“غزة، بين صمود الشعب وإحباط المفاوضات”، بقلم : م. غسان جابر

“غزة، بين صمود الشعب وإحباط المفاوضات”، بقلم : م. غسان جابر

في ظل تعقيد المفاوضات بين حماس وإسرائيل، يواصل سكان قطاع غزة معاناتهم في ظل واقع إنساني صعب ومرير. فعلى الرغم من المساعي المتكررة لإنهاء الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من عقد، إلا أن الواقع الحياتي للسكان لا يزال يعاني من آثاره الخانقة.

فتحليل المفاوضات السابقة كشف عن تشابك القضايا الجوهرية التي تعيق التوصل لاتفاق بين الجانبين.
فقضية محور فيلادلفيا كانت السبب الرئيسي لانهيار المفاوضات الأخيرة، حيث ترفض حماس الوجود العسكري الإسرائيلي الكامل في المنطقة. كما أن هناك عدة قضايا أخرى يمكن أن تؤدي إلى انفجار المفاوضات مستقبلاً، مثل الوجود العسكري، نوع الهدنة، والعمليات العسكرية.

ولا تقتصر التحديات على الجانب السياسي فحسب، بل تمتد لتشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. فالبطالة المرتفعة والفقر المدقع وانقطاع الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والرعاية الصحية تشكل معاناة يومية لأهالي غزة.
وهنا تبرز أهمية القضايا الاقتصادية كالتنمية الاقتصادية في غزة، والمقاطعة الاقتصادية ضد إسرائيل، والأضرار الاقتصادية والتي يمكن أن تؤثر على توازن القوى في المفاوضات.

ومع هذا الواقع المعقد، تبرز مشاهد الصمود والتحدي من قبل الشعب الفلسطيني في غزة.

فعلى الرغم من المحن والصعوبات التي يواجهونها، إلا أنهم يواصلون النضال من أجل تحقيق الكرامة والحرية. ويتجلى هذا الصمود في مختلف مناحي الحياة، سواء في المجال الاقتصادي عبر تطوير مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر، أو في المجال الاجتماعي من خلال المبادرات التطوعية لدعم الأسر المحتاجة.

وفي ظل هذا الصمود، تبرز أهمية الدعم الدولي والعربي لتعزيز قدرة سكان غزة على مواجهة التحديات.
فالاستثمار في مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب تخفيف القيود المفروضة على حركة السلع والأفراد، سيسهم في تخفيف معاناتهم وتمكينهم من البناء على قدراتهم الذاتية.

وبالنهاية، فإن صمود أهالي غزة في وجه الإحباط والتحديات الراهنة يعكس عزيمة الشعب الفلسطيني وإصراره على تحقيق الحرية والعدالة.

وهذا الصمود يشكل رسالة قوية للمجتمع الدولي بضرورة العمل الجاد لإنهاء هذا الواقع المأساوي وتحقيق تطلعات شعب فلسطين إلى حياة كريمة.