الصين تلعب دورها البناء في حماية السلام في الشرق الأوسط، بقلم : تشو شيوان
شهدت قضية التحرير الفلسطينية لحظة تاريخية مهمة في بكين خلال هذه الأيام، حيث وقع 14 فصيلا فلسطينيا بشكل مشترك على ((إعلان بكين بشأن إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية)) من خلال حوار استغرق ثلاثة أيام. وأوضح الإعلان أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، كما توصل إلى توافق حول إدارة قطاع غزة بعد الحرب وتشكيل حكومة مصالحة وطنية موقتة.
يعتبر ذلك مصالحة تحققت بصعوبة وخطوة مهمة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، ويبث أملا ومستقبلا في نفوس الشعب الفلسطيني الذي يعاني كثيرا المشقات. وأعرب كل من رئيس وفد حركة فتح محمود العالول ورئيس وفد حركة حماس موسى أبو مرزوق في خطابيهما نيابة عن مختلف الفصائل الفلسطينية عن شكرهم للصين على دعمها الثابت وتفانيها في مساعدة فلسطين لمدة طويلة، كما قدما تقديرا عاليا لوقوف الصين مع فلسطين إلى جانب الحق والعدالة في المجتمع الدولي.
ربما بعض المحللين يشعرون بقلق حول قدرة الصين على تنفيذ الإعلان، حيث نعرف أن هناك خلافات بين الفصائل الفلسطينية منذ وقت طويل، وإنهاء الانقسام بشكل شامل يحتاج إلى وقت ومن المتوقع أن يحقق بشكل تدريجي، ونعترف بأن ذلك يواجه تحديات وصعوبات، ولكن على كل حال، أعتقد أن إعلان بكين يفتح صفحة جديدة للعلاقة بين الفصائل الفلسطينية وخاصة في ظل الوضع المتوتر المستمر في قطاع غزة.
ولا نجاهل القول إن الدور الصيني في منطقة الشرق الأوسط قد أصبح أكبر وأكبر، حيث نجحت الصين في تحقيق الوساطة بين السعودية وإيران في مارس العام الماضي، مما يقدم نموذجا لتحسين العلاقات بين الدول الأخرى في المنطقة. تعد منطقة الشرق الأوسط أحد أكثر المناطق تعقيدًا من الناحية الجيوسياسية في العالم. لقد دعمت الصين دائما شعوب الشرق الأوسط في استكشاف مسارات التنمية بشكل مستقل، ودعمت دول الشرق الأوسط في التعاون لحل قضايا الأمن الإقليمي.
نعرف أن الصين قد طرحت مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، ودائما تسعى إلى حماية السلام والتنمية والاستقرار والازدهار في العالم، فشهدنا تحسين العلاقات بين السعودية وإيران، وشهدنا المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وربما سنشهد تخفيف التوترات بين روسيا وأوكرانيا، حيث قام وزير الخارجية الأوكراني بالزيارة إلى الصين خلال هذه الأيام أيضا، فنحن متفائلون بأن الصين ستلعب دورها البناء بشكل أكبر في حماية السلام في العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.