شفا – وجه أعضاء الفريق الإسرائيلي المفاوض في محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس، انتقادات حادة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، واتهموه بأنه يتعمد إطلاق تصريحات لإفشال المفاوضات.
جاء ذلك بحسب ما أفادت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”)؛ ونقلت القناة عن مسؤولين في الفريق المفاوض إن “تصريحات نتنياهو تهدف إلى تفجير المفاوضات. لا يوجد تفسير آخر”.
وأضافوا “رئيس الحكومة يعرف أننا في فترة حرجة نعمل فيها على إيجاد حلول لمسألة محور فيلادلفيا ونتساريم قبل جولة المحادثات المقبلة، وهو يعرف أن هناك تقدمًا، رغم ذلك يصدر تصريحات تتعارض مع ما تم الاتفاق عليه مع الوسطاء”.
ووفقًا لمصدر مطلع على تفاصيل اللقاء الذي جمع نتنياهو مع عائلات أسرى في غزة وذوي جنود قتلوا في غزة، قال نتنياهو إن “إسرائيل لن تخرج بأي حال من الأحوال من محور فيلادلفيا وممر نتساريم، رغم الضغوط الكبيرة”.
وفي رد على الانتقادات، نقلت “كان 11” عن مقربين من نتنياهو قولهم إن “من لا يعجبه الطريقة التي يدير بها رئيس الحكومة المفاوضات، فهو مدعو للقيام والمغادرة”.
وعلى الرغم من التوتر الكبير بين الأطراف، قالت مصادر في فريق المفاوضات إنه لا يوجد أي نية لدى أعضاء فريق المفاوضات المكون من رؤساء الأجهزة الأمنية، للتخلي عن مناصبهم “في هذه المرحلة الحرجة من المفاوضات”.
وانتقد مسؤول أميركي رفيع، تصريحات نتنياهو حول استمرار سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، معتبرا أنها “متشددة”، وأكد أنها لا تساعد في التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس.
وقال المسؤول الكبير الذي يرافق وزير الخارجية أنتوني بلينكن في جولته بالشرق الأوسط، في تصريحات لوكالة “فرانس برس” طالبا عدم كشف هويته، إن “تصريحات متشددة كهذه ليست بناءة للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار”.
وأشار إلى أن تصريحات كهذه تشكّل بالتأكيد خطرا على “إمكان المضي قدما في المحادثات (متى) اتّفق الطرفان على مقترح انتقالي”؛ وأضاف “ستجرى محادثات إضافية بشأن التفاصيل التقنية”، وتوقّع أن “تستمر العملية في هذا الأسبوع”.
وقال المسؤول إن بلينكن متمسّك بما صرّح به الإثنين بشأن موافقة نتنياهو على “خطة تسوية” أميركية لسد الفجوات في ما يتّصل بالمقترح الذي أعلنه بايدن في 31 أيار/ مايو والمتعلق بوقف إطلاق النار في غزة.
“شكوك تحوم حول انعقاد جولة المحادثات في القاهرة”
بدورها، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن اللواء نيتسان ألون، المكلف من قبل الجيش بملف المفاوضات، لم ينضم إلى الوفد الإسرائيلي الذي أجرى محادثات في القاهرة خلال اليومين الماضيين.
وبرر ألون ذلك بـ”عدم وجود جدوى في ظل عدم مرونة نتنياهو بشأن قضية محور فيلادلفيا وممر نتساريم”. وقال في الغرف المغلقة: “إذا لم يكن هناك مرونة في هذه القضية الأساسية، فلا جدوى من الذهاب إلى مصر”.
كما كشفت القناة 13 أنه في إحدى المداولات الأخيرة حول ملف الرهائن، قارن نتنياهو بين المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس والمفاوضات مع الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية (الهستدروت).
وقال نتنياهو في معرض انتقاده للمفاوضين: “أنا أعرف كيف أدير المفاوضات، فقد قمت بذلك مع اتحاد العمال”. ورد عليه كبار المسؤولين الأمنيين: “قد يكون هناك وقت للتفاوض مع اتحاد العمال، لكن هنا لا يوجد وقت. كل يوم تموت رهينة”.
ورجحت القناة 13 أن يتم إرجاء جولة المحادثات المقررة في نهاية الأسبوع الجاري في القاهرة بمشاركة رئيس الموساد، دافيد برنياع، إلى حين “حدوث تقدم في المحادثات”، وأفادت بأنه “حتى الآن، لا يوجد تقدم يبرر عقد قمة من هذا القبيل”.