المعتقلون الفلسطينيون.. ووجه الاحتلال القبيح، بقلم : مسك محمد
قمع وتعذيب وتنكيل.. هذا هو ثالوث لمسلسل قاسيُ يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين المعتقلين في سجون إسرائيل، فيمارس ضدهم كل وسائل العنف والقسوة ووصل الأمر إلى حد التعذيب حتى الموت.
إن روايات المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم، كشفت عن وجه إسرائيل القبيح، من ردائة الأوضاع في السجون الإسرائيلية، ووجود تعذيب دائم وممارسات فجة ضد الأسرى سواء من الرجال أو النساء، إضافة إلى حرمان المعتقلين من الحصول على حقهم في العلاج، وكأن إسرائيل تمارس سياسة “الموت بالبطيء” ضدهم.
وتعج المعتقلات الإسرائيلية بحلقات تعذيب لا تتوقف ضد الأسرى الفلسطينيين خاصة المناضلين، فما بين كسر الأصابع والضرب على الرأس حتى النزيف، والعقوبات القاسية وغير الإنسانية والمهينة للسجناء، فكان التحدي هو كيفية إثبات ما يحدث في السجون الإسرائيلية، ليظل ملف التعذيب في سجون إسرائيل نابع من شهادات الأسرى المُفرج عنهم فقط دون أي رقابة أو تفتيش دولي على تلك السجون التي تمارس كل وسائل القمع والتعذيب ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وفي الحقيقة، فلإن بعض المسؤولين الإسرائيليين يسعون إلى فرض ظروف وعقوبات أسوأ للسجناء الفلسطينيين لم تكن سراً على الإطلاق، إذ دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن جيفر إلى معاملة السجناء معاملة قاسية وغير إنسانية منذ ما قبل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، وكما تابعنا، فدعا “إيتامار” علناً إلى حرمان السجناء من حقوقهم الأساسية، والحد من تناولهم للطعام الأساسي، وترشيد المياه التي يمكنهم استخدامها، و إصدار أوامر لموظفي السجون الإسرائيلية بالقيام بأعمال غير إنسانية وغير قانونية.
ومؤخرًا، ظهرت أدلة التعذيب والمعاملة اللاإنسانية في الظهور بمجرد إطلاق سراح بعض السجناء الذين انقضت فترات سجنهم، فأظهرت صور السجناء وشهادات الشهود العيان، أجسادً واهية بعج أن مارس الاحتلال سياسة عدم توفير الغذاء الطبيعي لهم وكذلك الرعاية الصحية، فكانت الحصص الغذائية اليومية بأكملها في بعض الأحيان مجرد رغيفين من الخبز كان لا بد من تقاسمهما في زنزانات السجن المكتظة التي تضم ثمانية سجناء في مكان واحد.
أما روايات المحامين الإسرائيليين وبعض الطاقم الطبي الذين قاموا بزيارة بعض السجون، فكشفت عن الوضع المأساوس للسجناء والإجراءات القمعية التي زُعم أنها تسببت في الوفيات والمجاعة، فأصبح الوضع في السجون الإسرائيلية عنوان التعذيب والمعاملة القاسية والمتزايدة والانتهاكات التي يتعرض لها السجناء الفلسطينيون العدد المتزايد من المعتقلين الذين يموتون في الحجز.
وظهرت في الأسابيع الأخيرة، قصص عن أسرى سابقين من القدس الشرقية أطلق سراحهم بعد قضاء فترة في سجون الاحتلال، وكان من بينهم أحد أغنى الأفراد في مخيم شعفاط، والذي واجه تحديات كبيرة عند إطلاق سراحه، وكان هذا التحول مزعجاً بشكل خاص، لأنه لم يكن معتاداً على الاختلافات الصارخة في البيئة ومستويات المعيشة.
وخلال هذه الفترة الصعبة التي عاشها في سجون الاحتلال، واجه العبء العاطفي الناجم عن انفصاله عن خطيبته والأعباء المالية الثقيلة الناجمة عن معركة قانونيةطويلة وعلى الرغم من هذه الصعوبات، فقد أظهر مرونة من خلال طلب المساعدة والحصول على الحد الأدنى من الدعم المتاح للمضي في الطريق الطويل أمامه.
وتسلط تجربته الضوء على النضالات الأوسع التي يواجهها السجناء المفرج عنهم وتؤكد الحاجة الملحة إلى أنظمة دعم شاملة لمساعدتهم على إعادة الاندماج في مجتمعاتهم، علاوة على ذلك، فمن الضروري أن تدعم المنظمات الدولية حق السجناء في الحصول على معاملة جيدة وكذلك تشرف على إعادة إدماجهم وعلاجهم نفسيًا بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال!