حاخامات صهيونية نحو تحقيق الاحلام، محرقة الخيام “رفح ” ، بقلم : د. منى ابو حمدية
مما لا يدع مجالاً للشك اننا امام استمرارية حاقدة لابادة الشعب الفلسطيني مع سبق الاصرار والترصد ، هذه المجازر والمذابح بحق المدنيين تؤكد ان الاحتلال لازال يسعى نحو تحقيق حلم الحاخامات الصهيونية بمسح الشعب الفلسطيني عن الوجود لجلب الاستقرار والامان للكيان الصهيوني.
في هذا الوقت الذي اصبحت القضية الفلسطينية على مسمع ومرأى العالم و بالتزامن مع ثورة الجامعات الغربية في وجه امريكا والعالم وبات هذا الاخير يؤرق الحلم الصهيوني ، جاءت محرقة الخيام في رفح على ايدي الصهاينة والذين لا زالت ايديهم غارقة في الدم الفلسطيني لتؤكد على انها مستمرة في اعدام القضية الفلسطينية و شطب هوية الشعب الفلسطيني من العالم .
تلك المحرقة التي ابتلعت نيرانها خيام النازحين ، الملجأ الاخير لهم ولاطفالهم ونسائهم ، اخذت نيرانها تسحق و تلتهم اجسادهم و كل احلامهم بالعودة الى بيوتهم التي كانوا ينعمون بها بالامان ، اجساد متفحمة .. رؤوس فصلتها طائرات الصهاينة عن اجسادها .. اشلاء متناثرة … سيول من الدماء …
محرقة الخيام من رفح رسالة قوية من الادارة الامريكية و دولة الكيان للمحكمة الجنائية الدولية والى كل من ينادي بالانسانية بان هذه الرسالة مفادها بأن المحرقة ضد الفلسطينيين متواصلة وان القانون الدولي لن يثني دولة الاحتلال عن مساعيها بتحقيق حلمها الدموي .
قبل ايام في ٢٨-أيار عام ١٩٦٤م صادف ذكرى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيا و وحيدا للشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده ، لعل هذا ما يؤرق دولة الكيان والذي يسعى لنسف كل الجهود التي قد تبني الدولة الفلسطينية ومؤسساتها كي ينعم بالامان والاستقرار في المنطقة .
الشهر الماضي و من باريس اعلنها سموتريتش قائلاً : ” انه لا يوجد شعب اسمه الشعب الفلسطيني وان هذا بدعة اخترعها العرب لمحاربة الحركة اليهودية “
بهذا التصريح يمكن الجزم بأن مخططات الحاخامات الصهيونية لا زال قائما ولا زالت الصهيونية العنصرية تعمل جاهدة لتحقيق الحلم الصهيوني باختفاء الشعب الفلسطيني.
الفاشية الابادية مستمرة والتدمير الهمجي سيد المكان بالاضافة الى منظومة من التنكيلات التعسفية كمحاولات تركيع الشعب الفلسطيني واستنزاف طاقاته وخلق حقائق غير منطقية على الارض الى جانب تجريد السلطة الفلسطينية من الشرعية .
اما فيما يتعلق بالنواحي الإنسانيّة والإغاثة فالاحتلال يفتح نيرانه ويحارب كل من يغيث الشعب الفلسطيني، فقد صادق الكنيست الإسرائيلي يوم الاحد ٢٦-٥-٢٠٢٤م بالقراءة التمهيدية على مشروع لقطع العلاقات مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين ” الاونروا ” واعلانها منظمة ارهابية، تلك المنظمة الشاهدة على النكبة والتشريد والتي تعنى باللاجئين الفلسطينين.
كما وان هناك سياسة “المنع” التي تنتهجها دولة الكيان فقد منع الاحتلال من تنظيف وازالة الاف الاطنان من المتفجرات والغازات السامة واجبار الناس على الازدحام والاكتظاظ معلنها حربا بيولوجية وقاتلة .
بالاضافة الى منع الاحتلال من ادخال المساعدات الإغاثية والغذائية واغلاق جميع المعابر .
وفي الختام ، رغم كل ما حدث ويحدث فإن الشعب الفلسطيني سيفشل ذاك الحلم العنصري ، وسيبقى صامدا يجابه و يتحدى حتى نيل حريته من براثن الاحتلال وسينجح شعبنا بتحطيم كل المؤامرات التي قد حالت من استقلاليته وحريته وكرامته .
- – الكاتبة الدكتورة منى ابو حمدية – اكاديمية وباحثة فلسطينية