الصين والدول الأفريقية تساهمان في تعميق وترسيخ التعاون في “الجنوب العالمي” بقلم : تشو شيوان
تُعقد قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي 2024 في بكين خلال هذه الفترة وتحديداً من 4 إلى 6 سبتمبر، ويركز قادة الصين وأفريقيا على موضوع “العمل معًا لدفع التحديث وبناء مجتمع صيني أفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مشترك”، وأيضاً من بين أهم مخرجات القمة مناقشة مستقبل الصداقة والتعاون بين الجانبين، وتُعتبر القمة حدثاً دبلوماسياً يتمتع بنطاق أوسع ومستوى أعلى للصين خلال هذه السنوات.
شهدت العلاقات بين الصين والدول الأفريقية تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية وخاصة بعد تأسيس منتدى التعاون الصيني الأفريقي عام 2020، حيث ازدادت القمة الإجمالية للتجارة 26 ضعفاً منذ تأسيس المنتدى، والصين أكبر شريك تجاري للدول الأفريقية خلال السنوات الـ15 الماضية، وساهمت الصين في بناء الطرق السريعة والسكك الحديدية والجسور والموانئ وغيرها من البنية التحتية، كما ساعدت الدول الأفريقية على التحديث الزراعي والتصنيع وتدريب المواهب وذلك بهدف استفادة الدول الأفريقية من التجارب والخبرات الصينية في تحقيق التنمية. وبالمقابل، قدمت الدول الأفريقية دعما كبيرا للصين في المواضيع الجوهرية المتعلقة بالصين، وقامت 19 دولة أفريقية بدمج اللغة الصينية في أنظمة التعليم الوطنية لها، إضافة إلى إرسال عدد كبير من الطلاب للدراسة في الجامعات الصينية، وبهذا يمكننا القول إن الصين والدول الأفريقية صديقان حميمان موثوقان يعملان معاً على تحسين حياة شعوبهم.
على مدار السنوات الماضية واصلت الصين والدول الأفريقية تعميق التعاون الشامل وبناء مجتمع صيني أفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مشترك باستمرار، مما شكل مثالاً يُحتذى به للتضامن والتعاون بين دول الجنوب، والعمل على تحقيق السلام والتنمية في العالم بنشاط، وقد تطور التعاون الصيني الأفريقي تدريجيا من التكامل الاقتصادي والتجاري إلى القواسم المشتركة المفاهيمية، وقد طرحت الصين مفهوم التحديث الصيني النمط، وذلك لم يحطم الأسطورة القائلة بأن “التحديث يعني التغريب” فحسب، بل يقدم أيضا نموذجا جديدا أمام دول الجنوب لتحقيق التحديث. وقد طرحت مزيد من الدول الأفريقية استراتيجيات تنموية ذات خصائصها الخاصة، وواصلت تحسين قدراتها التنموية المستقلة، وواصلت تسريع عملية التحديث، وتستعد الصين للعمل مع الدول الأفريقية لاستكشاف مسار التحديث الذي يناسب الظروف الوطنية للدول الإفريقية.
وفي الوقت الراهن لا يزال الوضع السياسي في أفريقيا يشهد درجة معينة من الاضطراب على الرغم من استقراره بشكل عام، ويتفشى الإرهاب وجرائم العنف في بعض المناطق وفي الوقت نفس، فإن مسألة الدول الأفريقية التي تسعى إلى الحصول على صوت وتمثيل أكبر في النظام الدولي أصبحت ضرورية بشكل أكبر، وفي الحوار بين قادة الصين وأفريقيا الذي عقد في أغسطس 2023، أكدت الصين أنها ستواصل دعم أفريقيا في التحدث بصوت واحد في الشؤون الدولية تحسين مكانتها الدولية، وبالمقابل قد حظي مفهوم بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية بإشادة كبيرة من الدول الأفريقية، مما يثبت قطعاً أن الصين مستعدة للعمل جنبًا إلى جنب مع الدول الأفريقية لممارسة التعددية الحقيقية، ومعارضة جميع أنواع الهيمنة، والتمسك بالمطالب العادلة للدول النامية، وتعزيز إصلاح نظام الحوكمة العالمية بقوة.
تجدر الإشارة إلا أن “خطة الشراكة بين الصين والدول الأفريقية تتقدم بشكل فعال في مجال العلوم والتكنولوجيا، ووقعت الصين اتفاقيات تعاون حكومية في مجال العلوم والتكنولوجيا مع 16 دولة أفريقية، وأيضاً في المجال الثقافي والتبادل الإعلامي فقد انضمت 62 وسيلة إعلام أفريقية إلى تحالف التعاون الإخباري لمبادرة الحزام والطريق، وانضمت 50 وسيلة إعلام أفريقية إلى “الشركاء الأفارقة” لآلية التعاون الإعلامي للأصدقاء؛ ووقعت الصين وثائق تعاون سياحية مع 31 دولة أفريقية وأنشأت 166 زوجا من المدن الشقيقة مع الدول الأفريقية، فإن التبادلات الثقافية بين الصين وأفريقيا تبني جسرا من الترابط والتواصل بين الشعبين الصيني والأفريقي بتجاوز الحدود الجغرافية وحواجز اللغة، وتساهم في تعميق التفاهم والاحترام لبعضهما البعض.
من خلال استكشاف التحديث بشكل مشترك، شرعت الصين وأفريقيا في السير على طريق مميز للتعاون المربح للجانبين. وانطلاقا من بداية تاريخية جديدة، تتضامن الصين والدول الأفريقية بشكل أوثق لدفع بناء مجتمع المصير المشترك بين الصين والدول الأفريقية إلى آفاق جديدة، ومساعدة التعاون في “الجنوب العالمي” على مواصلة التعميق أكثر صلابة، وتقديم مساهمات أكبر لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.