوب الباب وأخبره ” إنها السلسلة تقتل الجميع” ثم اختفى.

لم ينسى إمران غموض فيهار ومعرفته الواسعة بتاريخ عائلته طيلة تلك الليلة، حتى بدأ بسؤال أمه عن أسماء، وبعدما حدّ النقاش بينهم، أخبرته أمه أخيرا أسماء جداه وبالفعل كان فيهار صادقا بما قاله، راح مع عمر إلى موعده ليلتقي بايلا، ليكتشف بأنها مريضة ومتعبة بشدة، حتى إنها أغميت عليها وأسعفها إمران إلى المشفى المجاور، ليخبر عمها أرمن في اليوم الثاني بما حصل.


بعدما كان إمران ينتظر مع أرمن في غرفة الانتظار صادف إمران الطبيب رائد الذي كان يزور المطعم على الدوام، أخبره إمران عن رقم غرفة ايلا وأن يعتني بها لحين موعد الزيارة.

عرف إمران عن نفسه بينما كانا جالسان، وأين يقطن، ليتذكر أرمن على الفور الحادثة التي حصلت هناك منذ سنوات، فقد سرد قصة عجوز مجنون حمل أبنته ورمى بنفسه من فوق بناء عالٍ، ليكتشف إمران على الفور أن ذلك العجوز هو جده روهان والتي كانت بيده هي خالته إتروسا ليقع بحالة ذهول شديدة وصدمة، حاول أرمن مواساته لمدة قصيرة وأخذه معه إلى التسوق لكي يشتروا باقة من الزهور وهدية لائقة لعيد ميلادها، فقد صادف اليوم تاريخ مولدها؛ دخل رائد حينها غرفة آيلا دون أن يعرف اسمها، ثم أكتشف من تكون؛ فهي نفسها الفتاة التي كان يحبها منذ زمن وحاول اغتصابها إلا أنه فشل في ذلك، ليدخل إلى حالة نفسية قرب الجنون ويقتلها بعدما عذبها بقسوة من شدة غضبه، ومضى إلى منزله وشنق نفسه.


اختفى إمران عن الأنظار لأيام بعد الأحداث وكأن يجلس أمام بحيرة قريبة من منزله، ظهر فيهار أمامه مجدداً وأخبره تاريخ عائلته وتاريخ الصداقة التي جمعت بينه وبين جديه روهان وأسفر، إلا أن إمران لم يكن يكترث لما يقوله، لحالته اليائسة، وكان يعتبر أن جده مجرما قد قتل نفسه وقتل خالته، إلا أن فيهار أخبره عكس ذلك، وشرح كيف أنقذ روهان خالته من الموت في الماضي، لتعيش في المستقبل مجدداً، وسرد فيها تاريخ الأحجية وكيفية عملها وإيقافها، والأربع عشر قاعدة التي تحتويها، بعدما أنتهى من الحديث راح ورمى بنفسه أمام شاحنة مسرعة في الطريق ومات، فالقاعدة الأخيرة من الأحجية تنص على موت الشخص الذي يبوح بتفاصيل الأحجية وإلا سيبقى عالقا في حلقة زمنية معينة وهي عشر سنوات أي سيولد بعد عشر سنوات وسيتوفى في سن العاشرة إلى ما لانهاية.

بعدما عرف إمران جميع الأحداث والمعلومات اللازمة، أكتشف أن عليه البحث عن لوكار وقتله لتتوقف السلسلة الزمنية، وربما هو نفسه لوكار ولا يعلم، لأن تاريخ ميلاد لوكار وموته لثلاث مرات، متطابق بشدة مع تاريخ ولادته.

أستغل إمران بعض قواعد الأحجية لصالحه، فقد مضى إلى منزله وكتب رسالة إلى عمر، يشرح فيها عن كيفية إنقاذه بعد ثلاثين سنة من تاريخ موته، لينقذ فيه ايلا من الموت والبحث عن لوكار لإيجاده، ثم شنق نفسه ومات.


قواعد الأحجية الزمنية


للسلسلة الزمنية أربع عشر قاعدة مبنية على أسئلة القرّاء الذين سيطرحونها بعد الانتهاء، والهدف الأساسي منه الإجابة على جميع الأسئلة وشرح أو تخفيف أعباء التعقيد الموجود في العمل، ومساعدة القرّاء على فهم النهاية الصحيحة بعد تحليل الأحداث.

القواعد وشرحها موجودة بالفعل بشكل مفصل وبدقة في العمل، وسبب عدم كتابتي لها في هذا الملف، هو التعقيد الموجود فيه، فشرحها لوحده يحتاج إلى أكثر من عشرين صفحة.

العمل بالكامل يتألف من 200 صفحة.

حيل النهايات المتعددة


النهاية المعتادة: ستنتهي الرواية بموت إمران وسيُثير الكثير من التساؤلات لشدة التعقيد، حيال إنقاذ عمر لإمران في المستقبل وإعادة ذاكرته، وكيفية إيقاف السلسلة الزمنية من العمل، وحيال الفجوات الزمنية والأحداث التي ستتكرر مجدداً، وحتى سيشكون في البطل نفسه، هو الذي صنع السلسلة الزمنية في الماضي دون أن يدرك، وفي الغالب سيتشوقون أو سيعتقدون للرواية جزء أخر.


النهاية الأساسية أو الصحيحة: تعتمد بشكل أساسي على تحليل الأحداث، وحل المعضلة الرئيسية في الرواية من قبل القارئ نفسه، لو قام القارئ بتحليل الأحداث وفهم القواعد بشكل جيد سيكتشف أن فيهار هو نفسه لوكار وبذلك قتل نفسه وبحسب قواعد تتوقف السلسلة بالفعل.

*- جوان سلو – سوريا

شاهد أيضاً

طقاطقة يطلع القائم بأعمال رئيس سلطة المياه على أوضاع محافظة طولكرم

شفا – أطلع محافظ طولكرم مصطفى طقاطقة، القائم بأعمال رئيس سلطة المياه الفلسطينية زياد الفقهاء …