آن الاوان لتشكيل حركة اجتماعية غير سياسية ” الجيل الخامس ” بقلم : د. ناصر اللحام
يبدو للغالبية الكبرى ان الأدوات القديمة التي تستخدمها الأحزاب والسلطات الفلسطينية استنفذت بشكل كامل ، وصارت تعيد تكرار نفسها بشكل غير مقبول على الأجيال. إذ انها لا تحقق أي انجاز على ارض الواقع ولا تساهم في تقدم المجتمع، ولا إدارة الموارد البشرية والموارد المالية بشكل مفيد، ولا تعيد دراسة أنساق المجتمع ودور الاسرة او الحزب او المدرسة او الجامعات او الخريجين .
ونحن في هذا الظرف العسير لم نعد بحاجة الى أحزاب سياسية جديدة ولا تنظيمات إضافية ان جاز التعبير، بقدر ما نحتاج الى علماء اجتماع يدرسون الحال الذي وصلنا اليه كمجتمعات عربية، واستخدام أحدث الوسائل العلمية في تقدير الأوضاع للبدء في خطوات عملية . ونحن بأمس الحاجة الى حركة تغيير اجتماعي لا تتعارض مع الأحزاب والتنظيمات والسلطات والأجهزة الأمنية بقدر ما تبدأ بوضع خطط علماء الاجتماع على طاولة التنفيذ .
الحركة الاجتماعية التي نعمل على تشكيلها سوف يقتصر دورها على تقديم الأفكار امام صنّاع القرار وهي اول خطوة في التغيير الطبيعي والهادئ بعيدا عن التنافس السياسي. ولا يهمنا من هي الجهة التنفيذية التي توافق على تنفيذها اذا كانت من هذا الحزب او ذاك .
( الجيل الخامس ) هو حزب افتراضي على شكل حركة اجتماعية نخبوية يتبنى أفكار الجيل الجديد، ويحترم هذه الأفكار ويدرسها بعناية على يد مختصين ويعمل على تهيئتها للتنفيذ على شكل مشاريع قرارات يصار الى تقديمها للمجلس التشريعي او المجلس الوطني او البلديات او المجالس القروية او الأحزاب او السلطات التنفيذية.
في الحركة الاجتماعية الجديدة التي نفكر بإعلانها منذ بداية العدوان على غزة لبدء العمل فيها لا يوجد هوية سياسية او انتماء حزبي. ولكل فرد حق الانتماء والتصويت لاي حزب يريد. ولكنها ستعمل بكل جهد لتبني الأفكار البناءة من أي فلسطيني في الداخل او الخارج لضمان مستقبل افضل للأجيال في المجتمع الفلسطيني اقتصاديا واجتماعيا فيكون من أولى مهماتها حماية المستهلك السياسي قبل المستهلك الغذائي ومستهلكم السوق .
ومن المهم التشديد ان هذه الحركة لا تطمح للوصول الى السلطة ابدا ولا تعنى بالوصول الى الحكم أو الحكومات ولا تتعامل مع المال العام او المهمات التنظيمية. وانما في اقصى حد سوف تدرس إمكانية الدخول في البرلمان المنتخب لضمان وجود لوبي فاعل والاحتفاظ بقوة التأثير على صناع القرار .
وكبداية سوف نعمل على تشكيل دوائر ولجان موازية لدوائر العمل اللازم من أي فلسطيني راغب في التغيير ومن أي حزب كان. والفلسطيني على هذه الأرض وفي كل مكان في العالم بغض النظر عن دينه ومذهبه ومكان تواجده لا يشارك بالأفكار والمقترحات فقط بل يجب ان يساهم في تنفيذها وانجاحها. فكرة الحركة الاجتماعية تسمح بعمل فلسطينيين من داخل الخط الأخضر ومن كل الطوائف والأحزاب والاعراق ومن كل العواصم في العالم .
ولأننا جزء لا يتجزأ من الامة العربية في وحدة حال ووحدة مصير. ولان المجتمع العربي يزخر بالكفاءات العظيمة نشكر أي عربي واي انسان حر في العالم اذا يقدم لنا المشورة او النصح او التوجيه او الارشاد .
سوف تعمل الحركة القادمة على اعتماد أدوات البحث العلمي والذكاء الاصطناعي والتوزيع العادل وانصاف المظلومين والدفاع عن الحريات العامة والخاصة، ولسوف تجهد من اجل ترسيخ القيم الإنسانية الفاضلة والدعوة دائما لسيادة القانون على أرضية الحكم الرشيد .
ان عملية إعادة اعمار غزة القادمة لن تقتصر على بناء الطوب والحجارة . بل هي إعادة بناء الانسان الفلسطيني القوي الصامد على ارضه .
ونختم بمقولة الشاعر الفلسطيني من مدينة الناصرة المرحوم الصديق توفيق زياد:
وأعطي نصف عمري، للذي
يجعل طفلاً باكياً
يضحك
وأعطي نصفه الثاني، لأحمي
زهرة خضراءَ
أن تهلك
وأمشي ألف عام خلف أغنية
وأقطع ألف وادٍ
شائك المسلك
وأركب كل بحرٍ هائج ،
حتى ألم العطرَ
عند شواطئ الليلك
أنا بشريّة في حجم إنسانٍ
فهل أرتاحُ
والدم الذكي يسفك !!
أغني للحياة
فللحياة وهبت كل قصائدي
وقصائدي ،
هي كلّ ..
ما أملك !