6:43 صباحًا / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

“عناق مجاني” في وسط بيروت

"عناق مجاني" في وسط بيروت

شفا -“عناق مجاني” هو عنوان اللافتة الكرتونية التي حملتها الشابة اللبنانية ناتاشا في شارع الحمراء بوسط بيروت في حملة تدعو إلى الحب ونبذ الطائفية والتفرقة اللبنانية.

ويقف إلى جانبها شربل ابن الثلاثة والثلاثين عاماً، يحمل بخجل وابتسامة مضطربة لافتة مشابهة، راصداً ردود أفعال روّاد الشارع الشهير قبل إيقافهم لاحتضانهم.

الفكرة المستوحاة من أوروبا تثير استغراب المارة فيقول شربل” الكل يسأل عن السبب ما إن يتم إيقافهم لاحتضانهم وتكون الإجابة بدافع الحب، نوضح لهم أننا جميعاً بحاجة إلى العناق، وسط أيامنا الحزينة، والانقسام الطائفي»، وبعد مرور نصف ساعة من انتظاره وافقت خلالها فتاة واحدة على معانقته، وكانت الفتاة أجنبية.

ورصدت صحيفة “السفير” اللبنانية تلك المظاهرة الصغيرة المليئة بالحب والعناق حيث كانت ناتاشا تقفز ملوحة باللافتة الكرتونية في عيون المارة. وبلا أي إنذار مسبق، جاءتها سيدة أربعينية لتعانقها ثم استكملت سيرها مبتسمة.

ويُحاصر شربل بأسئلة المارة عندما يبادرهم من تلقاء نفسه، عارضاً عليهم “عناقا” سريعا، ليرفضوا ذلك بدافع الخجل وتحضر الأجهزة الخلوية على عادتها عند ظهور حدث غريب تصوّر للذكرى.

وفي شارع الحمراء ببيروت نرى بائعو الصحف والورود والمتسولون يفترشون الرصيف. وبائعو الحظ ينشدون بيع ورقة «يانصيب». أطفال بثياب رثة يقفون عند زجاج السيارات طلباً للمال ورجال أعمال بثياب أنيقة وربطات عنق، طلاب جامعات، سافرات، محجبات.

وفي الشارع الذي يحمل كل تلك التناقضات كانت المجموعة تسير وفق اتفاق مسبق جرى قبل أسبوع، يلوّح أفرادها بلافتات مرفوعة ووجوه مبتسمة دعوة للعناق لإزالة كل التفرقة والاختلاف .

ثمة من وافق بلا أي سؤال أو استفسار وثمة من رفض واستنكر وأستغرب.

فكرة العناق بدافع الحُب، «مجاناً» ربما تكبر مع اتساع رقعتها الجغرافية عندما يكتشف اللبنانيون أنهم قادرون على حبّ بعضهم البعض، بلا أي توجّس من طائفة الآخر.

شاهد أيضاً

"التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن" بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات …