أيهما سيحسم نتيجة الحرب؟ بقلم : بديعة النعيمي
يعتبر موقف الولايات المتحدة الأمريكية الداعم لدولة الاحتلال من الثوابت التي لا تتغير.
وهو مكمل لموقف بريطانيا. حيث تبلورت الفكرة الصهيونية في المخططات الاستعمارية البريطانية في الوقت الذي كانت فيه قوة (محمد علي) في مصر تتزايد.
فرأت بأنها لو استحدثت دولة يهودية في فلسطين فإنها ستمثل عنصرا أساسيا لمواجهة أية مخططات لتوحيد أي جزء من البلاد العربية وإجهاضها.
لذلك كان الموقف البريطاني ثابتا في دعم صهاينة الشتات، وظل ثابتا وداعما لها حتى بعدما بدأت العصابات الصهيونية بتنفيذ اغتيالات في صفوف ضباطها وجنودها على إثر استصدار الكتاب الأبيض عام ١٩٣٩ للحد من الهجرة اليهودية.
وبعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وولادة الدولة اليهودية، جاء الدور الأمريكي وإن كان هذا الدور من الثوابت الحاضرة دوما لهذه الدولة حتى من قبل قيامها وولادتها.
ولا زال موقف الولايات المتحدة الأمريكية ثابتا في تقديم الدعم الكامل لها إلى يومنا هذا. وقد تناولت ذلك في عدد من المقالات السابقة.
ولا أدل على ذلك من التصريحات التي خرج بها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “جو بايدن” ووزير خارجيته “أنتوني بلينكن” في بداية الحرب على غزة من دعم دولتهم لدولة الاحتلال سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي أو السياسي.
واليوم والحرب قد دخلت شهرها التاسع نجد أن الولايات المتحدة لا تتخلى عن ذيلها بالرغم مما ارتكبه من فظائع في قطاع غزة ومن قفزات متكررة من فوق أسيجة القوانين ومنظمات حقوق الإنسان والمحاكم الدولية بأنواعها.
وبالحضور الدائم للفيتو الأمريكي يغدو كل شيء سهل بالنسبة لدولة الاحتلال. بل ويعطيها الضوء الأخضر لارتكاب المزيد والمزيد من الانتهاكات والقتل باسم الدفاع عن النفس الذي ادعت الولايات المتحدة أنها تؤيده وأن “إسرائيل” من حقها أن تدافع عن نفسها!.
لكن هذا الثابت والمتمثل بالدعم الكامل لدولة الاحتلال من طرف الولايات المتحدة تحديدا يرتطم بثابت آخر وهو حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وداعميه ورفض ثوابتهم الظالمة.
والثابت الفلسطيني ليس وليد الساعة إنما هو قديم قدم اغتصاب الأرض. ولو عدنا إلى تاريخ الثورات الفلسطينية لوجدنا أنها انطلقت في عام ١٩٢٠ وامتدت إلى يومنا هذا.
فالمقاومة والثورات ثابت من ثوابت الشعب الفلسطيني التي لن يتنازل عنها حتى تحرير فلسطين غير منقوصة شبر واحد.
واليوم في غزة يتمثل هذا الثابت بالمقاومة الفلسطينية التي ومنذ السابع من أكتوبر/٢٠٢٣ أخذت على عاتقها ألا تتوقف حتى استعادة الحق الفلسطيني الذي يتعرض منذ أكثر من سبعة عقود للانتهاكات. كما تكفلت بإجهاض مخططات العدو التي من أخطرها هدم المسجد الأقصى بهدف بناء هيكلهم المزعوم مكانه.
وقد رأينا طوال أشهر الحرب أي الثوابت هو الأقوى والأعتى. صاحب الأرض التي يعرفها ويعرف تفاصيلها كما يعرف خطوط كفه أم شعوب شتات الأرض؟
وهنا فرضت المعركة رأيها فقد رأينا قوة المقاومة في الكمائن وعمليات القنص والأسر، وفي المقابل رأينا كيف يفر جنود العدو كالفئران من وجه نيران المقاومة.
حتى نجحت المقاومة في إدخال عدوها حرب استنزاف صعبة ستأخذهم إلى الهاوية.
وبعد هذا، فأي الثوابت هي الأقوى؟ وأيها سيحدث التغيير ويحسم نتيجة الحرب؟ وأيهما سيسقط خاصة وقد أضيفت محاور جديدة تفرض ثوابتها على العدو وتشترط إيقاف ضرباتها بوقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب؟