10:02 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

تقرير شفا : “قرية مردة” حصار مستمر وتضييق خانق

تقرير شفا : "قرية مردة" حصار مستمر وتضييق الخانق

شفا – خاص – قسام سمري، تقع قرية مردة في محافظة سلفيت، وهي إحدى القرى الفلسطينية التي تعاني من وطأة الاستيطان الإسرائيلي بشكل مباشر. تحيط بهذه القرية مستوطنة “أريئيل”، وهي واحدة من أكبر المستوطنات في الضفة الغربية، والتي تفرض واقعاً مريراً على أهالي القرية.

وتعتبر مردة من القرى العريقة في فلسطين، حيث يعود تاريخها إلى مئات السنين. يبلغ عدد سكانها حوالي 2,375 نسمة حسب التعداد العام للسكان عام 2017.، ، حيث تشتهر القرية بزراعة الزيتون والمحاصيل الأخرى.

ومنذ سنوات، يعاني سكان مردة من صعوبات جمة بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر المستوطنة المحيطة بهم. الوضع الأكثر تأزماً يكمن في إغلاق المدخل الرئيسي للقرية، والذي يعتبر شريان الحياة للسكان. هذا الإغلاق القسري يمنع الأهالي من الخروج والدخول إلى قريتهم بحرية، مما يعرقل حركة الحياة اليومية ويزيد من معاناتهم.

وإغلاق المدخل الرئيسي للقرية أثر بشكل كبير على سكان مردة. الوصول إلى المستشفيات، المدارس، والأسواق أصبح مهمة شاقة تتطلب وقتاً أطول وجهوداً أكبر. بالإضافة إلى ذلك، يعاني المزارعون من صعوبة الوصول إلى أراضيهم الزراعية، مما يهدد مصدر رزقهم الأساسي. هذا الإغلاق المتعمد يهدف إلى ترهيب السكان وجعل حياتهم أكثر صعوبة لدفعهم إلى الرحيل عن قريتهم.

مستوطنة “أريئيل”، التي تحاصر القرية، تشكل تهديداً وجودياً لأهالي مردة. يتمدد البناء الاستيطاني بشكل مستمر، مما يضيق الخناق على القرية. إضافةً إلى ذلك، يشهد السكان اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، مثل قطع أشجار الزيتون وسرقة المحاصيل، مما يزيد من حجم المعاناة.

وبالرغم من صمود أهالي مردة، إلا أن أصواتهم لم تجد صدى كافياً على المستوى الدولي. يتواصل الأهالي مع مؤسسات حقوق الإنسان لرفع الظلم عنهم، لكن الاحتلال الإسرائيلي يستمر في سياسته التعسفية بدون رادع حقيقي. المنظمات الدولية نددت مراراً بإجراءات الاحتلال، إلا أن هذا لم يترجم إلى خطوات فعلية ترفع المعاناة عن سكان القرية.

قرية مردة تعيش في ظل حصار خانق فرضته عليها مستوطنة “أريئيل”، في محاولة لتهجير سكانها عبر التضييق على حياتهم اليومية. إلا أن أهالي القرية، وكغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني، يواصلون الصمود والتمسك بأرضهم وتراثهم، مؤمنين بأن العدالة ستتحقق يوماً ما، وأن حقهم في العيش بكرامة على أرضهم لن يسلبه أي احتلال.

شاهد أيضاً

غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر بعد …