عقيدة البشر الملائكيين ، بقلم : حنان بديع
علم دراسة الملائكة يختص بدراسة الملائكة. إذ توجد عدة نظريات غير كتابية بشأن الملائكة. حيث يؤمن البعض أن الملائكة هم بشر قد ماتوا. ويؤمن آخرين أن الملائكة مصدر قوة غير شخصية. وينفي آخرين وجود الملائكة كلية.
من المتعارف عليه أن الملائكة يختلفون عن البشر إذ تميزهم الطبيعة الملائكية التي تجعل منهم كائنات خيره ونفية..
لكن هل يمكن للإنسان أن يشبه الملاك في صفاته أو يقترب منها؟
وهل هناك إنسان ملائكي غير بشري أو إنسان استطاع أن يتخلى عن الطبيعة البشرية بما تحمله من شرور وآثام؟
“الإنسان الملائكي”، وفقًا لبعض معلمي العصر الحديث، هو شخص “استيقظ” على “طبيعته الإلهية” و”مهمته” الحقيقية على الأرض.
وإذا كان هؤلاء البشر الملائكيون، الذين يطلق عليهم أحيانًا “ملائكة الأرض” أو “Homo Angelus”، يستمعون إلى الرسائل الإلهية داخل قلوبهم ويتصرفون وفقًا لتلك الرسائل. فإنه وفقًا لهذا التعليم، تمر البشرية بعملية تطور روحي حيث يدرك المزيد والمزيد من البشر الملائكيين مكانتهم في الكون وواجبهم في تنوير البشرية.
عندئذ يستيقظ عدد كافٍ من البشر الملائكيين على حقيقتهم ويصبح العالم مليئًا بأعمال الخير والحب التي يقومون بها، ويدخل العالم إلى عصر جديد من السلام والخير.
وفقًا لمروجي عقيدة البشر الملائكيين، فإن البشر الملائكيين يشبهون الملائكة السماويين؛ الفرق هو أن الملائكة السماوية ليس لها جسد مادي، لكن ملائكة الأرض لها جسد. ويعتقد أصحاب هذه الفكرة إن البشر الملائكيين يبدون خارجيًا مثل البشر “الطبيعيين”، لكنهم يختلفون عاطفيًا ونفسيًا وبالطبع روحيًا. يعلمون أن هذه أرواح ملائكية تسكن في أجساد بشرية. وكما قال الفيلسوف والصوفي اليسوعي بيير تيلار دو شاردان: “نحن لسنا بشراً نتمتع بتجربة روحية. نحن كائنات روحية، لدينا تجربة إنسانية!
وبعيداً عن صحة الفكرة من عدمها فإن الكاتبة هنادي إبراهيم موسى تدعو القارىء في كتابها بعنوان (شخصية ملائكية) إلى أن يكون ذو شخصية ملائكية قائلة:
عند أي موقف أو حدث لا تكن سطحيا وتنظر للأمور كقشرة خارجية فقط، ولا تنظر لها من زاويتك أنت، بل اسأل نفسك:
ما هي الأسباب التي قد تدفع الآخرين لاختيار ذلك التصرف؟ ولعل أبسط حقوقهم أن تسألهم وتتقبل تبريراتهم. اسأل نفسك: لو كنت أنا مكانها، هل من الممكن أن أتصرف مثلها؟ أو ستكون ردة فعلي أكبر بمراحل؟ انظر لغيرك دائما بعين الرحمة والعطف، حتى من يخالفونك أو حتى من تعلم أنهم يكنون العداء لك. فكل شخص لديه أسبابه التي تكون مقنعة على الأقل بالنسبة له هو. فكل منا تربى في بيئة مختلفة، له قناعات وتجارب سابقة، وتوجهات معينة كلها تحكم فعله ومشاعره تجاه كل شيء يحدث له. وتذكر دائما خلف كل فعل، مشاعر وأفكار وتجارب.
وأنا أقول عندما تنظر للغير بعين الرحمة والعطف حتماً ستتبنى عقيدة العطاء المطلق وحينها ربما تقترب من الصفات الملائكية أو تصبح ذو شخصية ملائكية تتحلى بطبيعة إلهية تقربك من الخالق.