7:14 صباحًا / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

بيان صادر عن المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي بالذكرى 57 لانطلاقتها المجيدة

شفا – أكدت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في الذكرى 57 للانطلاقة التي تصادف غداً الاثنين ، أنه وفي ظل هذه الظروف والتحديات المصيرية المحدقة بشعبنا وقضيتنا الوطنية، علينا بذل مزيد من الجهود وتعزيز الإرادة للاستجابة لضرورات إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الداخلية، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، بموجب رؤية برنامجية كفاحية وطنية جامعة، توحد مركز القرار الوطني، وتنهي حالة التشتت والتشرذم، وتكرس القرار الوطني المستقل، وتغلق الأبواب أمام كل مظاهر العبث بالمرجعية الوطنية، تحت أي عنوان كان، واسقاط كل الأوهام الرامية الى خلق بدائل أو أطر موازية، والحفاظ على منجزاتنا الوطنية التاريخية التي تحققت بالنضال وبالدماء.


وتابعت في خضم اللحظة التاريخية والفارقة التي تمر بها قضية شعبنا، والتي في ظلالها تحيي جبهة النضال الشعبي الفلسطيني الذكرى الـ57 لانطلاقتها المجيدة، نؤكد أن المهمة الأساسية اليوم بمواجهة كافة المخططات والمشاريع الاحتلالية وكافة الأوهام الأمريكية في اطار تقويض المنجزات الوطنية وفرض وقائع جديدة على الأرض تنفيذاً لسياسات وإجراءات حكومة الاحتلال العنصرية والفاشية بقيادة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ومن معه من أقطاب الائتلاف اليمني الفاشي، إلى جانب مهمة الدفاع عن شعبنا، بكل ما يلزم في التصدي للحرب الهمجية وللإبادة الجماعية وكل فصول العدوان والغطرسة الاسرائيلية، وكسر الحصار عن قطاع غزة المستباح، وإمداده بكل ما يلزم لإنهاء حالة الجوع والعطش والموت البطيء، في ظل انهيار المنظومة الصحية، وتوفير الشروط الملائمة لتقديم المآوي للنازحين في أماكن سكناهم، وكسر مشروع التهجير القسري، والتمسك والتأكيد على ضرورة ضمان إعادة إعمار ما دمره العدوان الهمجي، لتستعيد الحياة دورتها في قطاع غزة، صامداً وموحداً، وافشال كل مخططات فصله عن الضفة الغربية لقطع الطريق أمام إقامة الدولة الفلسطينية.


وقالت الجبهة نرفض وبشدة ثمن تحويل جزء من حقوقنا المالية المسلوبة مقابل شرعنة الاستيطان ومصادرة الأراضي والضم الفعلي والتدريجي، فكم من الوقت يحتاج الوزير الإرهابي سيموترتيش وعصابته من الفريق الحاكم في “إسرائيل” لابتلاع الضفة الغربية بالكامل، وإنهاء الكيانية الفلسطينية، وكل هذه الإجراءات المعادية والمستفزة تتم بالتوافق المفضوح مع الإدارة الأمريكية، وصمت البعض الأوروبي ومباركته، إن لم يكن مشاركته، في حين النظام الرسمي العربي يقف عاجزاً عن تنفيذ قرارات القمة العربية الأخيرة ومضافاً عن العجز عن اتخاذ أي موقف، وانخراط البعض منها في مشاريع بعضها لخلق أطر بديلة أو موازية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومحاولات الوصاية البائسة والنيل من القرار الوطني المستقل، والبعض الآخر لتكريس فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والإعلان عن الانضمام لأية صيغة لليوم التالي لمستقبل قطاع غزة يكون طرفاً فيها، بديلاً عن الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وولايته الجغرافية والسياسية على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الرابع من حزيران 1967 بما فيها القدس الشرقية.


