شفا – في إطار الدعم المطلق الذي تقدمه جمهورية فنزويلا البوليفارية للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو والذي يؤكده دائما السيد ويلمر اولمار بارينتوس سفير فنزويلا في القاهرة، وانعكاسا لمستوى الالتزام الفنزويلي بالقضية الفلسطينية، احتفلت فنزويلا مؤخرا، في 10 مايو 2024، بالنصر الدبلوماسي للشعب الفلسطيني الشجاع، داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد أن صوتت شعوب وحكومات العالم بأغلبية ساحقة مؤكدين أنه يجب قبول فلسطين عضوا في هذه المنظمة، مما يمنحها زيادة في الحقوق كدولة حرة مستقلة وذات سيادة..
واستجابة للأسئلة المطروحة حول العلاقات الفنزويلية الفلسطينية، أصدرت سفارة فنزويلا بيانا أوضحت فيه أنه منذ بداية الثورة البوليفارية في عام 1999، عمل القائد هوجو تشافيز بلا كلل على تعزيز الحوار الإقليمي بين أمريكا الجنوبية والدول العربية من أجل إقامة مسارات جديدة للربط بين المنطقتين وتطوير مشاريع ذات فائدة للطرفين لربط الحضارتين المترابطتين تاريخيًا والاستفادة من الجذور وأوجه التشابه المشتركة بين الطرفين والعمل معا في مواجهة التحديات العالمية الملحة، في سياق لا يمكن فيه الاستغناء عن الحوار والتكامل والتضامن، الذي ينادي به التعاون فيما بين بلدان الجنوب- الجنوب.
وأوضحت السفارة أن الدفاع عن القضية الفلسطينية، في تلك العلاقة المميزة مع الأشقاء في العالم العربي، احتل مكانة بارزة في الأعمال التي قام بها هوجو تشافيز، إذ كان يدعم دائما، وبكل حزم وإصرار، حق فلسطين في إقامة دولة حرة وقابلة للحياة وذات سيادة، لأن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الاحترام الكامل للقانون الدولي ومن خلال تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، التي انتهكتها قوات الاحتلال الإسرائيلية مرارا وتكرارا. لقد قام تشافيز بتحويل فنزويلا إلى دولة تدافع عن القضايا العادلة لشعوب العالم، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني النبيل..
فنزويلا اول دولة في القارة الأمريكية تعترف بفلسطين:
وتحت قيادة القائد تشافيز، بدأت فنزويلا تمثيلها الدبلوماسي في فلسطين بافتتاح قنصلية عامة لها في رام الله عام 2005 وعينت أول ممثل قنصلي لها في عام 2006. ومنذ ذلك الحين، تم الحفاظ على هذا التمثيل دون انقطاع في فلسطين. وفي 27 أبريل 2009، وفي عهد حكومة القائد الأبدي هوجو تشافيز فرياس، اعترفت فنزويلا بدولة فلسطين وأقامت علاقات دبلوماسية معها، لتكون أول دولة في القارة الأمريكية تعترف بسيادة هذا الشعب العربي..
اتفاقيات تعاون بين البلدين:
ومنذ تلك اللحظة تم توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات التعليم والاقتصاد والتجارة والطاقة والزراعة والثقافة والسياحة والاتصالات والرياضة والدفاع والأمن والصحة. وكما دعمت الحكومة البوليفارية بقوة في مختلف المحافل الدولية حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني والهجمات المتواصلة في قطاع غزة والضفة الغربية..
طرد السفير الإسرائيلي من فنزويلا:
وفي 6 يناير 2009، وفي “فعل يتصف بالكرامة” كما وصفه بيان السفارة، قام القائد تشافيز بطرد السفير الإسرائيلي في كاراكاس. وفي 14 يناير 2009، قرر تشافيز “ قطع جميع أنواع العلاقات” مع إسرائيل “نظرًا لخطورة الأعمال الوحشية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني” وبدأت فنزويلا وفلسطين علاقاتهما الدبلوماسية رسميًا في 27 أبريل 2009. وفي 17 مايو 2016، افتتحت فلسطين رسميًا سفارتها في كاراكاس.
وأكد الزعيم الخالد تشافيز “التزام” الحكومة الفنزويلية تجاه الشعب الفلسطيني ورفض سياسة “دولة إسرائيل التي تمارس الإبادة الجماعية”، مع ضمان دعمها الكامل لإقامة الدولة الفلسطينية. وقد حيا تشافيز “الشعب الفلسطيني البطل” وشدد على أن “الثورة البوليفارية وقفت منذ اليوم الأول إلى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه الذي لا يُنسى ضد دولة إسرائيل التي تمارس الإبادة الجماعية، والتي تضرب وتقتل، مؤكدا على التزام فنزويلا “بالنضال الفلسطيني، من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ومن أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها تلك المدينة المقدسة، القدس “..
و أكد دائما دعم فنزويلا “لقيام دولة فلسطينية مستقلة، معترف بها في الأمم المتحدة وفي جميع المنظمات الدولية”، وكذلك “دعم كل شعب فنزويلا من أجل قضية الحق في الأرض والاستقلال والرخاء”.
وهو ما أكده الرئيس مادورو “أن فنزويلا ستواصل دعم الشعب الفلسطيني، دون أية قيود..”
وقررت فنزويلا في 21 مايو 2015 رفع تمثيلها الدبلوماسي في فلسطين من قنصلية إلى سفارة، وهو الإجراء الذي تمت المصادقة عليه في 17 أغسطس 2023.
ونددت فنزويلا “بموقف الولايات المتحدة المتعسف وغير العادل الذي تتخذه، باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن، والذي أساءت به استخدام حق الفيتو ومركزها في السلطة، وهو ما حال دون دخول فلسطين كعضو كامل العضوية في ذلك الوقت، وهو ما دعا فنزويلا الى حث هذا البلد على الاعتراف بولاية الجمعية العامة والامتثال لها على الفور.”
وحسب ما جاء قي البيان : “انضمت الحكومة البوليفارية مرة أخرى إلى المطالبة بوقف إطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية فوراً ودون قيد أو شرط. وحثت العدالة الدولية على تحديد المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت منذ قيام دولة إسرائيل، والتي تسببت في مقتل أكثر من 35,000 شخص في الأشهر الأخيرة، معظمهم من النساء والأطفال..
وتجدر الاشارة كذلك إلى أن فنزويلا، خلال التصويت التاريخي في الجمعية العامة، ” نددت نيابة عن مجموعة أصدقاء ميثاق الأمم المتحدة، بالقوى التي تحرم فلسطين من حقها في إقامة دولة حرة ذات سيادة”.
وفي إطار الوفاء بالتزاماتها، تواصل فنزويلا، على هدى دبلوماسية السلام البوليفارية، دعوتها لوقف حملة الإبادة الجماعية في فلسطين، وستواصل المطالبة، في جميع المحافل الدولية، باحترام حقوق الشعب الفلسطيني النبيل والشقيق.