4:55 صباحًا / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

تقرير شفا : الميناء الأمريكي العائم، خطة إستراتيجية، أم أمل جديد نحو غد أفضل؟


شفا – خاص ، قسام سمري – حلا خطيب، في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة، الذي تقوده إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الاخرى، يعيش قطاع غزة تحت وطأة حصار اقتصادي خانق.


ووسط هذه الظروف القاسية، برزت خطوة أمريكية مستغربة وغير مسبوقة بإنشاء ميناء عائم على سواحل غزة، في محاولة لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان القطاع.

المشروع الأمريكي هذا والذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، يمثل بصيص أمل لسكان غزة، حيث من المتوقع أن يسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية وتحسين التجارة.


وافادت وسائل إعلامية مختلفة ان الجدل لا يهدا حول تقارير متناقضة بشان الميناء العائم والذي شرعت الولايات المتحدة الأمريكية في انشائه على ساحل قطاع غزة ولا تنتهي التساؤلات بشان جدواه وتكلفته المادية وكيفية ادارته لكن السؤال الاهم هل حقا الميناء العائم والمؤقت هذا كما يقولون اولوية انسانية لاهل غزة ام لاغراض اخرى.
ولأول مرة يكشف مسؤول امريكي ان التكلفة التقديرية لبناء الرصيف البحري قبالة ساحل قطاع غزة ارتفعت الي 320 مليون دولار أمريكي، وبحسب المصدر فان التكلفة زادت الى المثلين تقريبا عن التقديرات الاولية.

روجر ويكر، قال ان التكلفة التي سيسدد ثمنها دافعوا الضرائب الامريكيون كبيرة جدا مقارنة بمنافعه، مستغربا ان كل هذا لتشغيل رصيف عائم لمدة 90 يوم فقط.


وكان الرئيس الامريكي جو بايدن، اعلن عن انشاء الرصيف في مارس الماضي بحجة تسهيل دخول المساعدات الى قطاع غزة، وسيتعامل الرصيف في البداية مع 90 شاحنة يوميا، وقد يصل العدد الى 150 شاحنة عندما يعمل بكامل طاقته، وهو عدد قليل جدا مقارنة بما كان يدخل قطاع غزة من شاحنات براً قبل الحرب.


وبحسب خطط توصيل المساعدات سيكون ميناء لارنكا في قبرص بمثابة نقطة انطلاق للممر البحري الذي ستبحر منه سفن للقطاع.


حيث يتم تفييش السفن من قبل اسرائيل، ومن ثم تتجه السفن الى الميناء العائم قبالة ساحل غزة في البحر المتوسط وبعدها تنقل البضائع الى الشاطئ عبر جسرين بطول يصل الى 550 متر لكل منهما لتوضع في مكان يقع الى الجنوب قليلا من مدينة غزة كما يقع المكان الى الشمال من الموقع الذي ينتهي فيه محور نتسريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه.

ويرى مراقبون ان هذا الميناء، لا يرتبط حقا بالدواعي الانسانية وانما بتشديد الحصار الانساني والاقتصادي على القطاع ويعد البحر متنفساً اقتصاديا لسكان قطاع غزة.


حيث تنتشر المشاريع والمحال والمتاجر، في حين يشكل مصدر رزق لألاف الصيادين الذين يواجهون منذ سنوات مخاطر متعددة بسبب الاحتلال.


ولا يستبعد اخرون ان يكون الميناء المؤقت خطوة متقدمة للاستحواذ على غازي غزة في حقلين نارين، واحد واثنين .

وقد اثار وزير الخارجية الاسرائيلي في شهر فبراير الماضي، جدلا في اجتماع رفيع المستوى لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي للترويج لخطة بناء جزيرة صناعية قبالة ساحل غزة، فهمت هذه الخطوة لدى البعض بانها مشروع منصة للغاز من أجل تيسير شحنه نحو الدول الاوروبية.

ومع استمرار التصعيد العسكري الاسرائيلي، يبقى السؤال، حول دوافع الولايات المتحدة الأمريكية في إنشاء هذا الميناء محط جدل.

والبعض يراه خطوة إنسانية تهدف إلى تخفيف معاناة الفلسطينيين من أهالي قطاع غزة، بينما يعتبره آخرون جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز نفوذ في المنطقة وتحقيق توازنات سياسية معينة.

وفي حين، ترحب بعض الفصائل الفلسطينية، بهذا المشروع باعتباره فرصة لإنعاش الاقتصاد المحلي، تظل المخاوف قائمة حول قدرة هذا الميناء الأمريكي على العمل بفعالية في ظل الحصار المستمر والتصعيد العسكري على قطاع غزة.

ورغم الدعم الذي يقدمه هذا المشروع الأمريكي، فإن سكان غزة ما زالوا يواجهون تحديات كبيرة تتطلب حلولًا شاملة ومستدامة.

ان الحرب المستعرة والمستمرة، تستهدف الوجود الفلسطيني، ويجب ايقافها من اجل حماية الارواح والممتلكات.

وأن استمرار الحرب المدمرة يعني اسباب حياة اقل للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ويصبح الميناء العسكري الأمريكي العائم، مقابل شواطئ غزة اكثر صلة بالواقع حيث سيصبح منفذ لقطاع غزة للعالم.
وقد يبدأ بالمساعدات الانسانية وتوفير خدمات علاجية، ومن الممكن ان ينتهي بالأسوأ فيكون سبب في تهجير الفلسطينيين الحالمين بغد أفضل من خلال العبور عبر هذا الميناء للدول الاوروبية.


من هذا السياق المعقد وما يرشح من معلومان او استدلالات حول الميناء الأمريكي، يبقى الميناء العائم لغزة ويبقى السؤال هل حقا تم انشائه بغرض تحقيق دوافع انسانية بحتة او لتحقيق اهداف ومآرب اخرى مستقبلاً ؟.

شاهد أيضاً

"التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن" بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات …