حول صعوبة امتحان اللغة العربية للثانوية العامة 2024: وجهة نظر مختص في القياس والتقويم التربوي ، بقلم : د. محمد طالب دبوس
مقدمة:
لقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال هذا اليوم بتعليقات وآراء متباينة حول امتحان اللغة العربية للثانوية العامة 2024، حيث عبر العديد من الطلبة وأولياء الأمور وحتى بعض المعلمين عن استيائهم من صعوبة الامتحان وعدم عدالته. ونظرًا لتخصصي في مجال القياس والتقويم التربوي، أود أن أشارككم وجهة نظري حول هذا الموضوع.
أهمية جدول مواصفات الاختبار:
قبل الخوض في تفاصيل الامتحان، أود التأكيد على أهمية خطوة أساسية في تصميم أي اختبار، خاصةً الاختبارات العامة مثل امتحان الثانوية العامة، وهي إعداد جدول مواصفات الاختبار. يهدف هذا الجدول إلى ضمان التوازن في الامتحان من خلال توزيع الأسئلة بشكل عادل على جميع الوحدات الدراسية حسب وزنها النسبي وأهميتها.
يتضمن جدول المواصفات تحديد عدد الأسئلة المخصصة لكل وحدة دراسية، ونوعية الأسئلة (تذكرية، تحليلية، تطبيقية، … إلخ)، وصعوبة الأسئلة. وبالتالي، يضمن هذا الجدول شمولية الامتحان لكل ما تم تدريسه للطلاب خلال العام الدراسي، ويمنع التركيز على وحدات محددة على حساب وحدات أخرى.
ملاحظات حول امتحان اللغة العربية:
للأسف، يبدو أن امتحان اللغة العربية للثانوية العامة 2024 لم يلتزم بشكل كامل بمبادئ** العدالة** والتوازن. فقد أفاد العديد من المعلمين المختصين بتدريس اللغة العربية أن الامتحان لم يتضمن أسئلة على وحدات دراسية مهمة (وان تضمن كان فقط فقرة واحدة من نوع الموضوعي) مثل :
سورة يوسف
رسالة إلى صديق قديم
رام الله – المدينة الذكية
القدس بوصلة ومجد
العالم الافتراضي
أنا وليلى
مرافعات أمام ضمير غائب
البومة في غرفة بعيدة
واضح انه لم يتم عمل جدول مواصفات للاختبار.
التأثير على الطلبة:
يُشكل غياب هذه الوحدات الدراسية عن الامتحان ظلمًا كبيرًا للطلاب الذين بذلوا جهدًا كبيرًا في دراستها. كما يُؤدّي ذلك إلى الشعور بالإحباط وفقدان الثقة بالنفس لدى الطلبة، خاصةً أولئك الذين تميزوا في هذه الوحدات.
التوصيات:
أدعو الجهات المسؤولة إلى مراجعة امتحان اللغة العربية بشكل دقيق وإعادة تقييم درجات الطلبة بما يتناسب مع صعوبة الامتحان وعدم عدالته. كما أوصي بإعادة النظر في آليات تصميم امتحانات اللغة العربية والامتحانات بشكل عام في المستقبل لضمان التوازن والعدالة لجميع الطلبة.
تساؤلات لواضع الأسئلة:
هل قمت بوضع جدول مواصفات عند إعدادك للأسئلة؟ وهل بالإمكان ان يتم عرض جدول المواصفات بعد الانتهاء من تأدية الامتحانات؟
هل اخذت بالاعتبار أن معظم المادة تم شرحها الكترونيا للطلبة؟
هل اخذت بالاعتبار الظروف النفسية السيئة التي يعيشها الشعب الفلسطيني؟
هل تم مراجعة الأسئلة من قبل لجنة لا سيما أن الامتحان هو امتحان توجيهي سيتحدد فيه مصير الطالب المستقبلي؟
ختامًا:
إنّ تعزيز الثقة بالنظام التعليمي يتطلب العدالة والموضوعية في تقييم الطلبة. ونأمل أن تُؤخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار في المستقبل لضمان حصول جميع الطلبة على فرص متساوية لإظهار قدراتهم وتحقيق أفضل النتائج.
ملاحظة:
أود أن أؤكد أن هذه مجرد وجهة نظر مختص في مجال القياس والتقويم التربوي، وقد تختلف آراء الآخرين حول هذا الموضوع.
- – د. محمد طالب دبوس – استاذ القياس والتقويم التربوي المشارك .