مؤكدة أننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، نؤكد على ضرورة إعلان حالة التعبئة الوطنية بين جماهير شعبنا وقواه السياسية والمجتمعية استناداً إلى خطة وطنية شاملة لمواجهة كل التحديات، والتي من شأنها أن تستنهض الإرادات السياسة في مواجهة الاحتلال، والتوقف عن سياسة الانتظار لصالح المواجهة الشاملة، والمبادرة إلى تأطير القيادات الوطنية الميدانية الموحدة التي يشارك فيها الكل الوطني، وتحمل المسؤولية بالحرص والعمل على حماية الوحدة الوطنية وتعزيزها متجاوزين حالة الانقسام البغيض الذي أضر بالحركة الوطنية الفلسطينية وقدرتها على تصعيد المقاومة الشعبية وتحويلها إلى انتفاضة شعبية شاملة، وتعزيز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال وسياساته وإجراءاته، مع تأكيدنا على ضرورة توفير كافة متطلبات الصمود، واستنهاض الحالة الجماهيرية في التصدي لممارسات الاحتلال وما يخطط له لفرض ما يسمى بسياسة الضم ومصادرة الأراضي وبناء البؤر الاستيطانية والتوسع الاستعماري لأسرلة الأرض الفلسطينية.


مشيرة لأهمية وضع رؤية سياسية موحدة لمواجهة الإجراءات الأحادية الجانب التي تقوم بها حكومة الاحتلال، والتي تلغي كل الاتفاقيات الانتقالية، وعلينا أن لا نبقى الطرف الوحيد الملتزم بهذه الاتفاقيات، في الوقت الذي يتنصل الاحتلال منها، ومن هنا نطالب بدراسة الخطوات العملية الملموسة التي تحافظ على الكيانية السياسية الفلسطينية، وتستفيد من الزخم الدولي المتصاعد الداعم والمؤيد للحق الفلسطيني، سواء بالاعترافات الثنائية أم بالأمم المتحدة، أو بالمحاكم الدولية، وعلينا أن نعزز هذه الإنجازات ونعمقها وننتقل بها، لنبني على هذا الزخم وهذه الاعترافات بالذهاب لخطوة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية المعترف بها طبقاً لقرارات الشرعية الدولية، وأن نخوض معركة تجسيد الدولة بمؤسساتها الدستورية بإعلان دستوري يحدد هوية الدولة وطابعها التعددي الديمقراطي، ويحّول المجلس المركزي لبرلمان مؤقت لهذه الدولة، وأن نصوغ وحدتنا الوطنية على قاعدة المحددات السياسية التي رسمها برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وإنهاء الانقسام، والشراكة السياسية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.


وتابعت إن إحياء ذكرى الانطلاقة المجيدة للجبهة، تضع على عاتقنا مهام كفاحية جديدة على الصعيدين السياسي والاجتماعي حتى نستطيع الحفاظ على ماضٍ عريق تحملنا فيه مسؤوليات جسام في الحفاظ على المسيرة النضالية لشعبنا، ومستقبل واعد نجسّد فيه آمال وتطلعات شعبنا المشروعة في التحرر والاستقلال والعودة، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، دولةً مدنية وديمقراطية تضمن التعددية السياسية، واستقلال القضاء وتشيّد ركائز المجتمع المدني، وتصان فيها الحقوق لكل شرائح ومكونات المجتمع الفلسطيني.


واختتمت بهذه الذكرى الخالدة، نجدد العهد والوفاء لتضحيات شعبنا وللشهداء وللأسرى الأبطال والقادة العظام الذين أسسوا وكرسوا حياتهم النضالية وفي مقدمتهم القائد المؤسس الخالد فينا الرفيق د. سمير غوشة، وكل الشهداء الذين قدموا دمائهم في سبيل الحرية الناجزة، ونعاهد الشهداء والأسرى، ونعاهد شعبنا العظيم في كل مكان أن تبقى رايات النضال عالية، وأن نستمر في هذه المسيرة نحو دحر الاحتلال وتحقيق أهدافنا الوطنية وفي المقدمة حق شعبنا في تقرير مصيره وفي بناء دولته المستقلة، وبناء أسس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وترسيخ هويتنا الوطنية الحضارية والتقدمية، لتبقى جبهة النضال الشعبي الفلسطيني رائدة الحركة الاشتراكية واليسار الاجتماعي تعزيزاً للأسس والمبادئ والقيم التي قامت عليها منذ الشرارة الأولى لانطلاقتها.

شاهد أيضاً

"التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن" بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات …