12:57 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

شراكة التنسيق الإستراتيجية بين الصين وروسيا تضخ زخما قويا للاستقرار في عالم مضطرب، بقلم : تشو شيوان

شراكة التنسيق الإستراتيجية بين الصين وروسيا تضخ زخما قويا للاستقرار في عالم مضطرب، بقلم : تشو شيوان

شراكة التنسيق الإستراتيجية بين الصين وروسيا تضخ زخما قويا للاستقرار في عالم مضطرب، بقلم : تشو شيوان


أثارت زيارة الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين إلى الصين الأسبوع الماضي انتباه العالم لما تحمله الزيارة في وقتها وتوقيتها وجدول أعمالها من الكثير من التطورات في علاقات البلدين التي أجد بأنها قد تخطت في مستواها وثقلها العلاقات الاستراتيجية لتصل لما هو أبعد من هذا بكثير خصوصاً وأن العالم يشهد اضطرابات متتالية شرقاً وغرباً، في حين أن العلاقات الصينية الروسية علاقات مبنية على تفاهمات كبرى أساسها وأهمها السعي للدفع بالحوكمة العالمية الجديدة الداعية لعالم متعدد الأقطاب.

بالرجوع لجدول الزيارة فقد شهد المسرح الوطني الكبير الصيني يوم 16 مايو حدثاً كبيراً في العلاقات الصينية الروسية، ألا وهو حفل افتتاح “عام الثقافة الصينية الروسية” والاحتفال بالذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وروسيا، وتفسر الأوبرات الموسيقية الرائعة للصداقة الطويلة الأمد بين الدولتين الكبيرتين، والتاريخ الذي يجمع البلدين على طول الأمد.

في هذا العالم المضطرب، أجد أن تمسك الصين وروسيا بمبادئ “عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم استهداف أطراف ثالثة”، التي تتجاوز التحالف العسكري والسياسي خلال حقبة الحرب الباردة، قد وضع نموذجاً لنمط جديد من العلاقات الدولية للمجتمع الدولي، وجلب استقراراً لا يقدر بثمن للعالم في خضم الاضطرابات المتتالية وهذا بحد ذاته إنجاز كبير للدبلوماسية المستقرة لكلا البلدين.

ما أجده مهماً ويبرهن على مدى قوة العلاقات الثنائية أنه منذ عام 2013 التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فيلاديمير بوتين أكثر من 40 مرة، وهذا الرقم دليل على التوجه الاستراتيجي لقادة البلدين لإيصال العلاقات الثنائية إلى أعلى مستوياتها.

لقد لخص الرئيس الصيني وجهة نظر الصين تجاه روسيا عندما قال بأنه “يجب علينا دائما تعزيز المبادئ الخمسة للتعايش السلمي والاحترام المتبادل والمساواة والثقة المتبادلة، والاهتمام بشواغل بعضنا البعض، وتقديم المساعدة المتبادلة لبعضنا البعض بصدق من أجل تنمية ونهوض كلا الجانبين”، وهذه الكلمات الهامة تدل أن العلاقات متينة مهما كان العالم مضطرب ويمر بأزمات غير مسبوقة.

إذا نظرنا إلى التاريخ فسوف نجد أن كيفية تحقيق التوافق بين الدول الكبرى كان دائما مشكلة صعبة. وفي الوقت الراهن، فإن بعض الدول الغربية عازمة على تعزيز “المنافسة بين القوى الكبرى” وإثارة الانقسام والمواجهة في العالم، وفي المقابل فإن التنمية المستدامة والمستقرة للعلاقات الصينية الروسية تظهر أن الدول الكبرى يمكنها إيجاد الطريقة الصحيحة للتوافق مع بعضها البعض وتحقيق التنمية والتعاون والأمن في العالم.

وبعد مرور 75عاما تقف العلاقات الصينية الروسية عند نقطة بداية جديدة مفادها كيف نخلق مستقبلاً أفضل؟ وانطلاقاً من التوافق الذي توصل إليه الطرفان، سيبذل الجانبان جهودهما على مستويات متعددة مثل تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، والتعاون العملي، والتعلم الثقافي المتبادل، وتحسين الحوكمة العالمية.

إن خصوصية العلاقات الصينية الروسية ومستواها العالي تنعكس أولا في الأساس المتين للثقة السياسية المتبادلة. أكدت روسيا مجددا تمسكها بمبدأ صين واحدة ومعارضتها لأي شكل من أشكال “استقلال تايوان”. وتعرب الصين عن دعمها لروسيا في حماية أمنها واستقرارها وتنميتها وازدهارها وسيادتها وسلامة أراضيها.

إضافة الى ذلك ،يعد التعاون الاقتصادي والتجاري من أبرز معالم العلاقات الصينية الروسية. قد وصل حجم التجارة الثنائية إلى أكثر من 240 مليار دولار أمريكي في عام2023، ظلت الصين أكبر شريك تجاري لروسيا لمدة 14 عاما على التوالي. وقام الرئيس الروسي بوتين بزيارة خاصة إلى مدينة هاربين لحضور حفل افتتاح معرض الصين- روسيا الثامن، ما يعكس رغبة روسيا في توسيع التعاون العملي مع الصين.

ومع انطلاق “عام الثقافة الصينية الروسية” هذا العام، ستستمر سلسلة من أنشطة التبادل الثقافي في توطيد الصداقة بين شعبي البلدين، وباعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإن الصين وروسيا تحميان بقوة النظام الدولي القائم على القانون الدولي، وفي جوهره الأمم المتحدة وتؤيدان ممارسة التعددية الحقيقية. ويمكننا القول إن التنسيق الوثيق بين الصين وروسيا على الساحة الدولية سيساعد في كبح جماح ممارسات الهيمنة لبعض القوى الغربية ومنع العالم من الوقوع في مواجهة أي معسكر، كما أنه سيعزز تنمية ونمو “الجنوب العالمي”، ما يكتسي أهمية كبيرة لتحسين الحوكمة العالمية والحفاظ على السلام والتنمية في العالم.

شاهد أيضاً

الصحفي حسن أبو قفة

استشهاد الصحفي حسن أبو قفة في قصف إسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة

شفا – استشهد، مساء اليوم الجمعة، الصحفي الفلسطيني حسن أبو قفة ونجله عماد بعد غارة …