الخليل بين طرطشة الفصائل وهيمنة العائلات ، أين دور القيادات الوطنية ! بقلم : م. غسان جابر
تُعَدُّ مدينة الخليل واحدة من المعاقل التاريخية للمقاومة الفلسطينية، حيث تساهم اقتصاديا بأكثر من 40% من الناتج المحلي الإجمالي للأراضي الفلسطينية.
ومع ذلك، تشكو القيادات الوطنية في المدينة من محدودية تأثيرها على القرار السياسي الفلسطيني، وذلك بسبب تداخل عوامل سياسية وعشائرية معقدة.
الانقسام الفلسطيني وصراع النفوذ
يُعَدُّ الانقسام السياسي بين حركتي فتح وحماس أحد أبرز العوامل التي حدَّت من دور القيادات الوطنية في الخليل. فالتنافس والصراع على النفوذ بين هذه الفصائل أضعف من قدرة هذه القيادات على التأثير في السياسات الوطنية.
“هناك شعور عام بفقدان الثقة في القيادة السياسية الحالية، مما يجعل من الصعب على القيادات الشعبية في الخليل التأثير على السلطة”، يقول أحد النشطاء. “العديد من المواطنين يشعرون بالإحباط من الأداء الحكومي، مما يؤدي إلى اعتزال بعضهم للحياة السياسية.”
هذا الواقع المؤلم قوَّض قدرة القيادات الوطنية على تعبئة الجماهير والضغط على السلطة الوطنية لتلبية احتياجات المدينة.
الولاءات العائلية والعشائرية
إلى جانب الانقسام السياسي، حيث تلعب الولاءات العائلية والعشائرية دورًا مهمًا في تحديد النفوذ السياسي في الخليل. فالانتماءات العائلية غالبًا ما تكون أقوى من الانتماءات الوطنية، مما يساهم في تهميش دور القيادات المحلية في اتخاذ القرارات على مستوى الوطن.
“التاريخ العشائري في الخليل يؤثر بشكل كبير على توزيع السلطة والنفوذ السياسي”، “هذا الأمر يحد من قدرة القيادات الوطنية على لعب دور مؤثر على المستوى الوطني.”
هذه الديناميكيات العشائرية تعمل على إضعاف موقع القيادات المحلية في الخليل وتقليل تأثيرها على القرار السياسي الفلسطيني.
محاولات لاستعادة الدور
على الرغم من هذه التحديات، لا تزال هناك قيادات وطنية في الخليل تسعى جاهدة لاستعادة دورها وتعزيز تأثيرها على الساحة الفلسطينية.
“هناك محاولات لتفعيل المقاومة الشعبية، لكن هذه الجهود غالبًا ما تكون غير متسقة بسبب الظروف السياسية والأمنية”، “بعض الفعاليات تُنظم للمطالبة بحقوق المواطنين، لكنها تعاني من ضعف المشاركة للأسف الشديد.”
وفي محاولة لتجاوز هذه التحديات، تركز القيادات الوطنية على تعزيز التنسيق بين الفصائل الفلسطينية وبناء جسور الثقة مع المواطنين.
كما يسعون إلى تحسين الخدمات العامة في المدينة من خلال التركيز على قطاعات التعليم والصحة والبنية التحتية.
“إن استعادة هذه القيادات لثقلهم في السلطة الوطنية الفلسطينية أمر بالغ الأهمية لتعزيز صمود الخليل وتمكينها من لعب دورها الريادي على الساحة الفلسطينية”، “وهو ما يستلزم جهودًا وطنية موحدة لمواجهة التحديات القائمة.”
في ظل هذه الظروف الصعبة، تواصل القيادات الوطنية في الخليل نضالهم من أجل استعادة دورهم وتعزيز مكانة المدينة كقلب النضال الفلسطيني.
وهي معركة طويلة تتطلب تضافر الجهود على المستويين المحلي والوطني.