شفا – أدانت اللجنة الوطنية الفلسطينية للتراث المادي وغير المادي قرارات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة أراضٍ من الموقع الأثري في سبسطية.
جاء ذلك عقب اجتماعها الثاني الذي عقدته اليوم الأربعاء، في بلدة سبسطية شمال غرب نابلس، برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس اللجنة علي زيدان أبو زهري، في موقع سبسطية الأثري المدرج على القائمة التمهيدية للتراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” منذ عام 2012.
وقال أبو زهري: “إن وجودنا اليوم يعكس التزامنا السياسي والوطني، ويعبر عن رسالة تضامن واحتجاج على قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشأن مصادرة أجزاء من الموقع الأثري لسبسطية، واحتجاجاً على صدور قرار مشروع قانون بتوسيع صلاحيات سلطة الآثار التابعة للاحتلال إلى مواقع الضفة الغربية، وندين هذه القرارات والإجراءات التي تُعتبر انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية واتفاقيات حماية التراث الثقافي بما في ذلك بروتوكول لاهاي الأول لعام 1954 واتفاقية اليونسكو لعام 1972، وتهديداً للتراث الحضاري والثقافي في فلسطين، إذ إن تحويل هذا الموقع إلى منطقة جذب سياحي إسرائيلية يمثل محاولة لطمس الهوية الثقافية الفلسطينية، ويعزز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع التأكيد على مسؤولياتنا تجاه مقدراتنا التراثية المنتهكة”.
وأشار أبو زهري إلى أهمية حشد جهود مؤسساتنا الوطنية لحماية تاريخ فلسطين وتراثها وصونهما، وتحقيق الأهداف الوطنية والسياسية ذات الصلة، والتعاون الفعّال مع مؤسسات المجتمع المدني والأكاديميين والمختصين، إلى جانب مؤسسات القطاع العام، للتصدي للتحديات السياسية والثقافية التي تحيط بالتراث الفلسطيني، مؤكدا ضرورة الخروج بتوصيات تمهد الطريق لهذه اللجنة نحو خطى فعالة تصون وتحفظ ذاكرتنا التاريخية وتراثنا الأبدي في ضوء التحديات التي تواجهنا، وخاصة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على تراثنا الثقافي في قطاع غزة والضفة الغربية.
من جانبه، قال محافظ نابلس غسان دغلس إن حضورنا اليوم هو رسالة لتعزيز وجودنا وأحقيتنا في هذه المنطقة وهذا المكان الأثري، ويجب أن تكون صرختنا مستمرة لحماية هذا الموقع التاريخي من السرقة، واستيلاء الاحتلال على تراثنا، وإيصال رسالة إلى كل العالم بأننا أصحاب هذه الأرض وهذا التاريخ لنا، كما أن هدفنا اليوم بالاجتماع في هذا الموقع، هو دعم صمود البلدة وأهلها وتعزيز وجودهم، حيث تتعرض لعدوان مستمر، في إطار الحفاظ على هذا الموروث الثقافي والتاريخي.
واستعرض رئيس بلدية سبسطية محمد العازم، الانتهاكات التي تتعرض لها البلدة، والمتعلقة بمصادرة الأراضي وشق الطرق الالتفافية واعتداءات المستعمرين المستمرة، وسرقة أراضيها.
كما استعرضت جهات الاختصاص التقدم في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لحماية التراث المادي وغير المادي، ومناقشة التحديات الحالية التي تواجه الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وسبل معالجتها، وترويج التراث الفلسطيني على المستويين المحلي والدولي، ووضع خطط للتعاون مع المنظمات الدولية المختصة في مجال التراث الثقافي.
وأكد أعضاء اللجنة أهمية تكاتف الجهود الوطنية لحماية التراث الفلسطيني من التهديدات المستمرة، مع الإشارة إلى دور اللجنة في صياغة السياسات والمبادرات التي تعزز حماية التراث الوطني وصونه، وأهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني للأجيال المقبلة.
وأكدوا ضرورة التركيز على ما تتعرض له المقدرات الثقافية من آثار العدوان والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى جانب الأماكن المستهدفة بالاستعمار في الضفة الغربية بما فيها القدس.
وناقش الاجتماع عرض وزارة الثقافة بإدراج عناصر التراث الثقافي على قائمة العناصر الثقافية والمواقع، لتسجيلها على القائمة النهائية للتراث في العالم الإسلامي ومنها النول “البسط”، والكوفية، والدبس الخليلي، وعناصر التراث غير المادي، ومناقشة الملفات العربية المشتركة، بالإضافة إلى عرض وزارة السياحة والآثار، بما يتعلق بالتراث المادي بالواقع الراهن حول إدراج ملف تل أم عامر في غزة، وقصر هشام في أريحا، ومقترحات لجنة إعمار الخليل حول مآذن الحرم الإبراهيمي، ومقترح وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بإدراج كعك القدس على لائحة التراث غير المادي، كما استعرضت اللجنة فيلما حول موقع سبسطية والمخاطر والانتهاكات التي يتعرض لها.
وجاء الاجتماع متابعة لقرار الرئيس محمود عباس رقم (36) لسنة 2023، بتأسيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتراث المادي وغير المادي، بحضور أعضائها السفير عمر عوض الله عن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بصفته مقررا للاجتماع، ووزير السياحة والآثار هاني الحايك، ووزير الحكم المحلي سامي حجاوي، ووزير شؤون القدس أشرف الأعور، ووزير الثقافة عماد حمدان، ورئيسة سلطة جودة البيئة نسرين التميمي، ورئيس المكتبة الوطنية الوزير عيسى قراقع، وممثل دولة فلسطين في المجالس التنفيذية لمنظمتي “الإيسسيكو” و”الألكسو” دوّاس دوّاس، ومندوب دولة فلسطين لدى “اليونسكو” منير أنسطاس، ووكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حسام أبو الرب، ووكيل وزارة التربية والتعليم نافع عساف، وأعضاء اللجنة الوطنية صلاح الهودلي، وهاني نور الدين، وشذى صافي، وأمل أبو الهوا، وزياد جابر، ورائد الدبعي، وشروق أبو لبن، وإيمان السقا، وجمال سالم.