لا يمكن لهذا الكون أن يتوازن أو يستقيم .. إلا إذا حصل كل من الطرفين القائمين على شؤونه وإدارته على كافة حقوقهما .. وأداء واجباتهما بإخلاص ووفاء.. المرأة تريد من رجلها أمورا كثيرة .. لكنها لا يمكنها أن تجدها كلها مجتمعة في رجل واحد .. لهذا تشعر بالنقص وبالفضول لمعرفة ما لدى الأخريات .. الرجل يريد من امرأته أمورا عديدة .. ولهذا فهو يبحث كثيرا حتى يجد امرأة تحمل معظم تلك المواصفات .. ولكن حين لا يجد كل ما يبحث عنه في امرأته .. فإنه يبدأ ببث النظرات والعيون على كل المخلوقات الأنثوية التي تتزاحم في الأماكن العامة والخاصة … ولكن ما الذي يريده الرجل في امرأته ..؟؟ وما الذي تريده المرأة في رجلها ..؟؟ هنا
لا يمكن أن نطرح نظرية واحدة .. مفادها أن النساء أو الرجال .. هم عبارة عن مجموعات من الأرقام التي نجمعها معا .. أو نطرحها من بعضها البعض .. أو نقوم معها بكل العمليات الحسابية .. لينتج لدينا جواب واحد .. يمكنه أن يعمم على الجميع .. فالنساء والرجال ليسوا مجموعة من الآليات التي يمكننا أن نتحكم فيها بالأجهزة اللاسلكية .. أو الأزرار المثبتة على الحائط .. إنهم كائنات حية .. من لحم ودم ومجموعة كبيرة من الأعصاب الخاصة بالأحاسيس والمشاعر .. والتي لا يمكن لأي جهاز آلي أو الكتروني أن يقيس مدى دقته أو مدى احتماله لما يمر به من أحداث .. ولا يمكن أن نعمم تجربة رجل ما وامرأة ما على جميع الرجال والنساء في هذا الكون .. فكل رجل له سماته الشخصية التي يختلف بها عن الآخرين .. وكذلك النساء
لكل منهن شخصيتها المنفردة وربما المتميزة عن بقية النساء .. ولا يمكن لمطالب هذا الرجل أن تكون مماثلة أو مطابقة تماما لمطالب الرجال الآخرين .. فالآخرون لهم أيضا مطالب ورغبات مختلفة .. تختلف من رجل لآخر .. ومن بيت لآخر .. ومن لغة لأخرى .. وكذلك النساء .. مطالب كل واحدة منهن .. وإن كانت تتشابه في بعض الأمور العامة .. إلا أنها تختلف كثيرا في الأمور الشخصية والمشاعر والأحاسيس .. التي لا يمكن معرفة درجاتها بأي ترمومتر أو ميزان استشعاري .. إذا هذه هي الحياة الحقة .. حيث تكثر الاختلافات وتتراوح من امرأة لأخرى .. ومن رجل لآخر .. ولذا فنحن نرى في حياتنا الكثير من الخلافات الزوجية .. والتي تكون تجربة سيئة لبعض الأزواج .. بينما يكون الوضع معكوسا مع آخرين من الأزواج
حيث تمثل تلك الأسباب علامات جديدة لإحساسهم بالمودة والقرب أكثر .. وحينما يجتمع الرجال معا .. والنساء معا .. ويبدأون في طرح مشاكلهم الخاصة فيما بين مجتمعهم الخاص .. فإن الكثير من تلك الأمور تظهر للآخرين برؤى مختلفة عن الرؤية الأولى التي يراها أصحاب المشكلة .. فما يكون لهؤلاء مصيبة كبرى .. ربما يكون لغيرهم تجربة مثيرة وغريبة .. وما يكون لهؤلاء موقفا ممتعا وجميلا .. يمكن أن يكون للآخرين أمورا غير مقبولة أو مرغوبة في الحياة الزوجية بتاتا … المراد من كل ذلك .. هو أن النساء والرجال .. عليهم أن يجدوا دروبهم الخاصة بسعادتهم الحقة وحدهم .. وأن يقوموا بحل مشاكلهم الخاصة دون الالتفات إلى مشاكل الآخرين
من خلال التعمق أكثر في شريك الحياة الآخر .. ودراسته بشكل أفضل .. والتعمق في المطالب الخاصة بكل واحد منهما .. ومعرفة حجم التنازلات التي يجب أن تبذل من كلا الطرفين .. فهما وحدهما قادران على اتخاذ القرارات المصيرية بحياتهما .. ربما تكون تجارب الآخرين مفاتيح بسيطة لبعض الحلول .. لكنها ليست الحلول الكاملة .. ولا يمكنها أن تنطبق على الجميع بنفس المقياس .. فلا يوجد اثنان في الكون يحملان نفس البصمة أبدا.