اقتصاد العطلات هو نافذة مهمة لمعرفة الاقتصاد الصيني بقلم : تشو شيوان
خلال عطلة عيد العمال الماضية، جذب الاقتصاد الصيني اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام الدولية مرة أخرى، وخاصة أن حيوية السوق الاستهلاكية يظهر الزخم الإيجابي للاقتصاد الصيني بشكل واضح، ومن هنا لنتعرف على بعض الحقائق والأرقام حول اقتصاد العطلات.
وفقا للبيانات الرسمية، قد وصل عدد السياح المحليين خلال عطلة عيد العمال التي استمرت خمسة أيام، إلى 295 مليونا شخص فردي، بزيادة 7.6 في المائة على أساس سنوي، وأنفق السياح المحليون 166.89 مليار يوان صيني، بزيادة 12.7 في المائة على نحو سنوي. كما تظهر البيانات أنه خلال عطلة عيد العمال، سافر السياح الصينيون إلى أكثر من 1000 مدينة أجنبية في كل أنحاء العالم، ما ساهم في انتعاش الاستهلاك في جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل استئناف الخطوط الجوية، وتنفيذ تدابير تسهيل الدخول وزيادة عدد البلدان المعفاة من التأشيرات المتبادلة.
وخلال هذه الأيام، أختتمت الدورة الـ135 لمعرض الصين للاستيراد والتصدير يوم الأحد، المعروف باسم معرض كانتون، في مدينة قوانغتشو جنوب الصين، وقد استمر المعرض خلال الفترة من 15 أبريل إلى 5 مايو بشكل ميداني، أما المنصة عبر الإنترنت والخاصة بالمعرض فتعمل على مدار العام الكامل، والأرقام وحدها تتكلم حيث جذب المعرض أكثر من 29 ألف مؤسسة، و246 ألف مشتري أجنبي من 215 دولة ومنطقة، بزيادة قدرها 24.5% بالمقارنة مع الدورة الماضية مسجلاً رقماً قياسياً جديداً، وتجاوز إجمالي حجم الصادرات بشكل ميداني 24.7 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 10.7% مقارنة مع الدورة الماضية، وكما قلت الأرقام تتكلم عن حجم وقوة وانتشار المعرض عالمياً واكتسابه زخماً إيجابياً على جميع الأصعدة ومختلف القطاعات.
وبالإضافة إلى ذلك، انطلقت الدورة الواحدة والثلاثون لمعرض سوق السفر العربي 2024 في دبي يوم الاثنين، نظمت وزارة الثقافة والسياحة الصينية والمركز الثقافي الصيني في الإمارات ممثلين من الهيئات الثقافية والسياحية وشركات الطيران والمؤسسات السياحية من 9 مقاطعات (مدن) صينية بما فيها مدينة شانغهاي ومقاطعة هوبي وتشجيانغ وسيتشوان وشانشي وشاندونغ، وكان هذا أول ظهور جماعي للجناح الصيني في في معرض سوق السفر العربي منذ عام 2019. بلغت مساحة جناح “نيهاو الصين” 135 مترًا مربعًا، ومن خلال تكنولوجيا العرض الحديثة، تم عرض الصورة السياحية للصين على نحو شامل، وترويج السياسات والخدمات الصينية لتسهيل السياحة الداخلية، وإظهار المنتجات الثقافية والسياحية للوجهات المختلفة في الصين من خلال الأساليب المختلفة.
ويمكننا القول إن اقتصاد العطلات هو نافذة مهمة لمعرفة الاقتصاد الصيني بشكل واضح. وفي هذا الصدد، قد تجاوز عدد من بيانات الاستهلاك خلال عطلة عيد العمال التوقعات، ما يسلط الضوء على إمكانات وحيوية الاقتصاد الصيني. ورفعت المؤسسات الدولية بشكل مكثف توقعاتها السنوية لنمو الاقتصاد الصيني، حيث قدر بنك التنمية الآسيوي أن الصين ستساهم بنسبة 46٪ من نمو الاقتصادات الآسيوية النامية بين عامي 2024 و2025. وتعود سلسلة الأرقام المثيرة للإعجاب إلى فضل الجهود المستمرة التي بذلتها الحكومة الصينية، إذ منذ بداية هذا العام، أطلقت الصين مجموعة من السياسات لتحفيز الاستهلاك، فحددت وزارة التجارة “عام تعزيز الاستهلاك” ونظمت عددا من الأنشطة الداعمة ذات الصلة. ان هذه المبادرات لا تلبي فقط احتياجات الشعب للاستهلاك المتنوع وعالي الجودة، بل ينشط القوة الداخلية للسوق الاستهلاكية في البلاد. ومع استمرار الصين في تطوير أنواع جديدة من الاستهلاك في المستقبل، فإن المجالات الاستهلاكية الجديدة مثل الاستهلاك الرقمي والاستهلاك الأخضر والاستهلاك الصحي ستقدم مساهمة جديدة للتنمية الاقتصادية الوطنية، كما ستضخ زخما جديدا لتنمية الاقتصاد العالمي.
من الزيارات المتكررة لكبار المسؤولين للشركات المتعددة الجنسيات إلى تدفق الشركات الأجنبية إلى الصين للمشاركة في المعارض والندوات والمؤتمرات وبناء المصانع، فكل هذه الإشارات تؤكد جاذبية السوق الصينية، وتؤكد أن الاتجاه الأساسي للانتعاش في الاقتصاد، والنمو على المدى الطويل في الصين لم يتغير. وختاما أود أن أنقل جملة من المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، إن الصين لا تزال مساهماً مهماً في دفع النمو الاقتصادي العالمي. ومن خلال تطوير القوى الإنتاجية الجديدة علية الجودة، تعمل الصين على تعزيز التنمية عالية الجودة والانفتاح علي المستوى، وتقاسم الفرص التنوية مع دول العالم.