خطأ ميداني واحد ويشتعل الشرق الأوسط، بقلم : د. ناصر اللحام
لأول مرة تقف إسرائيل امام نفسها لتعرف حجمها الطبيعي ، من دون الولايات المتحدة ومن دون الغرب .
لأول مرة يعرف كل طرف وكل سلطة وكل نظام وكل تنظيم وكل زعيم وكل امير وكل حكومة الحجم الطبيعي لحضوره من دون نفخ ولا شفط ولا مستشارين ولا قنوات نفاق ولا ماكياج .
ولا داعي لاستطلاعات الرأي هذه الأيام أساسا . فاستطلاعات الرأي يتم عملها من اجل معرفة رأي الجمهور في حدث ما سوف يحدث لاحقا . اما وقد حدث كل شيء أصلا فلا داعي لاستطلاع الرأي ، فقد وقعت الواقعة وقد حدث ما حدث وعلى كل طرف ان يثبت صحة رأيه فيما حدث ووقع .
وفجأة سقطت الجغرافيا التقليدية ، وظهرت حدود جيوسياسية رسمتها مديات الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.
وصارت حدود فلسطين من الشمال حزب الله ومن الجنوب انصار الله في اليمن ومن الشرق العراق وايران ومن الغرب تونس والجزائر. فلا حرس حدود له قيمة ولا الاسلاك الشائكة وحقول الألغام لها أي اثر !
الأوضاع الميدانية تحتل عناوين الاخبار. ولا يوجد زعيم ولا محلل سياسي يتوقع ما قد يحدث , وانما هي سيناريوهات عدة قد يقع منها أي سيناريو في اية لحظة .
ومن بين هذه السيناريوهات يبقى اثنان ثابتان :
صفقة ووقف الحرب في غزة فتهدأ باقي الساحات .
او سيناريو نتانياهو وهو المزيد من المعارك والمزيد من الساحات تنضم الى الحرب وصولا الى ما وراء البحار .