مراكز التضامن الإعلامي رسالة وفاءٍ وتحدِّ ، بقلم : شيرين الكيالي
منذ بدأت الحرب على قطاع غزة، وبدأ التدمير للبشر والحجر، ومع نزوح العدد الأكبر من الصحفيين الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه ؛بسبب تهديد الاحتلال واعتدائه الصارخ على الصحفيين، ومنذ تدمير شركات الإنتاج الإعلامي، والإذاعات المحلية ومقرات ومكاتب قنوات التلفزة العربية والأجنبية والمحلية، و الصحف والمجلات المحلية، ومزودي الخدمات الإعلامية، دَأَبتْ نقابة الصحفيين الفلسطينيين على مساندة الصحفي الفلسطيني بجميع الإمكانيات المتاحة، ولم توفر جهدا في التواصل مع جميع المؤسسات الدولية داخل الوطن وخارجه للتشبيك مع النقابة، ودعمها من خلال الخدمات التي يمكن أن تقدمها للصحفي الفلسطيني؛ حيث جاب نقيب الصحفيين الدكتور ناصر أبو بكر ببساط الريح الدول العربية والأوروبية لحشد الدعم الكامل للصحفي الفلسطيني الذي بدأ استهدافه من بداية الحرب؛ حيث وصل عدد الصحفيين والعاملين بالحقل الإعلامي الذين استُهدفوا إلى 163 صحفيا، وعشرات الإصابات من الجنسين بدرجات متفاوتة، ومنهم من كانت إصابته حرجة ما استدعى ذلك إلى نقله خارج الوطن للعلاج بأعقد الظروف وأصعبها.
لقد أدى التدمير الممنهج للمكاتب الإعلامية والشركات والمحطات المختلفة، وانقطاع التيار الكهربائي منذ السابع من اكتوبر من العام الماضي، ومع انقطاع خدمات الإنترنت والفايبر والبث الفضائي، إلى غياب التغطية الإعلامية، ونقل حقيقة ما يدور على أرض القطاع ؛ مما زاد في تمادي الاحتلال بفرض روايته الكاذبة والتي تخدم مصالحه، وبالتالي ضياع الرواية الفلسطينية عن المنابر الدولية ، وحجب الرؤية بمنع نقل معاناة شعبنا بكل تفاصيلها إلى العالم .
كل ما سبق ذكره أدى إلى وجود ضرورة ملحة في إنشاء مراكز التضامن الإعلامي للتعويض عن غياب المؤسسات ، وغياب التيار الكهربائي وشبكات الإنترنت التي من خلالها تتواصل هذه البقعة الصغيرة من الوطن مع العالم الخارجي .
ومن أجل التخفيف عن معاناة صحفيينا في إيصال رسالة شعبنا، وسد العجز القائم بفعل التدمير المستمر للمقرات الإعلامية.
فقد سعى نقيب الصحفيين الفلسطينيين مشكورا، وبقوة دبلوماسية النقابة والنقيب إلى إيصال رسالة صحفيي غزة والضفة الذين يتعرضون للقتل والاعتقال المستمر والممنهج، فتفاعل معها ولبى نداء الاستغاثة بشكل فوري وعاجل مجموعة كبيرة من المؤسسات الدولية الصديقة والداعمة للنقابة كالاتحاد الدولي للصحفيين، ولجنة حماية الصحفيين ( Cpj)، واتحاد الصحفيين النرويجيين، واتحاد العمال الكنديين، ومنظمة اليونسكو.
وفاء لشهداء الحقيقة وجرحى الحقيقة، ووفاء لجهد الصحفي الفلسطيني الكبير ودوره في ركوب أمواج الخطر في كل وقت ومكان ، ووفاء لمؤسساتنا الإعلامية وللشعب الفلسطيني، واستمرارا لنقل الرسالة بكل شفافية، وتحديا للمحتل الذي يحاول طمس الحقيقة وتزويرها، ومنع الرواية الفلسطينية من الانتشار، وبالتالي لتبقى رسالته الضالة والمضلة التي يصدقها العالم ويتعاطف معها متناسيا عذابات وتضحيات شعبنا، وحقه في الحياة؛ ولدت فكرة إنشاء مراكز التضامن الإعلامي ..فأضحت ضرورة ملحة ..وأصبحت واقعا؛ من خلال إنشاء مركز التضامن الإعلامي في خانيونس ويشرف عليه نائب نقيب الصحفيين الدكتور تحسين الأسطل، حيث يُقدّم خدماته للزملاء الصحفيين المتواجدين في مدينة خانيونس والذين نزحوا من مدينة رفح ومن شمال القطاع ، ومركز التضامن الإعلامي في مدينة دير البلح الذي يتم التجهيز له والعمل به على قدم وساق ليبدأ تشغيله في غضون أيام ويشرف عليه أمين سر النقابة الدكتور عاهد فروانة ، وكذلك مركز التضامن الإعلامي في مدينة غزة والذي سيتم تجهيزه على خطا المركزين في خانيونس ودير البلح .
وفي رسالة شكر وتقدير لا يسعني إلا أن أذكر جهود نقيب الصحفيين الدكتور ناصر أبو بكر وأعضاء الأمانة العامة للنقابة ،وأعضاء لجان الطوارئ في محافظات القطاع لدورهم في التنفيذ الميداني والتجهيزات الفنية واللوجستية الحثيثة لإنجاح إقامة المراكز والتي هي جسر يعبر من خلاله الصحفي الفلسطيني لإيصال رسالته إلى جميع أنحاء العالم .
قطاع غزة- دير البلح .