خطاب نتنياهو في الكونغرس انتصار للخطاب الفاشي وفشل في تحقيق الأهداف، بقلم : م. غسان جابر
إن خطاب بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي كان مثيرًا للجدل والانتقادات على نطاق واسع. فقد اتسم الخطاب بالعدائية والتطرف، حيث حاول نتنياهو استغلال المنبر الأمريكي لتمرير أجندته السياسية والاستعمارية على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة.
بل إن الخطاب تضمن تصريحات تحريضية ومشاهد فاشية بامتياز، مما يجعل من الضروري إعادة تقييم هذا الخطاب وانعكاساته المؤلمة على مستقبل القضية الفلسطينية.
في خطابه، ركز النتنياهو على رفض حل الدولتين والتنصل من أي التزامات إسرائيلية تجاه عملية السلام. فقد اعتبر أن القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل، ورفض الاعتراف بالمحكمة الجنائية الدولية، معتبرًا إياها محاولة لتقييد إسرائيل.
واستخدم في خطابه أساليب خطابية فاشية، حيث شبه أحداث 7 أكتوبر باعتداءات 11 سبتمبر، واصفًا الفلسطينيين بأنهم همج يواجهون الحضارة الإسرائيلية.
لقد قوبل خطاب نتنياهو بحفاوة لدى بعض أعضاء الكونغرس، لكنه في الوقت ذاته واجه رفضًا وانتقادات شديدة من قبل آخرين.
كما شهدت الساحة الخارجية ردود فعل متباينة، فقد أثار انتقادات واسعة في المجتمع الدولي، بينما لاقى ترحيبًا من بعض الأنظمة العربية المتحالفة مع إسرائيل.
وعلى الصعيد الفلسطيني، فقد وجد الخطاب رفضًا قاطعًا من قبل السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية.
يمكن تقييم خطاب نتنياهو على أنه فشل ذريع في تحقيق الأهداف المرجوة منه.
فبدلاً من تعزيز الدعم الدولي لإسرائيل، زاد من العزلة السياسية والدبلوماسية لها.
كما أنه عمّق الانقسام والجدل داخل الساحة الأمريكية، وأضر بجهود السلام المرتبطة بحل الدولتين. في مقابل ذلك، يجب على القيادة الفلسطينية و الفصائل أن تستغل هذه الفرصة لتوحيد الصف الوطني، وتعزيز التحالفات الدولية لنصرة قضيتها العادلة.
كما على الفصائل الفلسطينية أن تركز على الحفاظ على الثوابت الوطنية وعدم التنازل عنها في أي مفاوضات مستقبلية.
إن خطاب نتنياهو كان انتصارًا للخطاب الفاشي والعنصري، لكنه في الوقت ذاته كان فشلاً ذريعًا في تحقيق الأهداف السياسية المرجوة.
وعلى الفلسطينيين من خلال الفصائل الفلسطينية أن يستفيدوا من هذه الفرصة لبناء استراتيجية وطنية موحدة وترجمة قرارات بكين على أرض الواقع لتعزز من صمودهم وتقوي موقفهم الدولي.