شفا -على حين غرة أقدم جنود في الجيش المالي بقيادة النقيب “امانو سانوغو” على القيام بعملية انقلاب عسكري ضد نظام الرئيس الحالي للبلاد ” أمادو توماني توري” ، حيث تم الاستيلاء على القصر الرئاسي في العاصمة باماكو، وعلى التلفزيون الحكومي الذي أذاعوا من خلاله اول بيان معلنين سيطرتهم على البلاد بعد فشل الحكومة في قمع تمرد يقوده البدو في الشمال. وقد تعهد الحكام الجدد بتسليم السلطة الى رئيس منتخب ديمقراطيا بمجرد توحيد البلاد.
إلا ان الوضع المضطرب في مالي وسيطرة مقاتلي الطوارق على شمال البلاد ، ووجود تنظيم القاعدة في ما يعرف ببلاد المغرب الاسلامي ، والذي ينشط بقوة في منطقة الصحراء المتاخمة للحدود مالي والذي نفذ من قبل سلسلة عمليات خطف طالت سائحين غربيين، كلها أسباب ولدت هاجس الخوف الشديد لدى دولة الجزائر، من العواقب الوخيمة التي يمكن أن تتمخض عن عملية الانقلاب على امن الجزائر القومي، وان يتخذ تنظيم القاعدة شمال مالي ملاذاً امنا لكي تصبح أرضا خصبة ،لتكثيف هجماته في المنطقة وذلك بالتعاون مع الطوارق.
تنديد جزائري
فقد اعربت الجزائر عن قلقها الشديد من الوضع في مالي ودانت “بشدة” اللجوء الى القوة مؤكدة انها”ترفض التغييرات المنافية للدستور.
وقال المتحدث باسم الخارجية الجزائرية “عمار بلاني “إن “الجزائر تتابع بقلق شديد الوضع في مالي. وبحكم مبادئنا النابعة من ميثاق الاتحاد الافريقي ندين بشدة اللجوء الى القوة.
واضاف “نعتبر ان كل القضايا الداخلية في مالي يجب ان تجد حلا لها في اطار السير العادي للمؤسسات الشرعية في هذا البلد وفي اطار احترام القواعد الدستورية”.
وكان وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي اكد منتصف شباط/فبراير ان الجزائر ومالي متفقتان على “محاربة الارهاب وليس الطوارق”، مؤيدا حلا سياسيا للازمة في الشمال.
ومن جهته اكد وزير الداخلية دحو ولد قابلية ان “الجزائر لا تتدخل في الشؤون الداخلية لمالي وتكتفي بمراقبة حدودها لمواجهة اي خطر محتمل ومع ذلك الجزائر تستقبل الذين يفرون من بلدهم هربا من العنف والحرب سواء كانوا من هذا الطرف او ذاك”.
واعلن الاسبوع الماضي عن استقبال الجزائر ل 30 الف لاجئ من المدنيين بالإضافة الى عدد من العسكريين العسكريين “المصابين خلال المعارك.
وفي علامة سريعة على ضبط إيقاع الانقلاب على الأرض أحكم المتمردون الجدد قبضتهم على كافة المنافذ. فضلا عن الغاء الرحلات الجوية من مطار العاصمة باما كو لحين إشعار أخر.
وقد أدى القتال في شمال مالي الى قتل العشرات وموجة نزوح وصلت الى أكثر من 200 ألف أسرة، وخلال الشهور الماضية، قامت قوات من الجيش الموريتاني بعمليات تمشيط في عمق شمال مالي، للحد من نشاط تنظيم القاعدة.
وتشارك الجزائر مع مالي والنيجر وموريتانيا (ما يعرف بدول الميدان في الساحل) في قيادة عسكرية موحدة لمحاربة التهريب والجريمة المنظمة والقاعدة .