9:08 صباحًا / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

في قراءة المشهد المستجد، بقلم : راسم عبيدات

راسم عبيدات

في قراءة المشهد المستجد، بقلم : راسم عبيدات


واضح بأن الموقف الذي أبلغه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخ اسماعيل هنيه للوسطاء المصريين والقطريين،والمفاوضات المكثفة التي جرت في قطر بحضور مدير المخابرات المركزية الأمريكية ” السي أي أيه” وليم بيرنز”،والتي أفضت لقبول حماس والمقاومة بالمقترح المعدل من قبل الوسطاء…هذا القبول سيكون له الكثير من التداعيات في داخل ” اسرائيل” وخارجها …ولا بد من القول، بأن هناك مجموعة من العوامل،دفعت المقاومة للقبول بهذا المقترح المعدل،يقف في أولها، بأن نتنياهو وقوى الفاشية اليهودية كانت تراهن على رفض المقاومة وحماس للمقترح المعدل،ولذلك كان نتنياهو وبلينكن ومعه جوقة التابعين من أمثال كاميرون إظهار المقاومة وحماس بأنها رافضة لصفقة تبادل الأسرى وتعمل على إفشالها،وهي فقط تسعى من اجل الحرب،مع الإشارة الى موافقة المقاومة على المقترح المعدل،لم يجردها من ورقة الضغط الإستراتيجية التي تمتلكها،وهي الأسرى من الجنود والضابط،والتي ستحتفظ فيها حتى تضمن تنفيذ بنود الإتفاق بإنهاء حالة الحرب وفك الحصار والإنسحاب الشامل وعودة النازحين واعادة الإعمار وإدخال المساعدات الإنسانية والمحروقات بكميات كافية ..واجراء صفقة تبادل تحقق اعلى قدر من شروط المقاومة …لعل تقيمي لموافقة المقاومة وحماس على المقترح المعدل، يعبر عن حالة من الذكاء السياسي …ويجرد نتنياهو وحكومته من أوراق ضغطهم في ” شيطنة” المقاومة ….حيث سيكون لهذا القرار تداعيات على الحكومة واهالي الأسرى والكابينت الحربي المصغر …فهذه الموافقة ستضع نتنياهو وشركائه من الصهيونية الدينية والقومية في مأزق كبير وحالة من التخبط والإرباك والعشوائية، فرفضهم للإتفاق ،حيث قال بن غفير رداً على موافقة المقاومة الفلسطينية، بأنه يجب الرد على ذلك بإحتلال رفح بالكامل،لأن ذلك يعني التسليم بشروط حماس والمقاومة …واهالي الأسرى بعد سماع رد وموافقة المقاومة …خرجوا في مسيرات عارمة تدعو نتنياهو والحكومة للموافقة على صفقة تبادل الأسرى وعدم حرق الوقت في عدم الرد …وهناك تهديدات اذا لم توافق الحكومة على المقترح وصفقة التبادل بإغراق الساحات والشوارع ” الإسرائيلية” بمليون متظاهر والعمل على اسقاط حكومة نتنياهو ،وعدم موافقة نتنياهو وحلفائه على الصفقة ،قد يدفع الى حل مجلس الحرب المصغر …وكذلك الموافقة من قبل نتنياهو على قبول المقترح واجراء الصفقة، التي قالت مصادر ” اسرائيلية” بأنها تنطوي على تنازلات كبيرة تشكل إنتصارا للمقاومة …قد تدفع نحو تفكك حكومة نتنياهو.


ولذلك حتى يتجنب نتنياهو سقوط وتفكك حكومته…قد يلجأ الى المماطلة والتسويف ،والتفاوض على البنود التي وافقت عليها حماس والمقاومة والسعي لتفريغها من مضمونها،والقول بأن حماس والموافقة وافقت على مقترحات لم توافق عليها ” اسرائيل” …أو قد يقدم على عمل استعراضي كبير في قطاع غزة او على الجبهة اللبنانية،تعطل مفاعيل هذا الإتفاق …الإدارة الأمريكية أدركت مخاطر عدم الوصول الى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل للأسرى،وما يشكله ذلك من مخاطر على مصالحها الإستراتيجية في المنطقة والإقليم،وهي تريد أن تنقذ “اسرائيل” من هزيمتها،والتي تشكل هزيمة لها ، فهي تدرك تماماً بأن قوة الردع ” الإسرائيلية” بعد الرد الإيراني على استهداف قنصليتها في دمشق، باتت تمتلك قوة الردع التي كانت بيد ” اسرائيل” لمدة خمسين عاماً ،وكذلك الخوف من إشتعال جبهات الإسناد بشكل واسع،ولعل عملية المطلة التي نفذها حزب الله بمسيرات انقضاضية نتج عنها مقتل مجندتين واصابة عدد أخر…وكذلك ما قاله الإمام عبد المالك الحوثي،زعيم جماعة ” أنصار الله” اليمنية، بأن جبهة البحر الأحمر واستهداف السفن التي تحمل البضائع الى ” اسرائيل” وأي تكن جنسيتها ستكون مستهدفة في كافة الممرات المائية، مع إمكانية الذهاب الى تصعيد اوسع وأشمل من ذلك،وكذلك عودة المقاومة العراقية الى استهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا واهداف استراتيجية حساسة في العمق ” الإسرائيلي”،ناهيك عن جبهة الإسناد الخارجية التي كانت متغير هام في دعم جبهة قطاع غزة، “الإنتفاضة” الطالبية،والتي اجتاحت الجامعات الأمريكية وتمددت الى الكثير من الجامعات الأوروبية،وما رفعته من شعار استراتيجي” فلسطين من النهر للبحر ستتحرر” والمطلب التكتيكي ، بتشديد المقاطعة الإقتصادية والأكاديمية والثقافية ل ” اسرائيل” ومؤسساتها التعليمية والأكاديمية والثقافية،وكذلك الدعوة لسحب الإستثمارات “اسرائيل” ….اعتبرت الدولة العميقة في أمريكا بأن ذلك يشكل خطر على أمنها القومي …الكرة الآن في الملعب ” الإسرائيلي” والوسطاء،والتي ستجعل نتنياهو كمن يبتلع السكين ،في الموافقة وعدمها سيخسر مستقبله السياسي والشخصي، فلا شركاءه من الصهيونية الدينية والقومية سيمدون له طوق النجاة في حالة الموافقة على المقترح المعدل،بل سيسقطونه،وعدم الموافقة سيحدث انقسام عمودي في المجتمع “الإسرائيلي” وسيضع دولة ” اسرائيل” على ابواب حرب أهلية،وتشكيل مليشيات مسلحة …خيارات نتنياهو صعبة والحبل يقترب من الإلتفاف على عنقه،وواضح أنه هذه المرة لن ينجو قبل بالإتفاق او لم يقبل به …وسيخسر مستقبله السياسي والشخصي وسيكون السجن في إنتظاره…إلا اذا قام مع شركائه بعمل دراماتيكي داخل قطاع غزة او خارجها … يعمل على تشتت الإنتباه عما يجري في القطاع ….وقادم الأيام سيجيب عن الخفايا والتطورات.

ويبدو كذلك في إطار المصالح والأولويات، بأن بايدن اختار التضحية بنتنياهو،حتى لا يخسر فرصته بالعودة للبيت الأبيض كرئيس لولاية ثانية على خلفية الموقف الأمريكي بالشراكة مع نتنياهو في الحرب الوحشية على قطاع غزة.

فلسطين – القدس المحتلة

شاهد أيضاً

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

شفا – رحب (نداء فلسطين) بإصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرتي اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال …