الحمائية التجارية من قبل الدول الغربية سوف تلحق الأضرار بنفسها بقلم : تشو شيوان
في الآونة الأخيرة، اتخذت بعض الدول الغربية تدابير حمائية مثل فرض تعريفات جمركية إضافية، وتكثيف التحقيقات المتعلقة بمكافحة الإغراق، والتعويضات على الصادرات الصينية بحجة “تأثير القدرة الفائضة للصين على السوق العالمية”. وفي اعتقادي إن هذه الممارسات في الأساس تهدف إلى تسييس المفهوم الاقتصادي “القدرة الفائضة” واستغلاله كسلاح، وذلك باستخدام تفكير التنمر للحفاظ على مزاياها التنموية واحتواء البلدان الناشئة.
السبب الأساسي وراء اختلاق الدول الغربية “نظرية القدرة الفائضة الصينية” هو أنها غير مرتاحة بشأن تطوير صناعات الطاقة الجديدة وغيرها من المجالات في دول الأسواق الناشئة، وتحاول احتواء تنمية الدول الأخرى من خلال وسائل غير قانونية، وذلك من أجل خلق بيئة مواتية لفرض قيود تجارية مختلفة ضد الصين، وذلك باستخدام ذريعة “منع القدرة الفائضة للصين من التأثير على السوق العالمية” لتنفيذ الحمائية. ولن تؤدي هذه الخطوة إلا إلى إعاقة التقدم التكنولوجي العالمي، والإضرار بمصالح المستهلكين العالميين، وإثارة مخاطر اقتصادية عالمية.
فمن ناحية، تتهم الدول الغربية الدعم الصناعي الصيني بالمنافسة غير العادلة على أساس الأسعار المنخفضة؛ ومن ناحية أخرى، فإنها تعتبر دعمها للصناعات عالية الجودة ضروري؛ تتهم الدول الغربية المنتجات الصينية المشهورة بسبب مزاياها التكنولوجية والتكلفة، وهو ما يعتبر إغراقًا؛ ومن ناحية أخرى، فإنهم تعتبر شعبية منتجاتها المتفوقة في السوق الدولية نتيجة التجارة الحرة؛ تعتبر الدول الغربية أزمة تغير المناخ العالمي الحالية ترجع إلى عدم كفاية القدرة على إنتاج الطاقة الجديدة؛ ومن ناحية أخرى، تتهم الصين بـ “القدرة افائضة” في مجال الطاقة الجديدة، وأعتقد أن كل ذلك يعكس المفاهيم المذعورة والعقلية الأنانية للدول الغربية.
وفي هذا الصدد، قد حذر خبراء من العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة من أن اتخاذ إجراءات الحماية التجارية لاحتواء مزايا الصين في صناعة الطاقة الجديدة وغيرها من المجالات لن يؤدي إلى تعطيل استقرار سلسلة التوريد العالمية لصناعة السيارات والإضرار بمصالح الشركات والمستهلكين فقط، بل يؤدي إلى التأثيرات السلبية أيضاً للتحول الأخضر الذي تشهده الدول الغربية، والصورة الشاملة للتعاون العالمي بشأن مكافحة تغير المناخ. وفي مجالات السيارات الكهربائية والخلايا الشمسية، توفر الصين تكنولوجيا خضراء عالية الجودة بتكلفة منخفضة، في حين أن الضغوط التي يبذلها الساسة الغربيون لتقييد الصين هي لأغراض سياسية بحتة ولا معنى لها من منظور اقتصدي.
رداً على إصرار المفوضية الأوروبية مؤخراً على فرض رسوم جمركية إضافية على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، واصلت الأوساط الاجتماعية في أوروبا التعبير عن معارضتها، معتقدة أن هذه الخطوة لا تضر بمصالح المستهلكين في الاتحاد الأوروبي فحسب، بل تعيق أيضاً التحول الأخضر للدول الأوروبية، والتعاون الاقتصادي والتجاري بين الاتحاد الأوروبي والصين، ودعت الاتحاد الأوروبي إلى ترك اتخاذ سياسات المنافسة غير العقلانية. ومن الأفضل للاتحاد الأوروبي التركيز على تحسين القدرة التنافسية لصناعة السيارات، وتعزيز التعاون مع الصين، ودفع التحول الأخضر والتنمية المستدامة من خلال تشجيع الاستثمارات.