الشعوب قادرة على تحقيق الانتصارات التي قد تبدو مستحيلة .. بقلم : محمد علوش
قبل 79 عامًا، في التاسع من أيار/ مايو 1945 برزت شمس الحقيقة الإنسانية وسطع نجم الحرية، حيث شهد نهاية المحور الفاشي، بالهزيمة الساحقة للآلة الهمجية الفاشية التي ذبحت الشعوب رسميًا، حيث سقطت الفاشية، ورفع الجيش الأحمر راية النصر على الفاشية لتظل رمزاً للنضال الأممي والتضامن بين كافة الشعوب في العالم.
ان ذلك الانتصار البطولي على الفاشية، كان مصحوباً بجو جديد من الأمل والتفاؤل بعالم أفضل، بلا حروب ولا كوارث، وبدون تمييز عنصري أو غيره، وخالي من الاستغلال والظلم الاجتماعي، وبدون استعمار واضطهاد وطني، وهذه الذكرى الخالدة في تاريخ البشرية وفي ذاكرة شعوبها وفي نضالات الطبقة العاملة المستمرة، غيرت موازين القوى العالمية لصالح العمال والشعوب وعززت من مكانة وفعالية حركات التحرر الوطني وإنهاء الاستعمار والنضال ضد الاستعمار، وأثبتت أن الإرادة الشعبية والنضال الشعبي المنظم هو وحده القادر على وضع حد للفاشية والنظام الذي ولدها، وأنه يمكن للشعوب المتحدة أن تحقق الانتصارات التي ربما تبدو مستحيلة.
ذكرى الانتصار على الفاشية ليست مجرد مناسبة عادية، بل شكلت فصلاً جديداً في تاريخ البشرية بالقضاء على النازية والفاشية والصراعات الدموية، وستبقى ملهمة لشعوبنا ولنضالنا العادل، وستبقى خالدة في التاريخ الإنساني، وقد آن الأوان لمواقف دولية جادة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ودعم الشعب الفلسطيني لإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
لا بد نضال أممي مشترك لكل القوى الحيّة ولكل قوى الحركة العمالية في العالم لبناء تحالف أممي في مواجهة الفاشية الجديدة، وتعزيز النضال العالمي المشترك الى جانب شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض لحرب عدوانية فاشية وتطهير عرقي وابادة جماعية من قبل تحالف القوى العنصرية والفاشية الجديدة والصهيونية الدينية التي تتكون منها حكومة الاحتلال الإرهابية.
إن الشعب الفلسطيني الذي يدينُ لسياسات الاتحاد السوفيتي، ولروسيا الاتحادية لاحقاً، الداعمة بلا شروط لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، ينتهز عيد النصر على النازية، ليسجّل التقدير للشعب الروسي وقيادته الحكيمة، التي استطاعت تجاوز الكثير من الصعاب الداخلية والخارجية والعودة بروسيا إلى لعب دور مركزي في النظام الدولي بما يعزز قدرة الشعوب المقهورة في مواجهة الاستعمار الجديد والإرهاب الظلامي في مواجهة الاستعمار وسياساته.
بهذه المناسبة ونحن نقف على شرفة ذكرى مجيدة وعزيزة على قلوبنا، نجدد الدعوة للقيادة الروسية ورفاق النضال السياسي والاجتماعي نحو التحرر والديمقراطية والتقدم لدعم شعبنا الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وممارسات إرهاب الدولة المنظم وحرب الإبادة الجماعية الواقعة على شعبنا، هذا الإرهاب الذي ينصب على الأرض الفلسطينية بالاستيطان والضم والمصادرة، كما يركز على تدمير الموارد البشرية الفلسطينية بالقتل والاعتقال والتهجير والتجويع والترويع.
من فلسطين الأرض والشعب التي ما زالت ترزح تحت آخر احتلال في التاريخ المعاصر، وفي ظل قهر سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي يحد من قدرة هذا الشعب من ممارسة حقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعن المشاركة في مسيرة التقدم الإنساني والحضاري، ونحن نشعر معكم بالفخر والاعتزاز بتراث وتاريخ كل من أسم في هذه الملحمة الإنسانية العظيمة، بهذا اليوم الذي سجل الانتصار على النازية وما كلفه ذلك من خسائر بشرية ومادية.
إن الوفاء لعيد النصر على النازية، هو سلاح النقد واستخلاص الدروس والعبر منها ومن تجربة الاتحاد السوفيتي السابقة، واستلهام هذه النتائج في صوغ رؤية لاشتراكية ديمقراطية معاصرة تجيب على تحديات أزمة نظام العولمة الرأسمالية المتوحشة الراهنة التي تطحن الشعوب ومكتسباتها، وتقدم نموذجاً جديداً في السلم والتقدم والعدالة الاجتماعية.
ندعو كل شعوب العالم لدعم شعبنا الفلسطيني لرفع الظلم التاريخي الذي لحق به منذ وعد بلفور المشؤوم، وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة طبقاً لقرارات الشرعية الدولية، وأن يتعزز النضال العالمي المشترك في مواجهة العنصرية الصهيونية والفاشية الجديدة وممارساتها البغيضة ضد الإنسانية.
- محمد علوش – عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني